حضارة التكنولوجيا والوعي الروحي

المهيب بالأمر خطواتنا تمشي بشكل متوازٍ فحضارة التقدم التكنولوجي تواكب حضارة التقدم الروحي، حضارتان لم تجتمعا من قبل في آنٍ واحد، يقوم الناس في هذا الزمن بملء عقولهم بالتكنولوجيا وتغذية أرواحهم بالوعي الكامل، وكأن التقدم التكنولوجي لا يظهر إلا بعد الوعي الحقيقي للروح..

عربي بوست
تم النشر: 2016/08/06 الساعة 05:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/08/06 الساعة 05:52 بتوقيت غرينتش

التكنولوجيا والوعي الروحي وجهان لعملة واحدة في حضارة بشرية لا تكترث إن تركت خلفها إعماراً أو دماراً، لذلك ننتقل من حضارة إلى أخرى.. فإفساد الأشياء لا يجعلنا نبكي عليها، وكذلك الحضارات.

فالإنسان قادر على البدء من جديد كلما كان في القاع، يستطيع أن يعوم، الفكر البشري مخيف، متطور جداً لدرجة أننا لا نستطيع قياسه بأية أجهزة متطورة، فالثقة العمياء للإنسان بأنه قادر أن ينشئ حضارات مختلفة، تأتي من طبيعة إلههِ، الذي وضع فيه هذه الترتيبات.

في هذا الزمن نجد أن الإنسان يتطور بشكل سريع ومخيف من خلال حضارته الواعية التي لا مثيل لها حتى الآن، وسنكتشف بعد عشرات السنين إلى أين ستقودنا التكنولوجيا التي بتنا نعيشها في كل دقيقة، لدرجة أحياناً أننا نصل إلى الملل من كثرة الكماليات، فهل برمجت عقولنا على أن نتحمل هذا؟!

ونتقدم أكثر باتجاه الفضاء والاكتشافات، نحن مبرمجون لنفعل أي شيء ببطء أو بسرعة وسنفعل ذلك عاجلاً أم آجلاً، كل الحضارات السابقة تنبأت لنا بهذا التطور فقد لامست جزءاً كبيراً منه نقلته إلينا على وجه الخصوص.

لن تواكب أي حضارة بالبشرية حضارتنا على كل الأصعدة الطبية والحربية والاختراعات التكنولوجية والهندسية، فهي نتاج تطور زمني قديم، وليس من الممكن أن تدمرنا هذه الحضارة، سنتقدم بشكل هائل لدرجة أننا سنلقب هذه التكنولوجيا بأنها بداية لعصر ذهبي، يقود البشرية إلى مكانها الأجدر بحضارة تجمع ما بين آلية متطورة خادمة لروح هذا الكون وهو الإنسان.

المهيب بالأمر خطواتنا تمشي بشكل متوازٍ فحضارة التقدم التكنولوجي تواكب حضارة التقدم الروحي، حضارتان لم تجتمعا من قبل في آنٍ واحد، يقوم الناس في هذا الزمن بملء عقولهم بالتكنولوجيا وتغذية أرواحهم بالوعي الكامل، وكأن التقدم التكنولوجي لا يظهر إلا بعد الوعي الحقيقي للروح..

مفتاحان لحضارة واحدة لم يسبق لها مثيل، وانفتاح كامل لكل قوى الإنسان بجميع اتجاهاته وثقافاته، هذا الاختلاف هو العبقرية بحد ذاته، يخرجنا من الكبت الذي لاقاه أجدادنا سابقاً وسيأخذنا للحفاظ على تقدمنا، مهما كانت الظروف ومهما نرى من حروب قائمة وشاملة، فهي ستمثل ولادة جديدة حتماً.

وما دورنا في هذا الوعي المتفجر والتقدم السريع، أحياناً يكفينا أن نحافظ على أنفسنا أحياء رغم الحروب، دون الخضوع لآليات التدمير المدروسة، أحياء القلوب والفطرة، وأحياناً يكفينا أن نورث هذا المفهوم الواعي لأولادنا وأحفادنا، أو نشارك بهذا الدولاب الزمني السريع أو لا نشارك، المهم أننا نعرف.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد