شريكتك.. ماركتها إيه؟!
(مقال شبابي ١٠٠٪)
لطالما اختلفت مع من يقول لي إن جميع النساء تشابهت، فمن رأيي أنهن يختلفن اختلافاً جذرياً عن بعضهن بعضاً، وإليكم التفرقة:
هناك نوع منهن يشبه السيارات المرسيدس والبي إم دبليو والڤولڤو، توفر لك الهيئة والرونق والشموخ لمجرد ارتباطك بها.
ثابتة على الطريق ولا تحرجك أمام المارة بعطل مفاجئ يجبرك على التوقف وفتح الكابوت بالشارع.
توفر لك أماناً منقطع النظير، فلا تفتح أبوابها إلا بمفتاحك الشخصي بل وببصمة صوتك أحياناً.
ولكنها تحتاج لصيانة دورية بمركز صيانتها فقط! فلن يستطيع أي مركز ميكانيكا عادي إصلاحها وإلا كان مصيرك إضاءة لمبة "check engine".
عند إغلاقك نوافذها لن تصلك أصوات آلات التنبيه الخارجية أو حتى أصوات الناس المحيطين بكما، وبالتالي تحفظ سرّك منهم، فمهما بلغ صوتك من ارتفاع فلن يسمعك أحد!
ولكنها لن تقبل إلا بوقود ممتاز فئة ٩٥ وإلا أشعرتك بما لا يرضيك.
أما شبيهة السيارات اليابانية كالتويوتا والسوبارو التي تُعرف بالسيارات المعمّرة ذات الطلبات القليلة.
فهي سيارات راضية بما تقدمه لها من وقود أو زيت، وتمتعك بانطلاقة سريعة لمجرد لمسك لدواسة البنزين والوقوف المفاجئ لمجرد دعسك على الفرامل.
سيارة ناعمة تدللك ولو كان الطريق غير ممهّد على عكس سابقتها التي تشعرك بألم الصدمات في دماغك بمرورك على أي مطبّ صناعي.
ثابتة نوعاً ما على الطرق، ولكن تحتاج لتركيز على السرعات العالية حتى لا تنقلب بك رأساً على عقب لا قدر الله.
لا تُفتح سوى بمفتاحها المشفر فهي محل ثقة ولو تُركت في مكان غير آمن، ويمكنك إصلاحها في أي مركز صيانة؛ فهي سيارة مفهومة للكل لكنها لا تقبل بقطع غيار غير أصلية كمبدأ عام.
ولكنها أصيلة فقد تقبل تيل مكابح أو فلتر زيت غير أصلي لفترة مؤقتة فقط، ولكن بشرط (إنك ما تسوقش الهبل، علشان ممكن تتجن عليك).
قد تطالك بعض الأصوات المزعجة من خارج نوافذها المغلقة، لكنها حافظة لأسرارك الداخلية في نفس الوقت.
تقبل وقود عادي ٩٢ أو أقل من العادي ٨٠، وتكون ممتنة إن أكرمتها بوقود ممتاز فئة ٩٥، وستشعر بالفرق في الحال.
أما النوع الثالث فهو شبيه السيارات الكوري كبعض أنواع الهيونداي والكيا.
فهي سيارات متواضعة جداً حتى في إمكانياتها، فتهتم بالإكسسوارات على حساب الأساسيات.
سيارات خفيفة غير رزينة بالمرة على الطرقات يلزمها سائق محترف حتى يتمكن منها على السرعات العالية والبطيئة كذلك!
أما بالنسبة للأمان فلن تشعرك به إطلاقاً، فيؤسفني أن تُفتح بأي مفتاح حتى وإن قمت بتركيب أجهزة إنذار وكلبشات مضادة للسرقة. (أصلاً مفتاحها مش مشفر عليك!).
أما بشأن إصلاحها وصيانتها فيمكنك إصلاحها عند "عم عبده البقال" فهي مفهومة أكثر من اللازم، وتقبل أي قِطع غيار ولو غير أصلية ولن يظهر عليها ذلك.
أما الغريب فأنها تنطلق بسرعة الصاروخ لمجرد تلقيها أمرك بذلك.. بس دكر بقي لو عرفت توقفها، سيارات "عِشرية" فلا فرق بين إغلاقك لنوافذها من عدمه فكل من حولك سيشاركونك الرأي في كل ما تبديه بداخلها من موضوعات.
أما بشأن وقودها فهي قنوعة لدرجة أنها قد تقبل سولار مخلوط بمياه دون أي اعتراض.
أما النوع الرابع فيمكن تشبيههن بالسيارات الصيني كالچيلي والإسبرانزا.
تتجمل لتعطيك الإيحاء بأنها مرسيدس أو ميني كوبر حتى تدقق نظرك فيها فتكتشف أمرها.
سيارات غير معمّرة بالمرة ورخيصة الثمن وتوهمك بأن مفتاحها مشفّر لك فقط رغم أنها قد تفتح أبوابها لأي زائر دون ترك إثبات وراءه، وإن فكرت فقط في الإبلاغ عن ذلك لمندوب التوكيل تجده يرمقك بتبجح ويقول لك: إزاي مش واثق فيها وانت معاك مفتاح مشفر يا بيه!
أما عن كلمة الثبات فهي غير مدرجة بقاموسها أصلاً فقد أودت بحياة الكثير من ركابها.
أما عن قطع غيارها فقد تساوت بين الأصلية وغيرها فالكل واحد، لذلك لا تحاول أن تبذر مالك عليها فلن يفلح ما تفعله معها.
أما عن أسرارك فقد أضحت معها مشاعاً، وتشعر معها بأن للكل حقاً في قيادتها، للكل حق في لمسها وتحسس فرشها الداخلي، للكل حق في تفقد محركها وشكمانها دون أن يحق لك الاعتراض.
وعندما تقرر بيعها لن تجد لها شارياً سوى أمثالها ذوي قشرة الذهب الصيني الذي يفرح بلمعان الغلاف الخارجي فقط.
أما التصنيف الأخير في تقديري فهو نوع السيدات اللاتي يشبهن اللادا والشاهين والفيات ١٢٨. فهو نوع أصيل جار عليه الزمن واعتاد الشقاء دون كلل أو ملل، بل طبع عليها ذلك في أسلوب حياتها فتجدها لا تقبل سوى الوقود العادي ٨٠ وإن قمت بإكرامها بآخر ممتاز يتوقف محركها عن العمل (بحجة أنه حامي على الكاربراتير بتاعها).
ويمكنك إصلاحها بنفسك دون الحاجة إلى متخصص أو شخص محترف، ولكن إياك أن تهملها لعدة أيام دون وصال فتذبل منك وتعلن تمردها على طاعتك وفي تلك الحالة لن يفلح معها سوى "زَقة عفية أو وصلة كهرباء أو تغيير البطارية كلها".
لا أتمنى سوى سيارة من الفئة الأولى أو الثانية وأنا كفيل بها، تكون ذات رونق وثبات وكاتمة لأسراري (أصيلة وترفع اللي معاها)، ولا تفتح أبوابها إلا بمفتاحي المشفر (أمينة ومحل ثقة)، وفي ذات الوقت ناعمة لا تشعرني بقسوة المطبات الصناعية (أنثى)، تقبل الوقود العادي ٩٢ وتشكرني إن أكرمتها بالممتاز ٩٥ (قنوعة).
فقد سئمت من كمّ السيارات الصينية التي كانت في حياتي.
وآخر دعواتي بعد كل صلاة: "يا رب ملبسش في عربية صيني عاملة نفسها مرسيدس".
ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.