انهمك المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب، أمس الخميس 4 أغسطس/آب 2016، في التعامل مع تبعات عدد من هفواته الأخيرة، وسط سلسلة جديدة من استطلاعات الرأي السلبية، وتكرار رئيس البرلمان بول راين أن دعمه للملياردير ليس مضموناً.
فقد شكك أعضاء من الحزب الجمهوري في قدرة ترامب على الحفاظ على الرسالة المراد إيصالها والبقاء على الخط المحدد وسط تفاقم حدة حملة الانتخاب الرئاسي، فيما انتقد راين بحدة أداء الملياردير قبل 96 يوماً على موعد اختيار الأميركيين بينه والديمقراطية هيلاري كلينتون.
في الأيام الأخيرة أغرق المرشح الجمهوري حملته في المتاعب؛ بسبب تهجمه على عائلة جندي أميركي مسلم قتل في العراق، ثم رفضه دعم راين والسناتور جون ماكين مرشح الحزب للعام 2008 في حملة إعادة انتخابهما إلى الكونغرس.
وفيما أكد راين مواصلة دعم ترامب رغم الجدل مع ذوي الجندي همايون خان، شدد في حديث مع إذاعة في ويسكونسن على أن "هذا ليس بأي شكل شيكاً على بياض".
أضاف "كان الاعتقاد أننا سنركز على هيلاري كلينتون، وعلى نقاط تقصيرها كافة" موضحاً "أنها مرشحة ضعيفة إلى حد يجب أن نكون في أوج حملة الهجوم على هيلاري كلينتون، من المؤسف أننا لا نتطرق إلى ذلك حالياً".
الخطاب المعتاد
سعى ترامب إلى تجاوز كل ما قد يشتت الانتباه والتركيز على القضايا، فعاد بحملته إلى الطريق مكرراً خطابه المعتاد، أي مهاجمة المهاجرين من أفغانستان والعراق وباكستان والصومال وسوريا على سبيل المثال.
وقال الثري في لقاء انتخابي في بورتلاند، "إننا نسمح لأشخاص بالوفود من دول إرهابية، يجب ألا يكون هذا مسموحاً لأننا لا نستطيع التحقق منهم"، علماً أنه بنى حملته على رسالة مناهضة للهجرة.
أضاف "لا أحد يعلم من يكونون. هذا قد يكون أكبر حصان طروادة في التاريخ" مكرراً التحذير من تسلل إرهابيين بينهم أعضاء في تنظيم الدولة الإسلامية إلى الولايات المتحدة مدعين أنهم لاجئون.
تابع "يجب وقف ذلك".
في ديسمبر/كانون الأول أثار ترامب الاستهجان عند دعوته إلى حظر مؤقت لدخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، وانتقد كلينتون على السعي عدة مرات لإجازة دخول لاجئين إلى البلاد أكثر مما فعل الرئيس باراك أوباما.
الثلاثاء قال ترامب وسط صيحات استهجان أنصاره، إن "هيلاري كلينتون تريدهم أن يأتوا بمئات الآلاف (..) لا يمكن الوثوق بها إطلاقاً في ما يتعلق بالأمن القومي".
"هذا سخيف"
في هذه الأثناء في واشنطن وجه أوباما انتقاداته إلى المرشح الجمهوري المترنح، بعد أيام على تأكيد الأخير أن انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني ستشهد عمليات "تزوير".
قال أوباما خلال مؤتمر صحفي في البنتاغون "إذا كان ترامب يعتقد أن هناك مؤامرة تحاك عبر البلاد، بما في ذلك أماكن مثل تكساس حيث المسؤولون عن مكاتب الاقتراع ليسوا الديمقراطيين في العادة، فهذا سخيف".
جذبت حملة ترامب ملايين الناخبين؛ لأنها هاجمت فساد النظام السياسي القائم والطبقة السياسية في واشنطن.
لكن فيما لفت أوباما إلى أن تلاميذ المدارس في المسابقات الرياضية أحياناً ينددون بالغش عند الخسارة قال "لم أسمع في حياتي قط شخصاً يشكو من التزوير.. قبل صدور النتيجة".
في الفترة الأخيرة كشف عدد من الاستطلاعات عن تحسن كبير في شعبية كلينتون بعد المؤتمر الوطني العام للحزب الديمقراطي في الأسبوع الفائت.
وأشارت أحدث استطلاعات للرأي أجرتها إن بي سي/وال ستريت جورنال إلى تصدر كلينتون بـ9 نقاط على مستوى البلد، بنسبة 47% مقابل 38% فيما أشارت 3 استطلاعات أخرى إلى توسع تقدمها في الولايات المتأرجحة.
في استطلاع لقناة فوكس الإخبارية بدت كلينتون متقدمة بـ10 نقاط في كولورادو، فيما أشار استطلاع لفرانكلين ومارشال كولدج إلى تقدمها 11 نقطة في بنسلفانيا التي تشكل ولاية محورية لأنها بها الكثير من الناخبين البيض الذكور من الطبقة العاملة.
وفي نيوهامبشر أحرزت كلينتون تقدماً مريحاً من 17 نقطة، 51% مقابل 34% بحسب استطلاع لـ دبليو بي يو آر.