لا تضعي أحلامك على المحك

بالنسبة لي حتى زواج الفتاة قبل إنهاء المرحلة الجامعية ما هو إلا دمار لها وقتل لمستقبلها وأحلامها، وليس طبيعياً البتة، ممتنة أنا لأبي الذي علمني أن لا شيء ينفعني سوى شهادتي وأحلامي المحققة، لا أب ولا أخ ولا زوج، لا أحد، وأنه قبل أن أصل إلى الهدف لا يجوز لي التفكير في الزواج البتة ولا حتى الخطبة، وعلمني أن أحقق أحلامي قبل الزواج، فالرجل ليس مصباح علاء الدين.

عربي بوست
تم النشر: 2016/08/01 الساعة 04:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/08/01 الساعة 04:49 بتوقيت غرينتش

موضوع أصبح دارجاً وبكثرة في حياتي في الوقت الراهن، أسبوعان متواصلان وأنا من دهشة إلى أخرى، ومن صدمة إلى أكبر، الجميع ينظر إلى الأمر على أنه عادي وأقل من عادي، فلنقُل إنه من الطبيعي أن تتزوج الفتاة في المرحلة الجامعية، ولكن هل من الطبيعي أن تتزوج قبل ذلك؟! وأن تدخل الجامعة تحمل طفلاً في يدها أو في بطنها وربما تحمل الاثنين معاً؟! هل من الطبيعي أن تكون لا تزال في أولى المراحل الجامعية وقد شارفت على إدخال أول أطفالها المدرسة؟! وتذكروا أنني أتحدث عن فتاة في التاسعة عشرة، هل هذا طبيعي؟!

بالنسبة لي حتى زواج الفتاة قبل إنهاء المرحلة الجامعية ما هو إلا دمار لها وقتل لمستقبلها وأحلامها، وليس طبيعياً البتة، ممتنة أنا لأبي الذي علمني أن لا شيء ينفعني سوى شهادتي وأحلامي المحققة، لا أب ولا أخ ولا زوج، لا أحد، وأنه قبل أن أصل إلى الهدف لا يجوز لي التفكير في الزواج البتة ولا حتى الخطبة، وعلمني أن أحقق أحلامي قبل الزواج، فالرجل ليس مصباح علاء الدين.

ومن المدهش أنني لم أجد أحداً بقناعات أبي ممن حولي، جرت الكثير من الحوارات مع صديقاتي ومن حولي، وما زاد دهشتي هو إيمانهم بأنه أمر عادي وطارئ في ذات الوقت، عادي حدوثه وطارئ؛ لأنه يجب على كل فتاة أن تفكر في الموضوع، و"الفرص" المتاحة بشكل جدي وكأنها تجارة علينا اقتناص الفرص فيها، فتيات لا يزلن في التاسعة عشرة ويرين قطار الزفاف قد فاتهن، كم هو سخيف هذا الاعتقاد الرجعي! وبت طفرة لعدم اكتراثي بالأمر ووضعه ضمن قائمة الأمور المقلقة، وكأني سأرتبط بأي كان لي ألا يطلقوا علي لقبهم السخيف "عانس" يوماً، وكأنهم لم يلحظوا ما تعانيه هذه الزيجات من اضطهاد وقمع للمرأة.

إلى كل صديقاتي أعتذر، ولكن الأمر لا يعنيني في الوقت الراهن، وسأبقى أراه سابقاً لأوانه، وما زاد نفوري منه وتمسكي بمبادئ وقناعات غرسها أبي الذي أكن له كل الحب والامتنان هو ما شاهدته من حال هذه الزيجات.

1 – رجل يمنعك من إتمام دراستك في الجامعة؛ لأنه يرى الجامعة مكاناً مختلطاً ولا يجوز ذلك بشرعه، ويبرر رفضه بحجة الغيرة، وما هي إلا حجة واهية لعقل رجعي، بربك هل تضمنين الأيام والزمان، وكما قيل لي "لما يجور عليكِ الزمان ما بسندك إلا شهادتك".

2 – رجل يمنعك من الخروج إلى الشرفة، الذهاب للتسوق، زيارة صديقاتك وأهلك أحياناً، خوفاً عليكِ هكذا يقول، لا يا عزيزتي ما هو إلا رجل مهزوم مهزوز لا يملك ثقة بنفسه ليثق فيكِ، رجل كهذا عند أقل فتنة أو خلاف سيلقي فوق رأسك آلافً بل ملايين التهم والخيانات.

3 – رجل يمنعك من تحقيق أحد أحلامك أو تحقيقها ضمن شروط وقيود يضعها هو، ويستعمل لذلك إحدى حججه الواهية أو سلطته تحت مسمى "زوج"، وصدقيني هو في الحقيقة يكون من أصحاب النفسية المريضة الذي يزعجه تفوق زوجته عليه.

4 – رجل يشك في كل خطواتك ما هو إلا خائن ويظن الجميع مثله.

هذه الحالات الأربع ما رأيتها إلى الآن من هذه الزيجات يا صديقاتي مع وجود استثناءات ولكنها نادرة، ولم تصادفني.

إلى كل صديقة، لا تضعي أحلامكِ على المحك، لا شيء يستحق المجازفة بحلمك ونجاحك وتحقيق ذاتك، وتذكري أنك لا تزالين صغيرة جداً على هذا التفكير، وحتى إن تأخر الوقت كما يقولون، فاحذري واختاري بحذر، ولا تقعي ضحية الهروب من كلمة "عانس".

أما عني فدعوني وقناعاتي، فلن أكون بسخف وضع أحلامي رهن إشارة رجل، حتى وإن اعتبرت طفرة.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد