شاركت حشود غفيرة من المغاربة، بعد ظهر الأحد 24 يوليو/تموز 2016، في مراسم تشييع جنازة جرت بمدينة طنجة (أقصى شمالي البلاد) لشاب مغربي قُتل برصاص عسكريين بمدينة إسطنبول خلال مشاركته في مظاهرات منددة بالمحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف الشهر الجاري.
وشارك في مراسيم تشييع جثمان الشاب "جواد مرون" نحو مثواه الأخير في مقبرة الحي الذي تقطنه عائلته، أعداد غفيرة من أفراد عائلته وأصدقائه، وكذا مجموعة كبيرة من المواطنين المغاربة، وسط ترديد شعارات تضامن مع تركيا.
وشارك السفير التركي لدى الرباط، "أدهم بركان أوز"، الذي كان على رأس وفد رسمي ضم، القنصل الشرفي لتركيا بمحافظة طنجة تطوان، مصطفى بوستة في تشييع الجنازة.
ولم تمضِ جنازة الشاب جواد دون ترديد هتافات تحمل دلالات تضامن مع تركيا ضد المحاولة الانقلابية الفاشلة التي كانت استهدفت التجربة الديمقراطية لهذا البلد.
ورفع عدد من المشاركين في مراسم التشييع شارات كنوع من التحية إلى تركيا وإلى رئيسها رجب طيب أردوغان.
وفي وقت سابق من اليوم، وصل جثمان جواد إلى مطار ابن بطوطة الدولي في طنجة، قادماً من مطار أتاتورك الدولي بإسطنبول، حيث كان في انتظار وصوله إلى المغرب، مجموعة من أفراد عائلته وأصدقائه.
وقال العربي مرون، الشقيق الأصغر لجواد، إن عائلته وجدت تعاونا ملموسا من طرف السلطات المغربية ونظيرتها التركية، فيما يتعلق بترحيل جثمان ابنها إلى المغرب؛ من أجل دفنه في مسقط رأسه بمدينة طنجة.
ولفظ الشاب المغربي جواد مرون أنفاسه الأخيرة، يوم الجمعة 15 يوليو/تموز الجاري، متأثراً بإصابته برصاص عسكريين في مدينة إسطنبول خلال مشاركته في المظاهرات المنددة بالمحاولة الانقلابية الفاشلة.
وجواد، البالغ من العمر 33 عاماً، متزوج وزوجته حامل بمولودهما الأول، سافر إلى تركيا في سن مبكرة من حياته.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15يوليو/تموز)، محاولة انقلابية فاشلة نفذتها عناصر من الجيش تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي)، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.