وقع اعتداء دامٍ تبناه تنظيم "الدولة الإسلامية" واستهدف تظاهرة سلمية لأقلية الهزارة الشيعة في كابول، وأسفر عن 64 قتيلاً و265 جريحاً، السبت 23 يوليو/تموز 2016، في أحد أكثر الاعتداءات دموية في العاصمة.
وصرّح متحدث باسم وزارة الصحة الأفغانية مساء: "قتل 64 شخصاً وأُصيب 265".
وأعلنت وكالة أعماق التابعة للتنظيم الجهادي أن "اثنين من مقاتلي الدولة الإسلامية فجّرا حزاميهما الناسفين ضد تجمّع للشيعة في منطقة دهمزتك في كابول".
وقالت أجهزة الاستخبارات الافغانية إن "3 مهاجمين شاركوا في الهجوم لكن واحداً منهم نجح"، ما يعني أن الحصيلة كان يمكن أن تكون أكبر بكثير.
وأوضح المصدر نفسه أن الانتحاري "الأول فجّر نفسه ونجح الثاني جزئياً لكن الانفجار قتله فيما قتل عناصر الاستخبارات (الانتحاري) الثالث".
وكانت وزارة الداخلية أفادت في وقت سابق بأن "انتحارياً" فجّر حزامه وسط حشد، إلا أن الرئيس أشرف غني أشار في بيان باللغتين الإنكليزية والدارية إلى "العديد من الانفجارات" دون إعطاء تفاصيل.
ووقع التفجير في نهاية تظاهرة شارك فيها آلاف الأشخاص غالبيتهم من الشيعة وكانت مستمرة بشكل سلمي منذ الصباح.
عشرات الجثث
والاعتداء وهو الأول في العاصمة منذ 30 يونيو/حزيران، ويبدو أيضاً أنه الأول بهذا الحجم الذي يتبناه التنظيم الجهادي في العاصمة منذ بدء نشاطه في البلاد خصوصاً في الشرق منذ 2015.
وشاهد مصور لوكالة فرانس برس في المكان "عشرات الجثث المتناثرة حوله" وقد تحول عدد كبير منها إلى "أشلاء".
وأضاف المصور: "عندما وصلت إلى المكان كانت هناك عشرات من الجثث، أحصيت منها أكثر من 20 جثة بعضها تمزق إلى أشلاء".
وأظهرت صور تناقلتها شبكات التواصل الاجتماعي جثث ضحايا شبه عارية ممددة على الأرض وسط الركام.
وقال جواد ناجي، أحد منظمي التظاهرة والشاهد في المكان: "سمعت دوياً بالقرب مني"، وأضاف: "هناك العديد من القتلى والجرحى من حولي، لم أعد أدري أين أنا".
وكانت المتظاهرون يسيرون في موكب تقدمته نساء، بينما شارك آخرون على دراجات هوائية احتجاجاً على مشروع لخط التوتر العالي لا يشمل مناطقهم في ولاية باميان (وسط).
ويرى مسؤولون من أقلية الهزارة أن ترسيم خط التوتر العالي دليل جديد على التمييز الذي تعاني منه طائفتهم ومحافظتهم التي تعتبر الأكثر فقراً في البلاد.
وقال مصور وكالة الأنباء الفرنسية إن متظاهرين غاضبين بدأوا يتعرضون لعناصر قوات الأمن الذين طوقوا المكان.
وفي بيان، أعرب الرئيس الأفغاني أشرف غني عن "حزنه" وندد بـ"الإرهابيين الذين تغلغلوا داخل تظاهرة سلمية لقتل العديد من المواطنين"، مضيفاً أن بين الضحايا "عناصر من قوات الأمن".
ونفت حركة طالبان في بيان مسؤوليتها ونددت بالمحاولات "لإحداث انقسامات" في صفوف الشعب الأفغاني.
ضربات جوية
وتعرضت أقلية الهزارة التي يقارب عدد أفرادها 3 ملايين نسمة للاضطهاد طيلة عقود وقتل الآلاف من أفرادها أواخر تسعينات القرن الماضي بأيدي تنظيم القاعدة وحركة طالبان.
وتعرضت هذه الأقلية في البلد ذي الغالبية السنية لأعمال عنف مجدداً في الأشهر الأخيرة من بينها عمليات خطف واغتيالات أثارت موجة من الاستنكار على شبكات التواصل الاجتماعي.
وتدهور الوضع الأمني في أفغانستان في الأشهر الأخيرة بعد انسحاب غالبية القوات الأجنبية ما حمل الولايات المتحدة على تمديد فترة انتشارها العسكري. وسيظل ما مجمله 8500 جندي أميركي منتشرين حتى مطلع 2017 بدلاً من 5500 كما كان مقرراً في البدء.
وقدم الجنرال الأميركي نيكولسون قائد العملية العسكرية لحلف شمال الأطلسي "تعازيه" إلى أسر الضحايا، ومثله السفارة الأميركية.
واعتبرت الاستخبارات الأفغانية أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذي تعرضوا لضربات جوية عدة قادتها القوات الأميركية في الأسابيع الأخيرة أرادوا إثبات حضورهم مجدداً عبر اعتداء كابول، موضحة أنه تم التخطيط للعملية "من جانب القيادي أبوعلي في اشين بمحافظة ننغرهار" المحاذية لباكستان والتي تشهد مواجهات.
وأوقع اعتداء نهاية يونيو/حزيران في كابول أكثر من 30 قتيلاً ونحو 80 جريحاً بعدما استهدف موكباً لعناصر الشرطة.