جواد مرون، شاب مغربي ينحدر من مدينة طنجة شمال المغرب، يقيم بمدينة إسطنبول التركية منذ 7 سنوات، لكنه لم يدُر بخلده يوماً أن نهايته ستكون فيها وعلى يد عسكرييها في ليلة انقلاب لن ينساها الأتراك أبداً.
ليلة الجمعة 15 يوليو/تموز 2016، وأثناء المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا، خرج جواد من بيته لشراء غرض ما، وبينما كان يتواصل مع شقيقه في طنجة عبر واتساب، ويصف له ما يشاهده في شوارع إسطنبول من دبابات ومتظاهرين وأصوات طلقات الرصاص التي تملأ الأجواء، انقطع فجأة الاتصال.
لم يُرحل جثمانه بعد
هكذا لخصت كوثر مرون، ابنة عم الشاب جواد حكاية مقتل جواد لـ"عربي بوست" ومصيره المأساوي الذي لم ينته بعد، خصوصاً أنه لازال يرقد حالياً جثة هامدة بمدينة إسطنبول.
كوثر تقول إن شقيق الضحية لم يشك في مصير أخيه رغم الانقطاع المفاجئ في التواصل بينهما، "لكن بعد ساعات أتصل أحد أصدقاء جواد بعائلته ليخبرهم بأنه أصيب بطلقين ناريين، أحدهما على مستوى القلب والثاني على مستوى البطن، وأنهم نقلوه إلى المستشفى دون أن يحدد لهم مصيره".
اتصال
صباح السبت، تلقت أسرة جواد اتصالاً ثانياً هذه المرة من أمينة زوجة جواد، تخبرهم بأن ابنهم فارق الحياة متأثراً بجروحه الخطيرة نتيجة الرصاصات الطائشة التي تلقاها جسده، لتبدأ مأساة أخرى لعائلة جواد حول كيفية نقل جثمان الفقيد إلى المغرب، وهي الأسرة الفقيرة التي ليس لها إمكانيات مادية لذلك.
ولازال جثمان الشاب الذي ترك زوجته حاملاً في شهرها الخامس في إسطنبول، رغم الوعود التي تلقتها الأسرة بالمساعدة على نقله، وهو الوضع الذي يزيد من معاناتها، خصوصاً أن والدته لم تره منذ 7 سنوات، منذ مغادرته إلى إسطنبول، وهو الذي كان قد وعدها بالزيارة هذا الصيف قبل أن يكون للرصاص والقدر رأي آخر.