أول خطة للانفصال.. بريطانيا تتخلى عن رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي في 2017

عربي بوست
تم النشر: 2016/07/20 الساعة 13:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/07/20 الساعة 13:51 بتوقيت غرينتش

اتخذت المملكة المتحدة الأربعاء 20 يوليو/تموز 2016، خطوة أولى نحو تنفيذ الانفصال عن الاتحاد الأوروبي بالإعلان عن تخليها عن الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد في 2017 قبل ساعات من زيارة رئيسة وزرائها تيريزا ماي إلى برلين.

وأعلنت ماي مساء الثلاثاء، هذا القرار لرئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، انسجاماً مع تصويت بلدها لصالح الانفصال عن الاتحاد الأوروبي (بريكست)، وأكدت أن بلادها "ستكون منشغلة جداً بمفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي" التي تشكل "أولوية" بحسب مكتبها.

وكان يفترض أن تتولى بريطانيا رئاسة المجلس بعد مالطا وقبل إستونيا، التي ستقدم الموعد المقرر لتوليها الرئاسة الدورية 6 أشهر لتحل محل المملكة المتحدة، بحسب متحدث باسم المجلس الأوروبي.

وأوضح المتحدث أن ممثلي الدول الأعضاء الـ28 اتفقوا على "تقديم موعد رئاسة إستونيا ستة أشهر "لهذا الغرض، على أن تتبعها الرئاسات المتوالية "بالترتيب المحدد حالياً".

زيارات رسمية لرئيسة الوزراء

وتقوم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الأربعاء والخميس بزيارتين رسميتين إلى ألمانيا وفرنسا في أول رحلة لها إلى الخارج منذ توليها مهامها يفترض أن تقوم خلالها ببحث البرنامج الزمني لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.

وقال مكتب رئيسة الحكومة، إن ماي "ستحاول إرساء علاقات عمل متينة" مع إثنين من أهم الشركاء الأوروبيين وتوضيح لماذا "تحتاج (حكومتها) إلى الوقت" قبل بدء مفاوضات الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.

وأكدت رئيسة الوزراء الجديدة التي تصل الأربعاء إلى برلين، حيث ستشارك في عشاء عمل مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، في بيان "إنني مصممة على أن تجعل المملكة المتحدة من خروجها من الاتحاد الأوروبي نجاحاً، لذلك قررت التوجه إلى برلين وباريس فور تولي مهامي".

بعد برلين، ستتوجه ماي الخميس إلى باريس، حيث ستلتقي الرئيس فرنسوا هولاند.

وأوضحت الرئاسة الفرنسية، أن جدول الأعمال يشمل قضايا "مكافحة الإرهاب ومسائل الأمن الخارجي وتنفيذ بريكست (الخروج من الاتحاد) وأهمية العلاقات الثنائية".

وقال البروفسور إيان بيغ من المعهد الأوروبي في كلية "لندن سكول أوف إيكونوميكس" للاقتصاد لوكالة فرانس برس إن "على تيريزا ماي بناء جسور مع نظرائها".

واضاف أن "وجهتها الأولى هما العاصمتان الأهم في أوروبا، حيث ستقول بوضوح ما تريد وما تدافع عنه والبرنامج الزمني الذي تفكر به للخروج من الاتحاد الاوروبي وكيف تنوي القيام بذلك".

"التعرف على نظيرتها"

في البدء طلبت ميركل توضيحاً "سريعاً" للنوايا البريطانية لما بعد الخروج من الاتحاد الاوروبي. لكنها بدت بعد ذلك أكثر ليونة من الآخرين، وخصوصاً من فرنسوا هولاند، في منح بعض الوقت لرئيسة الوزراء الجديدة لتوضيح خططها.

وقالت ميركل الثلاثاء الماضي لشبكة التلفزيون الألمانية "سات-1" إنها "سعيدة بالتعرف على" ماي، مؤكدة استعدادها "لإعطاء الحكومة البريطانية وقتا للتفكير (…) في العلاقة التي يريدها مع الاتحاد الأوروبي". وأضافت أن "الإبلاغ (بطلب الخروج) سيأتي بالتأكيد في وقت لاحق".

كذلك صرح الرئيس الألماني يواكيم غاوك في مقابلة مع صحيفة بيلد، أن معاقبة لندن والصدام معها بسبب بريكست "ليس الطريقة الفضلى التي يمكن أن نتبعها من أجل الأجيال المقبلة".

وهذه الليونة تمليها المصالح الاقتصادية الألمانية. إذ تمتص بريطانيا 8% من الصادرات الألمانية وتستضيف على أراضيها عدداً كبيراً من مصانع مجموعات ألمانية.

وقال إيان بيغ "بالنسبة إلى ميركل، ستكون هناك بشكل واضح فترة ستحاول خلالها التعرف على نظيرتها".

أما بالنسبة إلى الرئيس الفرنسي، فتكمن الأولوية في تنظيم خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي "في أسرع وقت ممكن".

وقال إيان بيغ "في نظر هولاند، هناك خوف من انتقال عدوى الخروج من الاتحاد الأوروبي إلى فرنسا".

وأضاف "سيسعى إلى إفهام تيريزا ماي، أنه لا يمكنها التأخر إلى ما لا نهاية أو انتظار هدايا من فرنسا، لأن عليه التفكير في السياسة الداخلية وسيرغب في تجنب أن يتشجع الآخرون" على القيام بخطوة مماثلة.

وقالت مديرة الاتصال في المركز التحليل "أوبن يوروب" نينا شيك، إن "باريس وبرلين منقسمتان بشكل كافٍ حول ما يجب أن يكون عليه مستقبل الاتحاد الأوروبي". وأضافت لوكالة فرانس برس "أنها لعبة توازن دقيقة يجب أن تنجح تيريزا ماي في القيام بها".

وأضافت أن "الإرادة الحسنة السياسية ستفقد إذا تأخرت بريطانيا كثيراً في تفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة" التي تنص على آلية "الطلاق" مع الاتحاد والتي تعتبر بمثابة تبليغ رسمي للاتحاد بالقرار البريطاني.

تحميل المزيد