قال لها أنتِ جميلة فلماذا تحجبتِ؟!

أعلم أن هناك مَن سيرد ويقول لي إن هذه حالات فردية ولا تعبر عن عموم العرب أو المسلمين، والحقيقة أنني أتفق مع هذا الرأي بشدة، ولكني أحاول بعرض مثل هذه السلبيات أن ننتبه أننا أحياناً -بقصد أو بدون- قد نساهم في بناء فكرة خاطئة عن الإسلام أو عن العرب من قبل غير العرب، ناهيك بغير المسلمين!

عربي بوست
تم النشر: 2016/07/19 الساعة 04:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/07/19 الساعة 04:12 بتوقيت غرينتش

كنت في نقاش مع صديقة مسلمة، ولكنها ليست عربية، تحكي لي عن معاناتها مع خدمة العملاء الخاصة بشركة اتصالات موجودة في البلد العربي الذي تعمل وتقيم فيه؛ حيث قالت لي إنها كانت لديها مشكلة تقنية، واتصلت عدة مرات بخدمة العملاء؛ لكي يجدوا لها حلاً، وكل مرة تتصل بهم يقولون لها: "إن شاء الله سنحل لكِ المشكلة"، وتنتظر هي أياماً بعدها لكي تحل المشكلة.

ولكن لا تجد حلاً مطلقاً، فتتصل بهم مجدداً، فيقولون لها دوماً: "إن شاء الله"، الحقيقة أنني لم أستغرب الحوار؛ لأنه يحدث كثيراً لنا، ولكن ما استوقفني هو غضب صديقتي من قول جملة "إن شاء الله"؛ لأنها رأت معاملات كثيرة من عرب حينما يقولون "إن شاء الله" في أمر ما تعلم أنهم ليست لديهم نية حقيقية في فعل هذا الأمر، وأنهم يقولون هذه العبارة فقط من باب "أرِح الزبون" بالكلام فقط دون الفعل الحقيقي!

وهنا حزنت لهذا التصور وهذا الاعتقاد اليقيني من جانبها بأن هذه الجملة العظيمة لا يتعامل معها -معظم العرب الذين قابلتهم هي كما تقول- بشكل جدي، والأهم من ذلك أنهم لا يحاولون فعلاً إيجاد الحلول أو تنفيذ الوعود إلا لو لم يرد الله ذلك أو لم يشأ، كما هو المقصد من هذه العبارة فعلاً.

هذا الموقف جعلني أتذكر إحدى الصديقات وهي إنجليزية مسلمة كانت تقيم لبعض الوقت في بلد عربي آخر، واستوقفها بعض السلبيات التي رأتها من بعض أهل هذا البلد، والتي لا تعبر عن هوية الإسلام الفعلية -على حد قولها- فهي تقول: "أنا لم أكن محجبة حتى أتيت لهذا البلد بعد أن رأيت كماً من المضايقات والمعاكسات التي أتعرض إليها بشكل يومي حتى إني اندهشت حينما استوقفني في يوم ما أحد الضباط في تفتيش مروري مفاجئ، ورأى جواز سفري البريطاني بصورتي قبل الحجاب، ووجدني محجبة أمامه فقال لي: "أنتِ جميلة فلماذا ترتدين الحجاب؟"، وهنا قالت لي: أنا لم أندهش من جملته؛ لأنه يغازلني بقدر اندهاشي أن هناك مسلمين يعتقدون أن الحجاب للقبيحات فقط وهذا في بلد مسلم عربي!

أعلم أن هناك مَن سيرد ويقول لي إن هذه حالات فردية ولا تعبر عن عموم العرب أو المسلمين، والحقيقة أنني أتفق مع هذا الرأي بشدة، ولكني أحاول بعرض مثل هذه السلبيات أن ننتبه أننا أحياناً -بقصد أو بدون- قد نساهم في بناء فكرة خاطئة عن الإسلام أو عن العرب من قبل غير العرب، ناهيك بغير المسلمين!

لذا أتمنى أن يكون هدف كل منا أن يكون سفيراً حسناً عن هويته كمسلم وكعربي – فمع الأسف – حينما يقدم واحد فقط صورة سلبية لشخص لا يتعامل كثيراً مع العرب سيعتقد أن كل العرب هم هذا الشخص، وعلى النقيض إذا أحسن أحدنا التعامل مع الغير سيقدم صورة إيجابية عن العرب جميعهم، وهذا هو بيت القصيد.

فليحاول كل منا أن يكون سفيراً بمعاملته وأخلاقه مع أهله وجيرانه ومجتمعه، ومع كل من يصادفهم في حياته، وليكن شعارنا "بأخلاقي وقيمي أكون سفيراً لهويتي".

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد