مَن منا لا يعرف "مارك زوكربيرغ"، مؤسس موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"؟ أعتقد أن كل مَن سيقرأ المقالة يعرف هذا الاسم ويمتلك حساباً على الموقع ذاته، هذا الموقع الذي نما سريعاً من مجرد فكرة بسيطة طرأت على بال مؤسسه فباشر العمل عليها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن!!.
فيلم The Social Network "الشبكة الاجتماعية"، يُعيد رواية القصة في جو درامي يحكي عن نشأة فيسبوك منذ كان فكرة ما زالت تحلق، ويتناول الفيلم الذي تمّ إنتاجه عام 2010 جملة من الأحداث التي حصلت خلال تأسيسه ولم تخلُ من بعض النصائح لرياديي الأعمال، الذين يعكفون على العمل في مشاريع خاصة بهم.
"ريادة الأعمال" ذلك المصطلح الذي يداعب الفكر ويشغل بال الكثيرين ممن يفكرون في حياتهم من منظور مختلف؛ يبتعد في منطلقاته عن الراتب والأمان الوظيفي، فلم تعد الوظيفة -تلك العقدة الفرعونية- تلبي الرغبات الكثيرة والمتكاثرة للريادي، أضف لذلك تغير نمط الحياة وتسارع وتيرتها وحب الظهور، للحصول على أكبر قدر من العلاقات فيما يعرف بـ"التشبيك".
يوّجه الفيلم مجموعة من النصائح لرياديي الأعمال وللراغبين في البدء بمشاريعهم الخاصة، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1. استفسر كثيراً
ربما أكثر ما بُلِي به المواطن العربي هو تلقيه المعلومة من المصادر المختلفة كالإعلام ومواقع الإنترنت ومنشورات الأصدقاء دون أن يعرض نفسه لعناء البحث، والسؤال عن أصل هذه المعلومات للتثبت منها، وبالتالي يقلل هذا السلوك من فرص التفاهم بين الأفراد والخروج بأفكار طموحة مبتكرة.
اعلم أن كل ما تحتاجه كريادي أعمال أو كشاب يبحث عن فكرة لتطبيقها، أن تكون شغوفاً بالمعرفة والتعلم والاستفسار الدائم عن الأحداث المحيطة بك، ومن ثم تكوين نظرتك للأمور لبلورتها كفكرة قابلة للعمل عليها.
2. الدافع والاجتهاد
ريادي الأعمال لا يمكن أن يتخيل نفسه يسير مع ما يسير فيه الأغلبية؛ لذا لن تكون لديك فكرة قابلة للتحقيق إلا إذا كان لديك الدافع لتغيير شيء ما في حياتك، فأغلب الشباب يميلون إلى الراحة والدّعة، وهو ما يتنافى مع ماهية ريادة الأعمال المعتمدة على الاجتهاد المتواصل والتعلم المستمر.
بالنسبة لريادي الأعمال كل دقيقة في وقته غالية الثمن ويمكنه استثمارها في تطوير فكرته، مما يوّلد الشعور لدى البعض تجاهه بأنه انعزالي لا يحب الخُلطة، لكن الأمر ليس كذلك بالمطلق، فهو يعتبر الوقت خاصاً بالمجد الذي يسعى لبنائه، أليس أنجح روّاد الأعمال كانوا يبدأون نهارهم مبكراً ليسبقوا غيرهم وليكسبوا وقتاً إضافياً!، مع ذلك فعلى ريادي الأعمال أن يوازن بين حياته الاجتماعية والدراسية والعملية لتتوازن كافة أموره.
3. الداعمون
لن تستطع بناء مشروعك إلا إذا كان لديك قائمة من الداعمين يُمهدون لك الطريق، "مارك" كما جاء في الفيلم طلب قائمة البريد الإلكتروني التي كانت بحوزة زميله ليقوم بمراسلتهم بشأن الموقع الجديد، وتواصل مع آخر لكي يفتح له طريق انتشار الموقع في قارتين مختلفتين ولولا هذا الدعم "في بداية ظهور الموقع" لما خرج مشروعه عن نطاق "شبكة اجتماعية لتواصل طلبة الجامعات!".
بالإشارة إلى ما سبق "واهم" من ظنّ بأنه يمكن له النجاح وهو يحتكر العمل في فكرته على نفسه دون توزيع المهام على آخرين داعمين له.
4. التركيز
قالوا قديماً "صاحب بالين كذّاب" والمقصود بالكذب هنا ليس خلقاً، إنما من يوهم نفسه بأنه يستطيع التركيز في أكثر من موضوع وإحراز التقدم فيهم.
لذا لن يقارب عملك المجد وأنت "مشتت" الفكر والمجهود، تحتاج إلى التركيز في كل ما ينفع فكرتك ومشروعك الريادي وإتمام المهام الموكلة إليك، لأنك حتماً كريادي ستهتم بالإنجازات في رحلة عملك، التركيز هو أن تستغل كل طاقتك وإمكانياتك في سبيل إنجاح فكرتك.
5. انجح وسيأتيك الجميع
في بداية مشروعك يفضّل أن لا "تتسوّل" التأييد والدعم من الآخرين؛ لأنهم لن يكونوا مكترثين بما تفكر، وفي أحسن الأحوال كل ما ستجنيه هو كلمات من قبيل "الله يوفقك"، فالأفضل هو أن تستغل كل طاقتك وإمكانياتك في سبيل إنجاح فكرتك.
انتظارك لاهتمامهم سيجعل منك شخصاً فاقداً للقدرة على الاستمرار والثقة بالنجاح؛ لذا ابدأ بمشروعك، طوّر أدواتك، وعند نجاحك ستجد من كانوا لا يكترثون بك هم أوائل المهنئين، كما ستنهال عليك عروض الاستثمار والعمل المشترك، وهو ما كنت تريده منذ البداية.
هذا لا يعني أن تزهد في السعي لإيجاد المهتمين بأفكارك وأعمالك، فهؤلاء كما قلنا هم الداعمون لك؛ لذا حاول أن تجد الأشخاص المناسبين.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.