اتهموه بالتأثر بالإخوان أو الشيعة.. عائض القرني: أستغفر الله وأعتذر لكم عن انتقاد “معاوية”

عربي بوست
تم النشر: 2016/07/13 الساعة 12:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/07/13 الساعة 12:20 بتوقيت غرينتش

نشر الداعية السعودي عائض القرني مقطع فيديو، يعتذر فيه عن حديث سابق فُهم منه انتقاده للصحابي معاوية بن أبي سفيان، مؤكداً أنه يتبع مذهب أهل السنة والجماعة الذي يقوم على احترام جميع الصحابة وعدم الإساءة لأي منهم.

وقال القرني في الفيديو الذي نشره على حسابه بتويتر: "إخوتي الكرام، أستغفر الله ثم أعتذر إليكم، أوردت قصة واهية في تاريخ ابن عساكر عن معاوية (رضي الله عنه)، وهي أن عمر (رضي الله عنه) قال لوالده أبي سفيان: تسرق أنت هنا ويسرق ابنك في الشام. وهذه عند ابن عساكر في التاريخ واهية وضعيفة".

وأضاف: "أنا أستغفر الله وأجلّ معاوية وأترضى عليه، وهو كاتب من كُتّاب رسول (صلى الله عليه وسلم)".

وختم حديثه: "وعقيدتي، والله الشاهد، هي عقيدة أهل السنة والجماعة.. احترام الصحابة والترضّي عليهم والذبّ عنهم، بمن فيهم معاوية (رضي الله عنه وأرضاه)".

ومعاوية بن أبي سفيان هو أحد الصحابة المحوريين في التاريخ الإسلامي الذي يثير خلافاً بين السنة والشيعة، حيث يهاجمه الشيعة لمعارضته ومحاربته الإمام علي بن أبي طالب، كما توجّه له انتقادات من بعض المفكرين والعلماء في المعسكر السني باعتباره أول مَنْ حوّل الحكم في الدولة الإسلامية إلى وراثة عائلية أو "ملكاً عضوداً" بالتعبير الوارد في أحد الأحاديث النبوية.

وعادة ما تخفت الأصوات التي تحمل آراء انتقادية أو تقييمية لأداء بعض الصحابة داخل المعسكر السني بفعل التوتر المذهبي المتزايد مع المعسكر الشيعي.

ليست المرة الأولى

وكان القرني وصف معاوية بأنه "لص وباغ" في محاضرتين ألقاهما عامي 2011 و2012، بحسب فيديوهات تم نشرها على يوتيوب.

بعد ذلك، ظهر على قناة "روتانا" عام 2012 في برنامج "في الصميم"، واعتذر عن وصفه معاوية بهذه الأوصاف.

العريفي على قناة الجزيرة

حالة مشابهة كانت حصلت مع داعية سعودي سابق هو محمد العريفي الذي ظهر على قناة "الجزيرة" في عام 2013، وقال إن "الحسن بن علي خير من ملء الأرض من معاوية"، وواجه قوله في ذلك الحين انتقاداً من عضو لجنة الإفتاء في السعودية الشيخ صالح الفوزان الذي قال إنه "لا يجوز سبّ الصحابي معاوية أو الانتقاص منه".

النهي عن سبّ الصحابة

وبالمثل، فقد واجه عائض القرني انتقادات بسبب ما قاله، ومن أبرزها ما قاله عضو الإدارة العامة للدعوة والإرشاد في المسجد الحرام سابقاً الشيخ عبدالعزيز الموسى، الذي اعتبر أن "التطاول على أصحاب النبي محمد من أعظم أمراض القلوب التي يُصاب بها أهل الأهواء، وكل المخالفين هم بين الإفراط والتفريط في جانب حبه وتعظيمه هو وأصحابه (رضي الله عنهم)".

وقال الموسى لـ"عربي بوست"، إن "كل مسلم يدين لله بحقوق النبي (صلى الله عليه وسلم) ومنها حفظ حق أصحابه ومودتهم"، مضيفاً أن الشيخين (البخاري ومسلم) رويا عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحد (جبل أحد) ذهباً ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه".

وأضاف الموسى: "لا شك ولا ريب أن معاوية بن أبي سفيان من أكابر الصحابة نسباً وقرباً من النبي (صلى الله عليه وسلم) وعلماً وحلماً، فاجتمع له شرف الصحبة وشرف النسب، وشرف مصاهرته للنبي وشرف العلم والحلم والإمارة، ثم الخلافة، وبواحدة مما ذكرنا تتأكد المحبة لأجلها فكيف إذا اجتمعت؟"، حسب قوله.

أسباب انتقاص الدعاة من الصحابي معاوية

واعتبر الموسى أن مَنْ ينتقصون مِنْ معاوية بن أبي سفيان متأثرون بأحد مصدرين: إما كتابات ما يُسمى أهل الصحوة – في إشارة إلى منظّري الحركة الإسلامية المعاصرين – وإما من كتابات الصفويين، في إشارة إلى الدولة الصفوية الشيعية التي حكمت إيران قبل نحو 500 عام ونسبت إليها مذابح أدت إلى إكراه الناس على تغيير مذهبهم قسراً من التسنن إلى التشيع، كما ينسب إليها الإفراط في سبّ الصحابة المعارضين لعليّ أو لشخصيات من آل البيت.

وقال الموسى: "كُتب ورسائل المودودي وسيد قطب كانت مرجع الصحويين في الانتقاص من بعض الصحابة عموماً، ومعاوية وأبيه خصوصاً، وبناءً عليه فإن كثيراً من مراجع هؤلاء وتراثهم مليء بالزور والبهتان اللذين يصيبان شخص الصحابي الجليل معاوية"، حسبما يقول.

ويتابع: "حلم الإخوان المسلمين في إعادة الخلافة الإسلامية جعلهم يثأرون من كل ملك بلا حق ولا حجة، ومعلوم أن الخلافة الراشدة انتهت بتنازل الإمام الحسن بن علي – رضي الله عنهما – لأمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان، كذلك اتهامه بأنه أول مَنْ وضع توريث الحكم في الدولة الإسلامية وذلك بأن عهد إلى ابنه يزيد بالأمر من بعده.

يُذكر أنه لا يوجد قانون في السعودية يتعلق بسبّ الصحابة أو حتى الإساءة للذات الإلهية، وغالباً ما تخضع هذه القضايا للتقدير الشرعي بحسب رؤية القاضي المنوط بها.

تحميل المزيد