سالا بلدة فنلندية صغيرة جداً تقع كما يقول سكانها عنها "في مجاهل الفراغ" لا يدري عنها أحدٌ ولا يكترث بها أحد.
آخر إحصاء أجرته البلدة أحصى عدد سكانها بـ3703 نسمة. في الشتاء تصل درجة الحرارة في المتوسط إلى -12 درجة، أما الرقم القياسي لدرجة البرودة في هذه البلدة المحاذية لروسيا فبلغ -45 درجة.
في نهاية الأسبوع هذا الأسبوع ستعقد بلدة سالا مزاداً علنياً لبيع 128 سيارة استخدمها طالبو اللجوء الذين دخلوا فنلندا الشتاء الماضي قادمين من روسيا، وفق تقرير نشره موقع Buzzfeed الأميركي، الثلاثاء 12 يوليو/تموز 2016.
ففي وقتٍ لاحق من العام الماضي أعلنت وكالة أمن الحدود الأوروبية فرونتيكس Frontex عن فتح طريق جديد للهجرة هو الطريق القطبي، عبره مئات طالبي اللجوء معظمهم سوريون وأفغان جاؤوا من روسيا آتين إلى فنلندا والنرويج؛ أما سالا فكانت إحدى نقطتي عبور لهؤلاء من شمال فنلندا.
معظم المهاجرين جاؤوا راكبين على دراجات هوائية، لكن قلة أعداد الدراجات مع هبوط الحرارة أحياناً إلى ما دون الصفر كانا يسهمان في خفض أعداد القادمين وازدحامهم بشكلٍ كبير.
بيد أن البعض تمكّن من إتمام رحلة العبور القطبية هذه لا بالدراجة، بل بالسيارة.
اضطر هؤلاء للتخلي عن سياراتهم بعدما عبروا الحدود وإلى تركها عند نقاط الجمارك الفنلندية؛ وبعدما خضعت جميع السيارات للتفتيش والفحص من قبل خفر الحدود الفنلندية والشرطة المحلية، قرّرت بلدية سالا بيعها جميعاً بالمزاد العلني.
منظمو الحدث تحدثوا إلى مراسلي الموقع الأميركي وأخبروهم أن اللاجئين جاؤوا من 30 جنسية مختلفة ليعبروا نقطة سالا، معظمهم سوريون وأفغان وبنغال.
البعض منهم قضى أسابيع في سياراتهم حتى في الأيام التي هبطت فيها الحرارة إلى أقل من -38 درجة. كذلك ترك العديد منهم ألعاباً وأغذية رضع في السيارات عندما جاءت الجمارك لتصادر سياراتهم. لكن 20 سيارة ما زالت قيد الفحص ولن تشمل في مزاد نهاية هذا الأسبوع .
وفي المزاد سيارات من موديلات قديمة، فهناك سيارات اللادا والفولغا، وهناك سيارة موسكفيتش واحدة قديمة ونادرة معروضة للبيع.
وللراغبين باستعراض جميع الموديلات المعروضة للمزاد فقد جمعت جميع النماذج في كتيب هنا.
أما عمدة البلدة واسمه إركي باركينين فيأمل أن يجتذب المزاد هواة السيارات من كل أقطاب فنلندا وخارجها أيضاً لزياردة سالا "فهذا حدثٌ لا يتكرر سوى مرة واحدة في العمر" كما قال.
-هذا الموضوع مترجم بتصرف عن موقع Buzzfeed الأميركي. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.