استباحة العنف ضد الحيوانات من الكوارث التي تُقشعر لها الأبدان، وتتأجج لها المشاعر، وتعارض كافة المفاهيم الإنسانية المنوط بها نشأة مجتمع مُسالم يحترم أفراده جميع أرواح الحيوانات بدلاً من التنكيل بها.
في الآونة الأخيرة تعدت الانتهاكات كل حدود الرحمة، وذلك عن طريق ممارسة الإرهاب والعنف المُتعمد ضد الحيوانات من قِبل الكثير من الناس، بل المطالبة بحقوقها يقابل بالاستخفاف والاستهانة بأرواحها من الكثيرين أيضاً، هل أصبح تعذيب الحيوانات ثقافة تتوراثها الأجيال في المجتمعات الشرقية؟
ظننا في بداية الأمر أن هذه أمور فردية أو سحابة سوداء عابرة ستنقشع مع الوقت، ترجع إلى عدم الوعي الكامل، وعدم الإدراك بأهمية المحافظة على حياة الكائنات الحية التي تعيش في بيئتنا، وبسبب الجهل بأهمية وجود توازن بيئي بين عالم الإنسان وعالم الحيوان، وتطور الأمر حتى أصبح الوضع مقيتاً، خصوصاً بعدما تمت مشاركة الجهات الحكومية في المجازر "الدراكولية" ضد الحيوانات، بدلاً من سلك سبل التوعية، ومقاضاة كل مَن تسبب في ممارسة العنف ضد هذه الكائنات.
وبتفنيد بعض الوقائع المهينة لقتل الحيوانات في مصر، تم مؤخراً التمثيل ببعض الحيوانات مثل "الجِمال والأبقار" في بعض المذابح قبل إتمام عملية الذبح، وحدث منذ فترة ليست بالطويلة قيام بعض المحافظين "السفاحين" بإصدار تعليماتهم بإعدام الكلاب في الشوارع رمياً بالرصاص، وذلك بحجة "أنها كلاب ضالة في الشوارع"، وقيام بعض المزارعين وأصحاب العربات المتنقلة التي يستخدمون الأحصنة والحمير لجر عرباتهم بضرب هذه الحيوانات بشدة وتعذيبها دون أي رحمة أو شفقة، اعتقاداً منهم بأن تلك الحيوانات لا تشعر بالألم، وأنها مجرد آلات.
وعلى غرار الوضع المأساوي والفتك بحقوق الحيوانات في مصر توجد العديد من الانتهاكات الأخرى لحقوق الحيوانات على الصعيد الدولي أو الإقليمي، تم مؤخراً في مدينة بغداد تصفية العديد من الكلاب بحجة أنها كلاب سائبة، تنشر الأمراض بين المواطنين، وتستخدم بعض الدول العربية والغربية والإفريقية الحيوانات من أجل أداء بعض الطقوس الشيطانية؛ حيث يتم استهداف القطط السوداء والكلاب والخفافيش، وبعض الحيوانات الأخرى، مثل الماعز والكباش والحمير والخنازير والأرانب والدواجن والديوك والحمام في أعمال السحر والشعوذة.
وكانت هذه بعض الانتهاكات البغيضة التي تتعرض لها الحيوانات، وتمر علينا بشكل يومي دون التحرك والمطالبة بمقاضاة كل مَن تورط في ممارسة العنف ضدها، وتوسيع نطاق المحميات لتوفير مكان مناسب لها للعيش فيه، وتنظيم حملات لجمعها وإيداعها في أماكن آمنة، وتوعية الأجيال الجديدة للحفاظ على أرواحها وعدم ممارسة الإرهاب ضدها، ورسم خطط منهجية لاستعادة كامل حقوقها المسلوبة، الرجاء عدم المزايدة على حقوق الحيوان ومقايضتها بحقوق الإنسان بهدف التقليل منها؛ لأن كلا منهما مبادئ إنسانية، والمبادئ الإنسانية لا تتجزأ.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.