جاءت سلسلة انفجارات المملكة العربية السعودية الإثنين 4 يوليو/تموز 2016، والتي كان أبرزها تفجير انتحاري بالقرب من المسجد النبوي في المدينة المنورة، وتفجيران آخران في مدينة جدة والقطيف، لتبدو أنها حملة منسقة بينما يستعد السعوديون للاحتفال بعيد الفطر في اليوم الأخير من شهر رمضان.
الكاتب والمحلل السياسي السعودي عبد المجيد جلال اعتبر أن تفجير المدينة قرب المسجد النبوي محاولةٌ لتحقيق مكاسب إعلامية باستهدافهم هذا الرمز الإسلامي المقدّس، ولكنهم فشلوا تماماً وتمت مواجهة الانتحاري قبل دخوله المسجد.
أوضح جلال لـ"عربي بوست" أن "هذه العمليات تتمّ في سياق محاولات تنظيم الدولة الإسلامة استعادة المبادرة بعد الضربات الموجعة له في السعودية وسورية والعراق وليبيا".
وكانت السعودية في الآونة الأخيرة قد ألقت القبض على خلايا للتنظيم وأحبطت عمليات له، الأمر الذي اعتبره المحلل السعودي سبباً لتشتت التنظيم وضعف قدراته الأمر الذي بدا واضحاً في تفجيري جدة والقطيف.
وأضاف "هناك قوى إقليمية تعمل على توظيف داعش لإثارة الفوضى والفتنة في السعودية وغيرها من الدول العربية والإسلامية، وفي تقديري أننا نشهد في ذلك تحالف الأصوليات، حيث أن متطرفي إيران وداعش والقاعدة تقاطعت مصالحهم، في إحداث بيئات محتقنة، لتحقيق هذه المصالح".
واعتبر جلال أن الانتصار على داعش ، يستوجب مزيداً من التنسيق الإقليمي والدولي، وذلك بالقضاء على معاقلهم الرئيسة في الموصل العراقية والرقة السورية وسرت الليبية.
علاقة مطار أتاتورك بتفجيرات السعودية
وقال جلال "لا يمكن فصل هذه التفجيرات عن تلك التي تمت في مطار أتاتورك في إسطنبول 28 يونيو/حزيران، ولا عن تلك الخلية الإرهابية التي تم القبض على أفرادها قبل القيام بتفجيرات داخل الكويت، فالعقل الداعشي المُحرض يعمل وفق أهدافٍ عامة، ويترك لخلاياه خيارات تحديد الأمكنة والأزمنة المناسبة للقيام بأعماله الإرهابية".
وطلب المحلل السعودي من العلماء والدعاة والخطباء والأكاديميين والإعلاميين ترشيد الخطاب الديني لجهة بناء وترسيخ ثقافة التعدد، والتنوع، وإعلاء قيم التسامح والوسطية، وكل ذلك يصب في مصلحة السلم الأهلي، حيث يجب أن يكون الجميع سواء سنة أو شيعة أو حتى التيارات الفكرية المختلفة مع الدولة شركاء في محاربة الفكر التكفيري الضال والمتطرف.
إدانة التفجيرات السعودية
وفي السياق ذاته حظيت تفجيرات السعودية بإدانات رسمية من قبل رؤساء الدول ومنظماتها وأنديتها الرياضية.
وبحسب صحيفة الرؤية الإمارتية أكد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد أن استقرار المملكة هو الركن الأساس في استقرار الإمارات والخليج العربي
وقال سفير الولايات المتحدة في السعودية جوزيف ويستفول "أدين وجميع الشرفاء هذه الهجمات الشنيعة، لكل منا الحق في ممارسة شعائر عبادته في سلام، وأولئك الذين يسعون لتحويل هذا الوقت إلى مناسبة للكراهية وسفك الدماء يستحقون منا أشد عبارات الشجب والاستنكار".
تصريح سفير الولايات المتحدة لدى المملكة العربية السعودية #ويستفول حول #التفجيرات_الارهابية في #السعودية pic.twitter.com/LGxDcsdnFz
— U.S. Embassy Riyadh (@USEmbassyRiyadh) July 4, 2016
وأعلن البرلمان المصري أن مصر وشعبها يقفون في خندق واحد مع المملكة ضد كل من يحاول العبث بأمنها ومقدراتها واستقرارها إلى أن تقتلع جذور هؤلاء المفسدين في الأرض من أوطانها. ودعا الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط إلى تكثيف الجهود على المستوى العربي والإسلامي والدولي لمواجهة خطر الإرهاب، وفقاً لصحيفة عكاظ.
ومن جانبه قال سفير السعودية في مصر أحمد عبدالعزيز قطان -عبر حسابه الرسمي على تويتر- إن ضربات الإرهاب التي تسعى للنيل من المملكة لن تزيدنا إلا قوة وإصراراً على محاربته.
ضربات الإرهاب التي تسعى للنيل من المملكة لن تزيدنا إلا قوة وإصراراً على محاربته
— احمد عبدالعزيز قطان (@AmbKattan) July 4, 2016
وبادرت الأندية الأوروبية إلى إدانة التفجيرات التي شهدتها السعودية ، وذلك عبر حساباتها الناطقة باللغة العربية في " تويتر".
يدين بايرن ميونخ الهجوم الوحشي على المدينة المنورة، ويتمنى النادي وجميع العاملين به السلامة للجميع.
— بايرن ميونخ (@FCBayernAr) July 4, 2016
يدين نادي #روما لكرة القدم الإعتداء الذي وقع مساء اليوم في المدينة المنورة ، ويتقدم بخالص التعازي لأسر الضحايا. pic.twitter.com/jr7iAIfYXC
— اي إس روما عربي (@ASRomaArabic) July 4, 2016
وكانت السعودية قد تعرّضت لسلسة تفجيرات، أحدها استهدف موقف سيارات قوات الطوارئ قرب المسجد النبوي، وأسفر الهجوم عن مقتل 4 من رجال الأمن، وإصابة 5 آخرين، كما وقع تفجيرٌ آخر عند أحد المساجد المجاورة لسوق مياس في محافظة القطيف، وتفجير آخر في مدينة جدة بالقرب من القنصلية الأميركية، وأدى الهجوم إلى مقتل انتحاري وإصابة شخصين.