أصدر الصليب الأحمر الأميركي اعتذاراً رسمياً عن أحد ملصقاته الخاصة بتعليمات استخدام حمام السباحة الذي طالته اتهامات على الشبكات الاجتماعية ووصفته بالعنصرية، وفق ما رصدته النسخة الأميركية لـ"هافينغتون بوست"، الإثنين 27 يونيو/حزيران 2016.
الملصق المذكور يهدف إلى تعليم الأطفال كيف يتبعون قواعد السباحة في المسبح، لكن الظاهر فيه أن الأطفال ذوي التصرف السليم الحضاري هم من بيض البشرة فقط، فيما ظهر أن التصرفات الخاطئة جميعها ارتكبها سمر البشرة، منها دفع أحد السمر لطفلة من خلفها لتسقط في المسبح.
وجاء في اعتذار المنظمة الذي نشر الإثنين: "إن الصليب الأحمر الأميركي يقدّر ويستشعر القلق الذي أثير حول أحد ملصقاته الخاصة بالسلامة في الماء. إننا نعتذر عن أي سوء تفاهم لأنه قطعاً لم تكن لدينا النية لإهانة أحد".
Hey, @RedCross, send a new pool poster to @SalidaRec bc the current one they have w your name on it is super racist pic.twitter.com/TY8MmFB3Qk
— John Sawyer (@JSawyer330) ٢١ يونيو، ٢٠١٦
ترجمة التغريدة: أيها الصليب الأحمر، أرسلوا بملصق حمام سباحة جديد إلى مسبح Salida الترفيهي لأن ملصقكم الحالي يحمل اسمكم بيد أنه عنصري بامتياز".
وكانت مواطنة أميركية تدعى مارغريت سوير قد ارتادت مسبحين مختلفين في ولاية كولورادو الأميركية، وشاهدت الملصق في كل منهما، فما كان منها إلا أن طالبت بإزالة الملصق حسب ما نقلته قناة KUSA المحلية التابعة لشبكة NBC. تحدثت مارغريت إلى KUSA قائلة "رأيت هذا الملصق وفكرت أنهم يحاولون في هذا الملصق أن يظهروا أطفالاً من شتى الخلفيات، لكن واضح أنهم أخفقوا في توصيل الفكرة".
@RedCross do you not see something wrong with this racist image? #notcoolredcross #redcross #noracistpool pic.twitter.com/rgrnKcdRjd
— maya made (@mayamade) ٢١ يونيو، ٢٠١٦
ترجمة التغريدة: "أيها الصليب الأحمر، ألا ترون خطأ في هذه الصورة العنصرية؟ عار عليكم. لا للعنصرية أيها الصليب الأحمر".
ومنذ ذلك الحين توقفت منظمة الصليب الأحمر عن إنتاج ذاك الملصق وأزالته من موقعها وتطبيق Swim للهواتف الذكية الخاص بها، كما طلبت من جميع المراكز وحمامات السباحة التي تعرضه أن تزيله فوراً.
وقال الصليب الأحمر في اعتذاره "بصفتنا أحد أقدم وأكبر المنظمات الإنسانية في بلدنا، فإننا ملتزمون بالتنوع والاندماج الثقافيين في كل ما نفعله بشكل يومي."
مع ذلك ترى إيبوني روزموند مؤسس موقع Black Kids Swim للسباحين السمر أن اعتذار المنظمة الرسمي لا يكفي.
حيث قالت روزموند في حديث لها مع صحيفة واشنطن بوست الأميركية، إن الأميركيين من أصل أفريقي لطالما واجهوا تفرقة عنصرية في المسابح وعلى الشواطئ، مضيفاً أنه لا توجد مسابح كثيرة نظامية الحجم للسباحة أو الغطس في الأحياء التي يقطنها هؤلاء. كذلك قالت إن أي صور مشابهة للتي نشرها الصليب الأحمر قد تحبط اليافعين سمر البشرة فيحجمون عن السباحة في المسابح العامة، حسب ما نقلته قناة KUSA.
كما صرحت روزموند للصحيفة الأميركية "في ظل غياب أي صور تظهر أميركيين أفارقة يجيدون السباحة ضمن الملصق، فإن الملصق يشعرك أنك غير مرحب بك، يعني يلمح للطفل الأسمر أنك غير مرحب بك هنا".
وأضافت "نريد من جديد أن نقول إن هذا الاعتذار غير كاف وأن نظامهم في إعداد وتقييم المواد بحاجة إلى إعادة النظر، كما أنهم بحاجة إلى كثير من الجد للتأكد من إزالة كل نسخة من ذلك الملصق".
-هذا الموضوع مترجم عن النسخة الأميركية لـ "هافينغتون بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.