قُتل 34 عنصراً من قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية في اشتباكات مع تنظيم الدولة الإسلامية خلال محاولتها التقدم في مدينة سرت، الثلاثاء 21 يونيو/حزيران 2016، في أكثر الأيام دموية منذ انطلاق العملية الهادفة الى استعادة سرت من أيدي الجهاديين.
وخاضت القوات الحكومية "معارك ضارية" الثلاثاء مع تنظيم الدولة الإسلامية في مناطق متفرقة من سرت (450 كلم شرق طرابلس)، بحسب ما أفادت هذه القوات في بيان لها.
وقال مصدر طبي رسمي في مصراتة، مركز القوات الحكومية، إن 34 عنصراً من هذه القوات قتلوا في الاشتباكات، بينما أصيب نحو 100 عنصر آخر بجروح.
وأطلقت القوات الحكومية قبل أكثر من شهر عملية "البنيان المرصوص" التي تهدف الى استعادة مدينة سرت، مسقط رأس معمر القذافي، من أيدي التنظيم الجهادي الذي يسيطر عليها منذ يونيو/حزيران 2015.
وقالت قوات الحكومة في بيانها إنها نجحت اليوم ورغم الخسائر في صفوف مقاتليها في التقدم في القسم الجنوبي من المدينة بعد المعارك التي ذكرت أنها أدت الى مقتل "عشرات" من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية.
وأوضحت في موازاة ذلك أن "العمل المخابراتي لجبهتنا يواصل نشاطه استعداداً لمعركة الحسم"، مضيفة أن نشاطها العسكري يتركز حالياً على قصف مواقع للتنظيم المتطرف بالمدفعية الثقيلة"، فيما ينفذ سلاح الطيران "طلعات بشكل يومي بعضها طلعات قتالية وبعضها استطلاعية".
وشددت على أنها تواصل "بثبات حصار فلول داعش في منطقة ضيقة داخل سرت، ورغم محاولاتهم المتكررة إيجاد ثغرة للفرار إلا أن ثبات قواتنا أحبط كل محاولاتهم".
"الدولة الإسلامية" يشن هجمات انتحارية
وفي مواجهة تقدم القوات الحكومية، يشن تنظيم الدولة الإسلامية سلسلة هجمات مضادة بينها هجمات انتحارية بسيارات مفخخة تستهدف تجمعات للقوات الحكومية عند الأطراف الغربية والجنوبية للمدينة.
ويتحصن مقاتلو التنظيم الجهادي في المنازل ويستخدمون القناصة والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والهجمات الانتحارية. وتواجه قوات الحكومة صعوبات في اقتحام هذه المناطق، وتخوض حرب شوارع من منزل الى منزل مع عناصر التنظيم.
وتتشكل القوات التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في سرت من جماعات مسلحة تنتمي الى مدن عدة في غرب ليبيا، أبرزها مصراتة التي تضم المجموعات الأكثر تسليحاً في البلاد، إذ تملك طائرات حربية ومروحيات قتالية.
في المقابل، يضم تنظيم الدولة الإسلامية الذي يبلغ عديده في ليبيا نحو 5000 عنصر، مقاتلين أجانب في سرت من شمال إفريقيا والخليج، بحسب سكان المدينة.
وقتل في العملية منذ بدئها نحو 200 عنصر من القوات الحكومية على الأقل، بحسب مصادر طبية في مصراتة.
وحصيلة قتلى الثلاثاء هي الأعلى في صفوف القوات الحكومية منذ انطلاق العملية العسكرية في 11 مايو/أيار.