ما إن ينتهي من صلاة العصر حتى يسارع عبد الله الفضلي إلى سيارته متوجهاً إلى خيمة تم نصبها أمام أحد مساجد محافظة الجهراء الكويتية ليشرف على إعداد وجبات الإفطار للمحتاجين وهم في معظمهم من العمال الآسيويين المقيمين في الكويت.
الفضلي الذي دخل مجال العمل التطوعي والخيري قبل قرابة خمس سنوات، أشار إلى أن الفكرة ليست بجديدة وأن الكثيرين يعملون في إعداد فائض الطعام وتقديمه مرة أخرى للمحتاجين، لافتاً إلى أن "بعض هؤلاء يعملون بشكل رسمي عبر جمعيات مرخصة من وزارة الشؤون والبعض الآخر بشكل تطوعي".
شهر رمضان يعد شهر الذروة بالنسبة للعاملين في مجال جمع الفائض من الطعام نظراً لزيادة كميات الطعام الزائدة فضلاً عن أنه في هذا الشهر يضاعف الكثيرون تبرعاتهم من الأطعمة.
عملية تصنيف الأطعمة وفرزها ليست بالأمر السهل وتحتاج ليد مدرّبة لتدخل بعد ذلك في عملية التعبئة ثم التوزيع وفقاً لما أكده الفضلي.
جمعية واحدة فقط
بدورها قالت مدير إدارة الجمعيات الخيرية والمبرات في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل منيرة الكندري في تصريح لـ "هافينغتون بوست عربي" ثمة جمعية واحدة متخصصة في جمع الفائض من الطعام وترخيصها صادر من بلدية الكويت وليس من وزارة الشؤون".
ولكنها لفتت إلى أن "هناك جمعيات أخرى كثيرة خيرية مرخصة وتقوم بهذا النشاط كجزء من الأنشطة الخيرية الأخرى".
بدوره قال رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي فرع الجهراء الدكتور فرحان عبيد الشمري لـ"عربي بوست" إن "فرع الجهراء أطلق مشروع فائض الأطعمة منذ سنوات حيث يقوم بجمع ما يزيد من الطعام في الأعراس والمناسبات والولائم ثم يتم توزيعها على الأسر المتعففة والعمال والمحتاجين".
وتابع "الآلية المعمول بها في هذا المشروع هي إننا نتلقى اتصالات يومية كثيرة جداً من المواطنين للتبرع بهذا الطعام الزائد ولكننا نستجيب للبعض ونعتذر للآخرين لعدم قدرتنا على تغطية جميع المناسبات وذلك لقلة عدد العمال والسيارات وأماكن التخزين إذ إننا نعمل بحسب الطاقة المتاحة"٠
وعن كمية الطعام اليومية.. أجاب بالقول "كمية كبيرة جداً تقدر بأربعة قدور كبيرة مملوءة بالرز واللحم والمرق بالإضافة إلى بعض الفواكه والحلويات والمشروبات يتم تجهيزها ثم توزَّع على المحتاجين".