قال مصدر أمني بلجيكي، الأربعاء 15 يونيو/حزيران 2016، إن الشرطة البلجيكية تلقت تحذيراً ضد الإرهاب مفاده أن مجموعة من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية غادروا سوريا في الآونة الأخيرة في طريقهم لأوروبا ويعتزمون شن هجمات في بلجيكا وفرنسا.
وقال مركز الأزمات البلجيكي المعني بتنسيق الاستجابة الأمنية إن التحذير وُزّع على كل قوات الشرطة في البلاد، لكن لا توجد على الفور خطط لرفع المستوى الأمني إلى أقصى درجة. وهو المستوى الذي يعني وجود تهديد وشيك بوقوع هجوم.
وقال مصدر بوزارة الداخلية الفرنسية إن مسؤولي السلطات البلجيكية بعثوا برسالة إلى نظرائهم الفرنسيين الذين يعكفون حالياً على مراجعة المعلومات بشأن التحذير. وأضاف المصدر: "نعلم أن التحذير من الدرجة العالية للغاية". وقال: "نراجع كل عناصر (التحذير)".
ونسبت صحيفة "دي إتش" إلى بيان التحذير الصادر عن خلية مكافحة الإرهاب البلجيكية قوله إن الجماعة "غادرت سوريا قبل نحو أسبوع ونصف كي تصل إلى أوروبا عبر تركيا واليونان بالقوارب من دون جوازات سفر". ولكن لم يتضمن البيان موعد مغادرتهم تحديداً.
وأكد المصدر الأمني البلجيكي ما تضمنه التحذير. وامتنعت الشرطة الاتحادية البلجيكية عن التعليق، في حين لم يتمكن المصدر الفرنسي من تأكيد المحتوى.
استهداف الأسواق والمطاعم
وقالت الصحيفة إن المقاتلين مسلحون ويخططون للانقسام إلى وحدتين: إحداهما ستنفذ هجمات في بلجيكا والثانية في فرنسا. وتضمنت الأهداف المحتملة في بلجيكا مركزاً للتسوق ومطعماً للمأكولات سريعة التحضير ومركزاً للشرطة.
ولم تشر الصحيفة إلى أهداف محددة في فرنسا التي تستضيف بطولة أوروبا لكرة القدم 2016 في 10 ملاعب بأنحاء فرنسا حتى العاشر من يوليو/تموز المقبل. ويقدر أن يبلغ عدد المتفرجين في 51 مباراة بالبطولة نحو 2.5 مليون متفرج.
وقال ستيفان لو فول، المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء: "نعلم بوجود مقاتلين سيعودون إلى أوروبا"، مضيفاً أنه لا يستطيع تأكيد التحذير المحدد القادم من بلجيكا.
وجاء التحذير بعد يومين من هجوم شنه شخص بايع تنظيم الدولة الإسلامية وقتل فيه شرطي ورفيقته في مسكنهما خارج باريس بفرنسا. ويأتي أيضاً بعد 4 أيام من ارتكاب مسلح أعلن مبايعته للدولة الإسلامية مذبحة في ملهى ليلي للمثليين في أورلاندو بفلوريدا الأميركية.
لا تغيير في المستوى الأمني
ورفعت السلطات البلجيكية مستوى التهديد في العاصمة بروكسل إلى الدرجة الرابعة القصوى بعد هجمات باريس في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي التي أسفرت عن مقتل 130 شخصاً، وبعد أن قتل انتحاريون 32 شخصاً بمطار بروكسل ومحطة مترو بالمدينة يوم 22 مارس/آذار. وجرى تخفيض المستوى بعد مرور أيام على كل حادث.
واعتقلت الشرطة البلجيكية عدداً من الرجال من أصل مغربي للاشتباه بتورّطهم المباشر أو غير المباشر في هجمات باريس وبروكسل.
وقال متحدث باسم مركز الأزمات البلجيكي إنه على الرغم من صدور التحذير الأخير لم يتوافر لدى الجهة التي تحدد درجة المستوى الأمني أي مؤشر على تهديد وشيك.
وأضاف: "ما زلنا على المستوى الثالث الذي يشير إلى تهديد خطير. ونحن على المستوى ذاته منذ نوفمبر/تشرين الثاني". وقال: "وفي الحقيقة لا بد أن تكون حذراً في الأماكن المكتظة.. وقد جرى بالفعل تعزيز مستوى الأمن بشأن كل تلك الأهداف. وحتى الآن لم يحدث أي تغيير".