إذا كنت من المهتمين بالاستثمار العقاري في تركيا فأنت المعني بهذه التدوينة.
شهدت تركيا خلال السنوات الأخيرة نهضة كبيرة في مجال الاستثمار العقاري بفضل الاستقرار السياسي والإصلاحات الاقتصادية، مما أهلها لأن تكون دولة جاذبة للباحثين عن الاستثمار الآمن في ظل اضطراب الأوضاع السياسية أو الاقتصادية في كثير من الدول العربية.
عملت الدولة على تشييد مشاريع ضخمة كمطار إسطنبول الثالث والجسر الثالث على مضيق البوسفور، والتي أثرت المنطقة وفتحت مجالات استثمار جديدة وجذابة، إلى جانب العمل على جذب العديد من الشركات العالمية الكبرى إلى افتتاح مقرات لها في المدن التركية، هذه الأسباب بالإضافة إلى السهولة في الحصول على تأشيرة تركيا بالمقارنة مع كثير من دول أوروبا، واتساع مساحتها وتنوع مناخها ومناطقها الجغرافية أهَّلها لأن تكون من أكثر الدول الجاذبة للاستثمار العقاري.
إن كنت ممكن ينوي الاستثمار في هذا المجال في تركيا، فهناك بعض النقاط الهامة التي يجب أن تأخذها بعين الاعتبار حتى تكون دليلاً لك في رحلتك الاستثمارية.
من يحق له امتلاك عقار في تركيا؟ التعديلات الأخيرة في قوانين شراء الأجانب للعقارات فتحت الباب أمام 183 جنسية لامتلاك العقارات في تركيا على أن لا يتجاوز حجم العقار 30 هكتاراً (300000 متر مربع) وأن تكون بعيدة عن المواقع العسكرية والاستراتيجية.
هناك بعض الجنسيات التي لا يمكنها شراء أراضٍ زراعية كالمواطنين المصريين مثلاً، وأخرى تتطلب إذناً خاصاً من وزارة الخارجية كمواطني العراق مثلاً، ومنها ما يتطلب إذن وزارة الداخلية مثل مواطني البحرين والجزائر؛ لذلك يجب الاتصال بسفارة الجمهورية التركية لدى بلدك للتأكد من حق جنسيتك فى تملك العقارات في تركيا.
حدّد هدفك: هل تبحث عن استثمار في شقة سكنية داخل المدينة أم في فيلا في المناطق السياحية سواء الجبلية أو الساحلية، أم تبحث عن استثمار عن طريق شراء أرض لبناء مبنى عقاري؟ بغض النظر عن نوعية العقار، من الأفضل أن تضع لنفسك مبلغاً معيناً للاستثمار حتى يسهل عليك عملية البحث التي قد تستمر لعدة شهور حتى تحصل على أفضل الفرص المتاحة، مع العلم أن أسعار الشقق تشهد فروقات كبيرة، فالشقة السكنية المقبولة في إسطنبول مثلاً تقدر بـ200 ألف دولار أو أقل بقليل، في حين يمكن أن يصل سعر بعض الشقق إلى ملايين الدولارات.
عملية البحث: بعد أن حددت هدفك والمبلغ الذي ستستثمر به، ابدأ بالقراءة كثيراً عن أفضل فرص الاستثمار العقاري في تركيا، حاول أن تقرأ في المواقع المختصة بالاستثمار العقاري وليس تلك التي تروج لمشاريع معينة. ضع أمامك خريطة المدينة التي ترغب في الاستثمار بها (إسطنبول، بورصا، إزمير….) وادرس أفضل الأماكن من ناحية المواصلات والخدمات الأخرى، كما يجب دراسة العائد الاستثماري المتوقع وعلاقته بالمبلغ الذي تم رصده للشراء، يمكنك الاستفادة من المكاتب العقارية الكبرى، خصوصاً تلك التي توفر خدمات الترجمة والتسويق للمستثمرين العرب.
مرحلة الشراء: بعد أن قمت بتحديد المنطقة التى قررت الشراء فيها وحجم الاستثمار يمكنك الاستعانة ببعض المواقع على الإنترنت باللغة الإنجليزية التي تقدم خدمة البحث عن عقار عن طريق إدخال معطيات معينة مثل المنطقة والمبلغ، كما يمكنك دراسة العروض المقدمة من الشركات العقارية على الإنترنت أو الاستعانة بالمكاتب العقارية للشركات الكبرى.
بعد اختيار العقار عليك التأكد من خلوه من أي مشاكل قانونية، وذلك بالتوجه إلى مكتب الكاتب العدلي وتفقد وضع العقار، (هل عليه ديون؟ هل هو محجوز؟) يمكنك ذلك عن طريق المكتب العقاري أو الذهاب مع صاحب العقار مباشرة. بعد ذلك يتم وضع سند البيع وذلك بالتفاهم بين البائع والمشتري حول كل النقاط المتعلقة بالعقار، هل فيه عيوب؟ من سيدفع لقاء تصليح العيوب؟ من سيتحمل مسؤولية إيصال خدمات الكهرباء والماء؟ طريقة السداد؟ هل هناك تسهيلات فى السداد أم لا؟ لكن اعلم أن المستثمر عندما يكون أجنبياً (أي غير تركي) فإن قيمة العقار ترتفع فجأة؛ لذا لا تنسَ حقك في المساومة والمفاوضة بمبالغ كبيرة أيضاً.
ننتقل للمرحلة الأخيرة وهي إجراءات نقل سند الملكية: تبدأ بعد دفع كافة المبلغ المخصص للعقار. أنت بحاجة لتصطحب معك جواز سفرك أو الإقامة، بالإضافة إلى الأذونات الرسمية في حال طلبت منك، لكن على العموم، عادة ما يتحمل المكتب العقاري الذي تشتري عن طريقه التكفل بتجهيز الوثائق الرسمية، سواء تلك التي يجب تحضيرها عند الكاتب العدلي أو تلك التي يجب الحصول عليها من المؤسسات المعنية، وهي إجراءات رسمية قد تستمر لعدة أسابيع.
الاستثمار العقاري خطوة مهمة ومكلفة تستحق منك تحمل مشقة زيارة المدينة التي تنوي الاستثمار بها، وهي خطوة من المؤكد ستساعدك بشكل كبير فى اتخاذ قرارك.
مكاتب وشركات المقاولات يمكن أن ترسل لك عشرات الصور والمخططات، لكن رؤيتها على الواقع أمر مختلف تماماً، كما يجب الأخذ في الاعتبار وجود دخلاء على سوق العقارات لا خبرة لهم في هذه السوق الضخمة بسبب تحقيق الربح الضخم السريع، وهم يضعون الزبائن العرب نصب أعينهم. وفي النهاية، أنت فقط من سيقول الكلمة الفصل في اتخاذ القرار الذي سيكون صائباً إذا قمت بدراسته جيداً.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.