أطلق نشطاء في قطاع غزة حملة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لمطالبة الجهات الرسمية والشعبية بسرعة العمل على توفير مستشفى لعلاج مرض السرطان داخل القطاع.
ونشر عشرات المشاركين في الحملة عبر هاشتاج #مرضى_السرطان_بحاجة_لمستشفى منشورات للتعريف بمعاناة مرضى السرطان في قطاع غزة في ظل عدم توفر العلاج اللازم وغياب القدرة على التشخيص السليم للمرض بسبب نقص الإمكانات وتضاعف نسبة المصابين خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة لإغلاق معبر رفح وتعقيدات سفر المرضى عبر معابر الاحتلال.
المهندس إبراهيم الأيوبي القائم على الحملة أكد لـ"عربي بوست" أن جهوداً بدأت منذ 8 أشهر بهدف إنشاء مستشفى خيري للسرطان لتقديم الخدمة العلاجية والفحص للمرضى بالمجان على غرار مستشفى 57357 الذي أقيم في مصر.
ومستشفى 57357 في مصر هو أحد أكبر مستشفيات الأطفال في العالم ويختص في علاج سرطانات الأطفال. ويتميز هذا المستشفى بكونه بُني عن طريق التبرعات مع حملة دعائيّة كبيرة صاحبت بناءه وافتُتح عام 2007 ويتم العمل على فتح فروع له في عددٍ من المحافظات المصرية إلى جانب المستشفى الرئيس في القاهرة.
وأضاف الأيوبي أنه عمل على تشكيل مجلس إدارة لشركة خيرية مكون من 7 شخصيات فلسطينية اعتبارية سيوكل لها مهمة إنشاء المستشفى، إذ عملوا على إعداد دراسات قدرت تكلفة الإنشاء والمصاريف التشغيلية بـ65 مليون دولار.
وأكد الأيوبي أن الفكرة لاقت اهتماماً من قبل رجال أعمال وأكاديميين وجامعات في قطاع غزة بالإضافة إلى الجاليات الفلسطينية بالخارج التي وعدت بدعم الفكرة حال الحصول على التراخيص اللازمة لها.
الانقسام الفلسطيني يؤجل المشروع
ويشير الأيوبي إلى أن الأمر مازال عالقاً بسبب الانقسام القانوني بين غزة والضفة الغربية، رغم حصولهم على موافقة مبدئية لإنشاء الشركة من قبل وزارة الاقتصاد في رام الله قبل حوالي أكثر من شهر، داعياً الجهات الرسمية إلى تسريع الإجراءات القانونية اللازمة من أجل البدء بالخطوات العملية على الأرض لبناء المستشفى، واستقبال التبرعات اللازمة لبنائه باعتبار أن قطاع غزة بحاجة ملحة وسريعة لإنشاء هذا المستشفى.
المرضى داخل القطاع
الدكتور خالد ثابت رئيس قسم الأورام في مستشفى الشفاء الحكومي كشف عن أن ما يزيد على 1600 حالة سرطان جديدة يتم اكتشافها في قطاع غزة سنوياً بواقع 120 حالة شهرياً.
وأوضح ثابت أن سبب هذا الارتفاع يرجع إلى استخدام إسرائيل اليورانيوم خلال حروبها على القطاع، بالإضافة إلى الممارسات الخاطئة لبعض المزارعين في استخدام المبيدات والأسمدة الكيماوية التي ساهمت في رفع نسبة الإصابات.
وأكد ثابت أن العديد من الخدمات الواجب تقديمها إلى مرضى السرطان غير متوفرة في غزة، منوهاً إلى أن 15% من الجراحات لمرضى السرطان يتم تحويلها إلى الخارج لعدم توفر الإمكانيات رغم توفر الكوادر البشرية.
إضافة إلى أن نسبة 50 إلى 60% من خدمات العلاج الكيميائي غير متوفرة في غزة إلى جانب عدم توفر خدمات العلاج الإشعاعي رغم أن 60% من مرضى السرطان يحتاجون إلى هذا النوع من العلاج.
وأوضح ثابت أن إنشاء مستشفى متخصص يعدّ الحلَّ الأمثل لمعالجة مرضى السرطان في قطاع غزة، مشيداً بالجهود التي يبذلها فريق يداً بيد من أجل إنشاء مستشفى تخصصي للسرطان في القطاع، مطالباً بتضافر كل الجهود لإنجاح الفكرة وتطبيقها سريعاً في غزة.