غدي كَفالة ومالك الكبير، شابان ليبيان يسعيان بمساندة المدير التنفيذي للاتحاد العربي للأعمال التطوعية في ليبيا حامد الزوي، إلى تطوير العمل التطوعي وترسيخه في المجتمع العربي من خلال إعداد أوّل دليل للعمل التطوعي، يعرفه وينشره.
ويهدف الدليل إلى توجيه الشباب للعمل التطوعي بطريقة صحيحة، بعد دعوتهم إليه، وتبيين حقوق المتطوع وواجباته تجاه عمله، فيرى الشابان أن العمل التطوعي يدعم بناء المجتمعات، والدليل يعد "وثيقة أو دستوراً" له، فقد كانت الأعمال التطوعية قليلة في المجتمعات العربية وفي ليبيا خاصة.
محتوى الدليل
ويقدم الدليل منهجاً لكيفية تشكيل فريق تطوعي ويضع أساسيات لذلك، حيث ينص على أن الفريق التطوعي يجب أن يتكوّن من الجنسين وأن يكون أعضاؤه من مختلف الأعمار ومن مناطق مختلفة؛ لضمان تنوع المواقع المستهدفة من الأعمال التطوعية. وينصح الدليل بأن يكون الفريق التطوعي مشكلاً وفق هيكلية من خمسة أقسام: إدارة، علاقات عامة، عمل ميداني، إدارة أزمات، وقسم القيادة، ويوضح الدليل النقاط الأساسية لتنفيذ أي عمل تطوعي بداية من تشكيل الفريق إلى تنفيذ العمل ومتابعته.
دراسة ومثال
وأوضح فريق العمل على المشروع أن أي عمل تطوعي يحتاج إلى دراسة، ممثلاً في مشروعه بدراسة عن القطاعات التي تحتاج إلى أعمال تطوعية، حيث أجرى الفريق استطلاعاً للرأي خلص إلى أن قطاع التعليم في ليبيا سجل أعلى نسبة بتصويت المشاركين.
وشرح الدليل كيفية التطوع في مجال التعليم، ووضع مهارات يتطلبها المتطوع للمشاركة في دعم قطاع التعليم، أبرزها مهارات التواصل والتدريس والقدرة على العمل بإيجابية، وقدّم الدليل مثالاً على الأعمال التطوعية الناجحة في مجال التعليم، وهي تجربة العمل التطوعي في غانا.
كيف جاءت فكرة المشروع؟
قرار صياغة الدليل والدعوة إلى اعتماده داخل ليبيا والسعي إلى اعتماده على مستوى الوطن العربي، جاء بعد حصول فريق المشروع على المركز الثاني باسم ليبيا في مسابقة الملتقى الشبابي التطوعي، من بين 11 دولة عربية شاركت في المسابقة، التي أقيمت لأول مرة على مستوى الوطن العربي، برعاية الاتحاد العربي للعمل التطوعي في قطر.
بعد دعوة الاتحاد العربي للأعمال التطوعية الشابين غدي كفالة ومالك الكبير إلى المشاركة في ملتقى الشباب التطوعي، اقترحت غدي فكرة صياغة دليل للأعمال التطوعية؛ لعدم إيجاد الشابين دليلاً يستفيدان منه في تقديم مشروع عمل تطوعي يشاركان به في المسابقة، وبذلك جاءت فكرة "الدليل المحلي التطوعي".
قرار صياغة الدليل والدعوة إلى اعتماده داخل ليبيا والسعي إلى اعتماده على مستوى الوطن العربي، جاء بعد حصول فريق المشروع على المركز الثاني باسم ليبيا في مسابقة الملتقى الشبابي التطوعي، من بين 11 دولة عربية شاركت في المسابقة، والتي أقيمت لأول مرة على مستوى الوطن العربي، برعاية الاتحاد العربي للعمل التطوعي في قطر.
قصة النجاح الذي حققه أصغر فريق من حيث العدد كشف عنها المدير التنفيذي للاتحاد العربي للعمل التطوعي في ليبيا حامد الزوي لـ "عربي بوست"، الذي قال أن الفريق الممثل لليبيا كان يتكون فقط من غدي ومالك في حين كان أقل عدد في الفرق المشاركة ثمانية أشخاص.
وذكر الزوي أنه اضطر إلى الانضمام إلى الفريق بعد أن علموا معايير المسابقة التي تتطلب ثلاثة أشخاص على الأقل، إذ تحدث حامد عن الواقع، وشاركت غدي وبينت التحديات، وقدم مالك الحلول، في الفقرات الثلاث التي وضعتها لجنة المسابقة للاستماع إلى مشروع كل فريق.
وبين الزوي أنهم واجهوا صعوبة في الحصول على مصاريف المشاركة مما اضطرهم إلى المشاركة بهذا العدد فقط، منوهاً بالأزمة التي تمر بها ليبيا وتأثيرها السلبي في نشاطات المجتمع وغياب مؤسسات الدولة في دعم مشاريع الشباب.
محاضرات عن الدليل
حامد أفاد بأنهم يسعون إلى تقديم محاضرات عن الدليل أولها ستكون في جامعة طرابلس، ثم إلى مختلف المؤسسات الحكومية والخيرية؛ بهدف استقطاب الشباب لإشراكهم في المشروع.
من جانبها أوضحت غدي كفالة أنهم اختاروا "دليل المتطوع المحلي" اسماً بناءً على مبادئ تطوعية محلية موجودة في ليبيا؛ وأضافت أن القصد من استخدام كلمة "المحلي" والابتعاد عن اسم "الليبي" هو إمكانية الاستفادة من الدليل دوليا لاحقاً.
وشددت غدي لـ"هافينغتون بوست" على حرصهم على عدم تعرض مشروعهم إلى "تسييس" لأي جهة أو مؤسسة، مؤكدة تطلعهم إلى إيجاد دعم مدني فقط، وذكرت أن المشروع يحظى بدعم من مؤسسة رائدة في أعمال الإغاثة والتنمية على مستوى أفريقيا.
وقال مالك الكبير إن المشروع يخاطب مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات غير الربحية ليكون الدليل منهجاً في الأعمال التطوعية داخل ليبيا وخارجها.
وأوضح الكبير أنهم يخططون إلى نقل مشروعهم خارج ليبيا بعد نشره داخلها، لافتاً إلى أن العمل هو تطوعي يستهدف كل الفئات الراغبة في تقديم أعمال تطوعية.
وأشار الكبير إلى أن الدليل جاهز في نسخته الأولى، ويعملون حالياً لطباعته والبدء في تقديمه إلى مختلف المؤسسات، مشيراً إلى أن الدليل قابلٌ للتطوير بعد الاستماع إلى الملاحظات التي تقدم إليهم من النقاد والمطلعين.
فكرة الشباب الليبي تعد إحدى الجوانب لتوسع نطاق الأعمال التطوعية في الوطن العربي، الذي شهد تطوراً لأسباب عديدة أبرزها انتشار التقنيات الجديدة بشكلٍ متسارع، والتطلع والرؤية الجديدة التي ظهرت في مدة الربيع العربي.