متجاهلاً الاتهامات الدولية له بارتكاب جرائم حرب واستهداف المدنيين السوريين، تعهّد الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء 7 يونيو/حزيران 2016، بمواصلة دكّ مدينة حلب في إطار ما أسماه "الحرب ضد الإرهاب" معتبراً أن المدينة ستكون مقبرةً لأحلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي اتهمه بدعم الإرهاب.
التصريحات جاءت في أول خطاب رسمي للأسد منذ انهيار محادثات السلام في جنيف في أبريل/نيسان، وذلك بمناسبة انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان الموالي للأسد الذي أجرى انتخاباته مؤخراً وسط جدل دولي وتشكيك حول الخطوة.
وتعهّد الأسد باستعادة "كل شبر من سوريا" وقال إن حلب ستكون "المقبرة التي ستدفن فيها آمال وأحلام السفاح" في إشارة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أحد الداعمين الرئيسيين لجماعات المعارضة التي تقاتل للإطاحة بالأسد.
وتعهّد في الكلمة التي نقلها التلفزيون السوري على الهواء مباشرة أن تكون الحرب التي يصفها بأنها حرب ضد الإرهاب "مستمرة ليس لأننا نهوى الحروب.. هم من فرض الحرب علينا. لكن سفك الدماء لن ينتهي حتى نقتلع الإرهاب من جذوره أينما وجد ومهما ألبس من أقنعة."
وأضاف قائلاً "كما حرّرنا تدمر وكثيراً من المناطق سنحرر كل شبر من سوريا من أيديهم ولا خيار أمامنا سوى الانتصار وإلا فلن تبقى سوريا ولن يكون لأبنائنا حاضرٌ ولا مستقبل."
واستعاد الجيش السوري وحلفاؤه بمساعدة ضربات جوية روسية السيطرة على مدينة تدمر من تنظيم الدولة الإسلامية في مارس/آذار. كما يقاتل الجيش السوري جماعات معارضة مسلحة تلقى بعضها دعماً من دول أجنبية من بينها تركيا.
واتهم الأسد أردوغان بإرسال آلاف المسلحين إلى حلب مؤخراً وهي المحافظة الواقعة بشمال سوريا والمتاخمة لتركيا.
وحلب والمنطقة المحيطة بها مقسّمة إلى مناطق خاضعة لسيطرة نظام الأسد وأخرى تسيطر عليها المعارضة وقد ساعد تصعيد القتال هناك في إفساد اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي تم التوصل إليه في فبراير/ شباط.
وقال "ما يقوم به أردوغان.. دعم الإرهابيين ودفع الآلاف منهم إلى حلب مؤخراً يعني عملياً أردوغان لم يبق له من دور سوى البلطجي السياسي أو الأزعر السياسي".
وقالت روسيا- التي تدعم الأسد بقصفٍ جوي منذ سبتمبر/ ايلول- يوم السبت إن أكثر من 2000 مقاتل معارض احتشدوا في شمال حلب.
ومنذ اندلاع الثورة ضده، دأب الرئيس السوري على وصف كل المعارضين له بالإرهابيين، وأطلق حملة عسكرية ضد المدن التي خرجت عن سيطرته تسببت بسقوط زهاء 300 ألف شخص.
وتوسّطت الولايات المتحدة وروسيا لوقف الأعمال القتالية في إطار محاولة لبدء محادثات السلام التي تدعمها الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا العام.
لكن المحادثات انهارت في أبريل/ نيسان عندما انسحب تحالف المعارضة الرئيسي بسبب ما وصفه بتدهور الوضع على الأرض.
وقال الأسد إنه لم تكن هناك محادثاتٌ حقيقية في جنيف.
ووجّه الأسد الشكر إلى روسيا وإيران والصين وجماعة حزب الله الشيعية لما قدموه من دعم قائلاً "اندحار الإرهاب لابد أن يتحقّق طالما هناك دولٌ مثل إيران وروسيا والصين تدعم سوريا."
وقال في إشارة إلى تقارير حول خلافات وانقسامات بين حلفائه خاصة بين إيران وروسيا "أتمنى لا نهتم على الإطلاق بكل ما يطرح في الإعلام حول خلافات وصراعات وانقسامات فالأمور أكثر ثباتاً من قبل والرؤية أكثر وضوحاً بكثير. لا تهتموا الأمور جيدة في هذا الإطار."
يذكر أن انتخابات البرلمان جرت في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري والتي تمثّل أقل من نصف مساحة سوريا، فيما أكدت المعارضة على عدم شرعيتها.