معالم الشبكات
حتى يستطيع الإنسان أن يستوعب فكرة الشبكات ومعالمها بوضوح يجب في البداية أن يتعرف على مكوناتها وعلى أنواعها وعلى أبرز مقاييسها الموضوعة في الزمن الراهن، فيما يلي استعراض سريع لذلك.
مكونات الشبكة
أولا: الكيانات
الكيان هو الوحدة الفاعلة والمتفاعلة التي تقوم عليها الشبكة، وقد يمثل الكيان أي شيء، فردا (إنسان، مطار، سيارة…) أو مجموعة (قبيلة، شركة، منظمة…)، ويمكن تضمين خصائص معينة لكل كيان في أدوات التحليل الشبكي، فمثلا إذا كان الكيان يمثل شخصا فإن الخصائص التي يمكن تضمينها: الجنس، العمر، المسمى الوظيفي إلخ.
ثانيا: العلاقات
وهي الروابط التي تجمع بين الكيانات، ولهذه الروابط ثلاثة خصائص رئيسية وهي "النوع" و"الوزن / القوة" و"الإتجاه". لا يتوجب توفر هذه الخصائص مجتمعة. حيث يمكن أن تتوفر الخاصية الأولى فقط ويتم تحليل الشبكة بشكل اعتيادي. أهمية الخصائص وتوفر بياناتها تنبع من طبيعة المشكلة المراد حلها.
أنواع العلاقات:
يحدد نوع العلاقة الغرض من الشبكة ككل، فلو كانت الشبكة تمثل التبادل التجاري بين الشركات في سوق العمل فستكون الكيانات هي الشركات، ووجود أي علاقة بين شركة وشركة يعني أنها تمثل وجود تبادل تجاري على شكل مشاريع مشتركة مثلا.
هناك أنواع عديدة من العلاقات، وفيما يلي بعض منها:
– علاقة بيولوجية (كالقرابة والمصاهرة).
– علاقة تنظيمية (كما في بنية المنظمات: أحمد "مدير" محمد).
– علاقة الانطباع والأحاسيس (كالصداقة، والاحترام، والمحبة).
– علاقة الموارد (كالتعاملات المالية، المشاريع المشتركة).
– علاقة الترابط المشترك (التبعية لنفس الحزب السياسي، العمل في نفس المنظمة).
– علاقة سلوكية (كعلاقة المعرفة، التواصل والاستشارة).
– علاقة قائمة على وجود طرق اتصالات مادية (جسور، طرق جوية، أنهار).
– علاقة قائمة على الحيز الجغرافي (العمل في نفس المبنى، الوجود في نفس البلد، الهجرة والانتقال).
– علاقة تعبر عن الوضع الإجتماعي (السمعة، الطبقة الإقتصادية، النفوذ والسلطة).
وزن / قوة الرابط:
وهو رقم يتم من خلاله تمييز الرابط من ناحية مدى وجوده الحقيقي وقوة تأثيره، وقد يكون رقما أو قيمة محددة على غرار "علاقة قوية" أو "علاقة ضعيفة"، وتكون من مهام الباحث تعريف الحد الفاصل بين العلاقة القوية والضعيفة.
اتجاه الرابط:
هناك أنواع معينة من العلاقات التي تتطلب وجود اتجاه، كالعلاقة الرسمية في الهرم الوظيفي في الشركات، مثل علاقة مرجعية الموظف بالمدير، وهناك علاقات لا تتطلب وجود اتجاه معين كون الكيانين يشتركان بها.
أنواع الشبكات
بشكل عام، هناك نوعان من الشبكات من ناحية طبيعة الكيانات التي تحويها:
أولا: شبكات الطبيعة الواحدة
هي الشبكات التي تكون فيها الكيانات والعلاقات من طبيعة واحدة لكل منهما (الكيانات: أشخاص فقط أو شركات فقط، العلاقات: نوع واحد فقط من الأمثلة التي ذكرت سابقا).
ثانيا: شبكات الطبيعة المتعددة
هي الشبكات التي تكون فيها الكيانات والعلاقات من عدة أنواع. فعلى سبيل المثال الشبكة التي تظهر الأشخاص والشركات التي يعملون بها (كيان١: الشخص، كيان٢: الشركة. علاقة١: يعمل في شركة، علاقة٢: معرفة مع شخص آخر) هي شبكة متعددة الطبيعة.
لكن عند الوصول لمرحلة التحليل الشبكي، يتم تحويل شبكة الطبيعة المتعددة الى عدة شبكات من الطبيعة الواحدة وتحليلها بشكل مستقل، وذلك ليكون لمقاييس الشبكات المستخدمة دلالة صحيحة ويصبح من الممكن عقد مقارنات منطقية، أو من الممكن دمج العلاقات المختلفة لتصبح علاقة جديدة مركبة تربط بين الكيانات فبذلك تصبح شبكة من طبيعة واحدة.
لقراءة الجزء الأول من هذه التدوينة اضغط هنا
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.