أعلن مساعد رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية، حميد محمدي، أن السعودية أبلغت الجانب الإيراني أنها حلت مشكلة منح تأشيرات الدخول للحجاج الإيرانيين، خلال موسم الحج الحالي، وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء "تسنيم"، الثلاثاء 24 مايو/ أيار 2016.
أمل بالمشاركة في الحج
وأوضح محمدي، أن السلطات السعودية وجّهت دعوة جديدة للمنظمة، من أجل التفاوض مجدداً حول ترتيبات موسم الحج.
وقال إن منظمة الحج والزيارة الإيرانية، قد أبلغت المطالب القانونية للشعب الإيراني، إلى وزارة الحج السعودية، وأشار أنه في حال تلبية هذه الشروط والمطالب، فإن مراسم الحج ستجري في هذا العام.
واعتبر المسؤول الإيراني، أن قضية النقل الجوي للحجاج، وأمنهم، والخدمات القنصلية، وموضوع تأشيرات الدخول، هي من القضايا الهامة جداً ومن الشروط التي تمّ طرحها.
من جانبه، لفت رئيس منظمة الحج، سعيد أوحدي، إلى أنه "رغم إصدار التأشيرات فی إیران هذه خطوة إيجابية بحد ذاتها، لكن هناك 11 موضوعاً آخر تم إبلاغ وزارة الحج السعودية بها وینبغی إدراجها في نص المذكرة".
وكانت طهران قد أعلنت أن الرياض اقترحت في أبريل/ نيسان 2016، توجه الحجاج الإيرانيين إلى بلد ثالث للحصول على تأشيرات وأنها رفضت وصولهم على متن طائرات إيرانية.
وإلى الآن لم يصدر أي تأكيد من السعودية حول حل مشكلة التأشيرات.
وفد إيراني في السعودية
ويأتي تصريح أوحدي، في وقتٍ يزور فيه وفد إيراني السعودية، الثلاثاء 24 مايو/ أيار 2016، لإجراء محادثات جديدة، أملاً في التوصل إلى اتفاق حول مشاركة الإيرانيين بموسم الحج السنة الحالية.
رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية، سعيد أوحدي، قال إن "وفداً إيرانياً من 6 أشخاص، يتوجه بعد ظهر الثلاثاء إلى السعودية لإجراء الجولة الثانية من المحادثات حول الحج، وذلك بدعوة رسمية من وزير الحج السعودي الجديد".
وفيما يقترب موعد بدء موسم الحج لهذا العام، أشار محمدي إلى أن الوقت المطلوب لإنجاز القضايا التنفيذية المتعلقة بالحج قد فات، وقال: "لكننا سنبذل جهدنا حتى آخر لحظة ونأمل الوصول إلى النتيجة المرجوة، علينا أن نرى ماذا سيحصل وإلى أين ستؤدي المفاوضات".
توتر بالعلاقات
وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران توتراً، إذ تتهم الرياض طهران بـ "التدخل" في شؤون دول المنطقة، وانعكس هذا التوتر على الترتيبات المتعلقة بمشاركة الإيرانيين في الحج.
وأجريت محادثات أولى في أبريل/ نيسان في السعودية، لتحديد شروط تنظيم الحج، بعد التدافع الذي أوقع نحو 2300 ضحية بينهم 450 إيرانياً، في سبتمبر/ أيلول 2015.
وفي 12 مايو/ أيار 2016، أكد وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في إيران، علي جنتي، إن "الظروف غير مهيأة" للحج والوقت فات"، مضيفاً أن "العرقلة مصدرها السعودية"، حسب قوله.
وسبق أن نفت وزارة الحج والعمرة في السعودية منعها الإيرانيين من أداء الحج والعمرة، وأكدت أن طهران هي من تمنع مواطنيها من أداء العمرة، وهي من رفضت التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات موسم الحج القادم.
شروط إيرانية
وزارة الحج أكدت في بيان لها أنها "لا تمنع أي مسلم من القدوم إلى الأراضي المقدسة وممارسة شعائره الدينية طالما كان ذلك في إطار الالتزام بالأنظمة والتعليمات المنظمة لشؤون الحج".
وبينت الوزارة أن "وفد شؤون الحج الإيراني رفض التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات حج هذا العام 1437هـ، معللاً ذلك برغبته في عرضه على مرجعيتهم في إيران، وغادر السعودية يوم الثلاثاء 19 أبريل/ نيسان الماضي دون التوقيع على محضر الاتفاق ".
وقالت وزارة الحج السعودية إن طهران "تصر إصراراً شديداً على تلبية مطالبها ومن بينها أن تُمنح التأشيرات لحجاجهم من داخل إيران، وتضمين فقرات في المحضر تسمح لهم بإقامة أدعية ومراسم يطلقون عليها، البراءة من المشركين، وهذه التجمعات تعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي".
وإعلان "البراءة من المشركين" هو شعار ألزم به المرشد الإيراني الراحل، روح الله الخميني، حجاج بيت الله الحرام برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ من المشركين من خلال ترديد هتافات بهذا المعنى، من قبيل "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل"؛ باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية عبادية تقليدية إلى فريضة عبادية وسياسية.
ويعتبر هذا الإعلان عند الخميني واجب "عبادي سياسي"، ومن أركان فريضة الحج، وواجباتها السياسية التي بدونه "لا يكون الحج صحيحاً".
وطلب الخميني من الحجاج الإيرانيين وغيرهم المشاركة فيه، و"إطلاق صرخة البراءة من المشركين، والملحدين في جوار بيت التوحيد".