تراجعت بريطانيا الخميس 12 مايو/أيار 2016، عن تقليص حجم ونطاق عمل (بي.بي.سي) بعد أن اتهمت هيئة البث التي تمولها الحكومة وأكبر نجومها الوزراء بتهديد استقلال المؤسسة التي يبلغ عمرها 94 عاماً.
شفافية رواتب كبار الموظفين
وكشفت الحكومة عن مراجعة تجريها كل عشر سنوات وقالت إنه سيتم تأسيس هيئة جديدة للإشراف على (بي.بي.سي) وستعلن مرتبات كبار موظفيها للرأي العام لتحسين الشفافية ومعالجة مخاوف من أن أكبر مؤسسة إعلامية بريطانية في مجالات التلفزيون والإذاعة والأخبار على الإنترنت تعمل على خنق المنافسين.
لا تدخل بسياسة القناة
لكن الحكومة تفادت إجراءات أكثر صرامة مثل السماح لوزراء بأن يملوا على (بي.بي.سي.) ما تذيعه خلال ساعات الذروة مثل مساء السبت أو حتى إجبارها على تسليم جزء من دخلها ومصدره ضريبة يدفعها كل منزل بريطاني تقريباً إلى شبكات بث تجارية أخرى.
وقال وزير الثقافة جون ويتينجديل للبرلمان "بي.بي.سي هي واحدة من أعظم المؤسسات في البلاد. هدفنا الأسمى هو ضمان أن تواصل بي.بي.سي الازدهار وسط مشهد إعلامي تغير بشكل جذري منذ آخر مراجعة قبل 10أعوام".
تمول من المواطنين
وتمول خدمات (بي.بي.سي) المكثفة والتي يقدر أنها تصل لنحو 97 في المئة من البريطانيين كل أسبوع من خلال دخل مضمون يقدر بنحو 3.7 مليارات جنيه إسترليني (5.35 مليارات دولار) من رسوم ترخيص تفرض على كل المنازل التي تملك أجهزة تلفزيون.
وتقاوم الهيئة بشدة أي تغيير تقول أنه قد يؤدي لتراجع شعبيتها لدى الرأي العام الذي يموّل خدماتها.
لكن منتقدين يقولون إنها مؤسسة مترهلة تعرقل المنافسين التجاريين عن طريق توفير أخبار ومعلومات مجانية بشكل مكثف على الإنترنت الأمر الذي يعني أن الكثير من المؤسسات التجارية تعاني لفرض رسوم على محتواها.
وقال آخرون إن تغطية (بي.بي.سي) الإخبارية منحازة سياسياً رغم أن المنتقدين يختلفون فيما إذا كانت منحازة لليمين أم اليسار.
وقال المدير العام ل(بي.بي.سي) توني هول "كان هناك نقاش كبير بشأن مستقبل (بي.بي.سي). طرحت تساؤلات عن دورها ومكانها في المملكة المتحدة. هذا سليم وصحي وأرحب بهذا النقاش."
هيئة إشرافية جديدة
وذكر ويتينجديل أن الهيئة المشرفة على (بي.بي.سي) وتحمل اسم (بي.بي.سي تراست) سيحل محلها مجلس جديد يتيح لهيئة (بي.بي.سي) تعيين غالبية أعضائه لضمان الاستقلال.
ومن المقرّر تسليم القواعد الخارجية إلى أوفكوم هيئة الاتصالات التي تشرف على شبكات البث التجارية.