في رسالة صوتية جديدة ظهر نجل أسامة بن لادن وولي عهده مرة أخرى بعد شهور من الصمت، مثيراً تكهنات زعامته للقاعدة مرة أخرى.
لم يتم العثور على حمزة بن لادن صاحب الثلاثة أو الأربعة والعشرين عاماً وسط الجثث التي وجدتها المخابرات الأميركية في غارتها على المجمع الذي كان يسكن به أسامة بن لادن المطلوب الأول على مستوى العالم في 2011 بباكستان، بحسب تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، الأربعاء 11 مايو/أيار 2016.
ولا يعلم أحد مكان وجود حمزة الحالي، لكن يعتقد بعض الخبراء أن قيادة القاعدة تبدي اهتماماً بأن يخلف والده في زعامة التنظيم.
سوريا والقدس
وكان نجل بن لادن قد دعا الجماعات الجهادية في سوريا للوحدة، واستخدام الصراع في البلاد كنقطة انطلاق "لتحرير فلسطين"، من خلال رسالته الصوتية غير المؤرخة، الصادرة عن الجناح الإعلامي للجماعة المسلحة.
كما تشابهت رسالته مع الرسالة التي أصدرها زعيم القاعدة الحالي أيمن الظواهري في اليوم الذي سبقه، والذي ظهر فيها مثنياً على عمل جبهة النصرة في سوريا، داعياً للوحدة بين الجماعات الإسلامية المتصارعة في سوريا، على الرغم من خلافات القاعدة الأيديولوجية مع "داعش"، منافسها الأكثر شهرة ودهاءً.
وبحسب مجموعة Site Intelligence، فإن رسالة حمزة بن لادن ركزت على إسرائيل، التي مثّلت مع الولايات المتحدة الأهداف المفضلة للقاعدة تحت قيادة أسامة، حيث قال إن "الثورة السورية المباركة" جعلت "تحرير القدس" أكثر إمكاناً.
وأضاف: "على الأمة الإسلامية أن تركز على الجهاد في الشام، وأن تعمل على وحدة صفوف المجاهدين"، كما استطرد: "لم يعد هناك عذر لأولئك الذين يصرّون على الانقسام وتأجيج الصراعات في الوقت الذي يحتشد فيه العالم ضد المسلمين".
بن لادن الأصغر أصدر رسالته الأولى في أغسطس/آب 2015، والتي دعا فيها لشن هجمات على الأعداء الدوليين بداية من الولايات المتحدة ومروراً بفرنسا وبريطانيا.
وقال ريتا كاتز، مدير مجموعة Site Intelligence، إنه يتم إعداد حمزة "كزعيم مستقبلي، شخص محبوب وملهم، دون سمعة سلبية أو مشاركة في الاقتتال الداخلي".
لكن حتى الآن لم يظهر بن لادن الأصغر أياً من الذكاء التنفيذي أو الفكري، الذي قد يؤهله لزعامة القاعدة بدلاً من المصري أيمن الظواهري المُفتقِد للكاريزما.
أما أندرياس كريغ، المحلل الإنكليزي، فقد قال لصحيفة "الإندبندنت" إن ظهور هذه الرسالة هو جزء من الجهد المدبر لئلا تبدو القاعدة "شديدة الهدوء" مقارنة بمنافسيهم من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وعلى الرغم من وصف حمزة بـ"ولي العهد" بعد نجاته من الغارة التي أودت بحياة والده وشقيقه الأكبر خالد، إلا أن الابن الأصغر لم يكن "شخصية رئيسية" في القاعدة في تلك المرحلة في رأي كريغ.
كما أضاف أنه على الرغم من الدور البارز الذي لعبه والده في الأوساط الجهادية كعقلٍ مدبر وأب روحي ومصدر للإلهام، فإن حمزة لم يفعل أي من ذلك حتى الآن.
عباءة الظواهري
واستطرد "أعتقد أن حمزة يتبع الظواهري الآن لأنه يعرف أنه لا يستطيع الخروج من تحت عباءته بعد، إن كان سيخرج يوماً".
وتابع: "فكونه نجل أسامة بن لادن فقط قد لا يوفر له صيتاً كافياً وسط المجاهدين الذين يقاتل بعضهم منذ 3 عقود".
أما رسالة الظواهري التي نُشرت نهاية هذا الأسبوع على الإنترنت، فقال فيها إن الوحدة في سوريا "هي مسألة حياة أو موت" للجماعات الجهادية. مؤكداً أن الخيارات المتاحة هي "إما الوحدة للعيش كمسلمين بكرامة، وإما الاستمرار في القتال والانقسام إلى أن يؤكل كل منكم واحداً تلو الآخر".
– هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة The Independent البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.