عهد جديد من الأمل

تعيش الأمة الشرقية حالة من القلق في أيام صعبة، تحاول إقصاء القدرات عن أحلامها المثيرة، فتصر على زيادة سلسلة الانكسارات بمطباتها المؤذية، وهذا ما يعانيه الشباب في الوقت الحالي، إذ لا يستطيعون التحرر عن ماضيهم الممزوج بالنزاعات والأزمات

عربي بوست
تم النشر: 2016/05/11 الساعة 03:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/05/11 الساعة 03:17 بتوقيت غرينتش

بهذا العهد انتهى المؤتمر السنوي الثالث لمنتدى الشرق الشبابي في إسطنبول بحضور نخبة من المتحدثين، وبمشاركة أكثر من (500) شاب من (70) دولة في العالم، ناقش المؤتمر القضايا المتعلقة بأزمات المنطقة العربية وخطورة التغييرات المتسارعة والمقترحات والحلول التي من شأنها أن تحدَّ من سلوكيات التيارات المنحرفة، مخلفاً وراءه أحلاماً كبيرة علقت بالأذهان وحرَّكت بصخب دويها مسؤولية ثقيلة على عاتق الشباب، فرسَّخت أمنيات طموحة تسعى لتوحيد جهودها بهدف إصلاح الوضع المأساوي في إقليم الشرق.
افتتح المؤتمر أعماله بكلمات من العيار الثقيل وجهها الأستاذ "وضاح خنفر" موضحاً فيها تحركات الوضع العالمي الذي يمر بمرحلة انتقالية سريعة تحاول تغيير العقل البشري والقيم المجتمعية مؤكداً أهمية دور الشباب في صناعة الأمل وتصحيح الواقع المنكوب، محذراً من التقاعس والاستسلام.

عبارات مليئة بالحماسة منحت الفرصة للشباب لتسلم زمام المبادرة، وتسويق الأفكار المبدعة عبر منصة الشرق لتطلق الأصوات الجريئة ثورةً من البرامج والمشاريع باختلاف مجالاتها واختصاصاتها، مكونةً أرضية شمولية متكاملة تبذل الجهود الحثيثة لتعديل الواقع قيمياً وإنسانياً، فتثبت للعالم بأسره بأن الشباب العربي ما زال يتنفس النور بشغف، ويوقظ الغرب من حكمه المسبق على فشل الطاقات المتوفرة.

تعيش الأمة الشرقية حالة من القلق في أيام صعبة، تحاول إقصاء القدرات عن أحلامها المثيرة، فتصر على زيادة سلسلة الانكسارات بمطباتها المؤذية، وهذا ما يعانيه الشباب في الوقت الحالي، إذ لا يستطيعون التحرر عن ماضيهم الممزوج بالنزاعات والأزمات، ولا الانفكاك عن جرحهم المرتبط باستلاب الحقوق من قبل طغاة بلدانهم، وصولاً إلى الشعور الأزلي باليأس المسيطر على آمالهم للعودة من جديد، وهنا نجد غزو العولمة التي تخدش بتناقضاتها مسيرة شبابنا عن طريق تداخل العلاقات والاختصاصات وسرعة التكنولوجيا وتواتر الدراسات بشكل غير تدريجي، فمن الجلي أنها ترغب بإيصال رسالة مهمة مفادها يدل على عدم السماح بالتمهل والانتظار، بل تجبرنا على مواكبة العصر الحديث بالتأقلم مع الصراعات والمرونة في إدارتها، انتقالاً إلى مرحلة جرفنا عن قناعاتنا عندها تستدعي الحكمة أن نحلل ما تصدره لنا، فنوازن قراراتنا على ضوء المؤشرات والمعطيات باستخدام أدوات منطقة رصينة.

في الختام وضع المؤتمر بصمةً فريدةً، طابعاً حكاياتِ وقصصَ الناجحين في قلوب المشاركين، ومحشداً مفهوم المبادرة في خلق الفرص لا انتظارها، ذهاباً إلى تفعيل دور الشباب ليتنافسوا على تغيير العالم بعقولهم وأفكارهم الاحترافية التي ستجد من يحتضنها يوماً ما، إضافةً إلى تجذير روح القيادة التي تحتاج إلى الحالمين الذين يعشقون المعالي فيتصدرون الأرقام ويحطمونها، ويؤثرون على من هو بانتظارهم من الحائرين فيوجهوهم نحو الطريق السليم.

انتهت العهود القديمة بمكاسبها وخساراتها محدثةً ضجة في نفوس الشباب، موقدةً شعلة من نيران العمل الجدي المنتظر ليتحملوا صعوبة المرحلة القادمة بإرادة متعطشة للتغيير، وبناء عهد جديد سيسطر التاريخ إنجازاته…

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد