صدامات في بنغلاديش بعد إعدام زعيم أكبر حزب إسلامي ودعوات لإضراب عام

عربي بوست
تم النشر: 2016/05/11 الساعة 07:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/05/11 الساعة 07:50 بتوقيت غرينتش

وقعت صدامات الأربعاء 11 مايو/ايار 2016، في بنغلادش بين الشرطة ومئات من مناصري زعيم أكبر حزب إسلامي أعدمته السلطات ليلاً، في بلد يشهد توتراً شديداً بعد سلسلة عمليات اغتيال طالبت أساتذة ومثقفين.

وأُعدمت السلطات في بنغلادش مطيع الرحمن نظامي، زعيم حزب الجماعة الإسلامية، شنقاً ليل الثلاثاء الأربعاء في سجن دكا المركزي، بعد أيام على تثبيت الحكم عليه بالإعدام بتهمة ارتكاب جرائم حرب خلال حرب الاستقلال عام 1971 مع باكستان.

ونظامي (73 عاماً) كان وزيراً، وهو خامس مسؤول من المعارضة وأبرزهم يُعدم منذ إقامة المحكمة الدولية لجرائم بنغلاديش، المثيرة للجدل في 2010.

وأقامت الشرطة حواجز على أبرز طرقات دكا لمنع وقوع أية أعمال عنف، فيما تقوم قوات النخبة من كتيبة التدخل السريع بدوريات في العاصمة.

الناطق باسم شرطة العاصمة معروف حسين سوردر أعلن عن نشر الآلاف من عناصر الشرطة في العاصمة لتعزيز الأمن.

وتم تشديد المراقبة أيضاً في منطقة بابنا شمال غرب البلاد التي يتحدر منها نظامي، حيث نقل جثمانه وسط مواكبة مسلحة خلال الليل تمهيداً لدفنه في المدفن العائلي.

اعتقالات

مسؤول الشرطة في بابنا إحسان الحق أعلن عن توقيف 16 ناشطاً من حزب الجماعة الاسلامية ليل الثلاثاء في إطار عملية أمنية.

ووجّهت الجماعة الإسلامية نداءً إلى إضراب عام الخميس احتجاجاً على إعدام زعيمها.

وكان إعدام 3 مسؤولين كبار في الجماعة الإسلامية تسبب بمواجهات عنيفة عام 2013 بين المناصرين الإسلاميين للحزب والشرطة، ما أسفر عن مقتل 500 شخص.

لكن من غير المرجح وقوع موجة عنف جديدة هذه المرة؛ لأن الجماعة الإسلامية أُضعفت من جراء موجة اعتقالات نفذتها حكومة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد. وبات عشرات الآلاف من مناصري الحزب في السجون.

ضربة قوية للجماعة

ورأى مبشر حسن، الأستاذ في جامعة الفنون الحرة، أن إعدام نظامي قد يقضي على حزب الجماعة الإسلامية بشكل نهائي. وقال: "مع إعدام نظامي يكون تم القضاء بشكل كامل على قيادة الجماعة الإسلامية التي أعادت إطلاق عمل الحزب منذ فترة ما بعد حرب 1971″، مضيفاً "إنها ضربة قوية للحزب".

لكن الأستاذ الجامعي حذر أيضاً من أن القمع ضد الجماعة الإسلامية وهذا الإعدام قد يؤديان إلى تشدد أنصار الحزب بشكل إضافي. وأضاف أن "الاستياء داخل الحزب قد يزداد ويؤدي إلى تشدد أكبر".

ويأتي إعدام الزعيم الإسلامي فيما تشهد بنغلاديش فترة اضطرابات بعد سلسلة من عمليات قتل استهدفت نشطاء ليبراليين وعلمانيين ومن أقليات دينية على أيدي أشخاص يشتبه بأنهم إسلاميون متطرفون.

وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية وفرع من تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية أعمال القتل هذه، لكن الحكومة تنفي وجود هذين التنظيمين في البلاد وتنسب الجرائم الى مجموعات إسلامية محلية.

ومنذ الشهر الماضي، قتل بالساطور طالب من أنصار العلمانية وناشطان من المدافعين عن حقوق المثليين وأستاذ ليبرالي وخياط هندوسي تردد أنه أدلى "بتعليقات ازدراء" حول النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وزعيم طريقة صوفية.

ترحيب في دكا

وكررت الجماعة الإسلامية في بيان، الأربعاء، القول إن الاتهامات ضد نظامي باطلة وهدفها القضاء على قيادة الحزب.

في المقابل رحّب المدافعون عن العلمانية في بنغلاديش بإعدام الزعيم الإسلامي وتجمع مئات منهم أمام السجن وفي إحدى ساحات دكا ليلاً للاحتفال "بلحظة تاريخية".

وتولى نظامي زعامة الحزب عام 2000 ولعب دوراً رئيسياً في فوز حكومة متحالفة مع الإسلاميين في الانتخابات العامة عام 2001.

وأدى النزاع عام 1971، أحد أكثر الحروب دموية في العالم، إلى استقلال بنغلاديش التي كانت تعرف آنذاك بباكستان الشرقية.

علامات:
تحميل المزيد