لماذا دعا الظواهري “النصرة” لتشكيل إمارة في سوريا؟

عربي بوست
تم النشر: 2016/05/09 الساعة 07:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/05/09 الساعة 07:13 بتوقيت غرينتش

طالب أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، فرع التنظيم بسوريا لإقامة "إمارة" تابعة للتنظيم تحدياً للغرب كي تنافس تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بالعراق والشام.

زعيم تنظيم القاعدة الحالي وخليفة أسامة بن لادن، أبدى تأييده في تسجيل صوتي منسوب إليه مؤخراً، لخطّة تنظيم جبهة النصرة لإقامة أول ولاية ذات سيادة تابعة لتظيم القاعدة، بحسب تقرير نشرته صحيفة التليغراف البريطانية، الأحد 8 مايو/أيار 2016.

إمارتان

إذا ما تم تنفيذ الخطة، فقد يكون هناك "دولتان إسلاميتان" – تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وإمارة القاعدة الجديدة – يتنافسان على السيادة والنفوذ في الإقليم داخل حدود سوريا المنكوبة.

جاء الإعلان خلال كلمة مسجّلة تم بثها عبر شبكة الإنترنت بعدما صدرت تقارير متعددة بشأن قيام الظواهري بإرسال كبار قادته إلى شمالي غرب سوريا لاستغلال الفوضى الناجمة عن سنوات الحرب الخمس.

ضابط بالجيش المصري

ومن بين هؤلاء الموفدين رجل يعتبره البعض نائب الظواهري وقائد العمليات الميدانية وجهادي مصري وضابط جيش سابق يدعى سيف العادل.

ويُذكر أن العادل كان يخضع للإقامة الجبرية في إيران لحين إطلاق سراحه خلال صفقة سرية لتبادل الأسرى وشق طريقه إلى سوريا خلال النصف الثاني من عام 2015.

وتقاتل جبهة النصرة داعش رغم أن كليهما خرج من رحم تنظيم القاعدة، في حين تمردت داعش على السلطة المعنوية للقاعدة التنظيم الأم للجماعات الإرهابية، فيما تحالفت النصرة في مواجهة داعش والنظام السوري أحياناً مع عدد من جماعات المعارضة الإسلامية في الحرب السورية.

وخلال وقف إطلاق النار، انقلبت بعض الجماعات العلمانية على التنظيم وانتقدت محاولاته تطبيق نسخة متشددة من الشريعة في المناطق التي يبسط نفوذه عليها.

ومع تعثر استمرار وقف إطلاق النار، قادت النصرة عدداً من الهجمات المشتركة على مواقع النظام.

الهجوم على الغرب

وتخشى الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون أنه في حال فرض جبهة النصرة لسيطرتها على الإقليم، يمكن أن تستغل سوريا كقاعدة للهجوم على الغرب، على غرار ما فعله أسامة بن لادن في أفغانستان.

ويعد القرار بمثابة تغير في استراتيجية تنظيم القاعدة، الذي ركز على بناء شبكاته وقاعدة دعمه في سوريا وبقية مناطق الإقليم دون إعلان إمارة أو دولة.
ومع ذلك، فقد خضع الظواهري لضغوط كي يوطد أقدامه، حيث أصبحت "خلافة" البغدادي في العراق وسوريا بمثابة واجهة الجهاد الدولي وأداة التجنيد المنافسة للجهاديين المزعومين.

وتحاول بلدان الخليج أن تقنع عبر وسطاء جبهة النصرة بالتنصل من تنظيم القاعدة مقابل الحصول على المساعدات؛ ومن ثم، فربما شعر بالحاجة إلى إعادة التأكيد على سيطرته.

وقال الظواهري، المختبئ والذي تم الإعلان عن جائزة مالية قدرها 25 مليون دولار من قبل واشنطن لمن يبلغ عنه، أنه "فخور" بأنشطة جبهة النصرة وعلاقتها بالقاعدة.

وأضاف "إذا شكلوا حكومتهم واختاروا أميرهم، فما يختارونه هو اختيارنا أيضاً".

خوارج

وأدان الظواهري تنظيم داعش وشبههم بالخوارج (فرقة إسلامية ينظر لها سلبياً من قبل الإسلام السني والشيعي)، وقال "دعمت الأمة الإسلامية في سوريا جبهة النصرة وأدركت الفارق بين صحة أساليبها وبين أساليب الخوارج".

ويعد تسجيل الظواهري تحولاً آخر في المنافسة المعقدة وطويلة الأجل بين تنظيم داعش وجبهة النصرة، وهما جماعتان جهاديتان تشتركان في بعض الأهداف ولكنهما تختلفان إلى حد كبير في أساليب تحقيقها.. حسب تقرير الصحيفة البريطانية.

وتعد جبهة النصرة إحدى القوى المهيمنة في شمالي غرب سوريا ولديها موطئ قدم في حلب، أكبر مدن سوريا ومسرح عمليات القصف الشرسة التي تمارسها قوات الحكومة السورية وحلفاؤها الروس.

أكثر قمعاً

ويشير تشارلز ليستر، أحد محللي معهد الشرق الأوسط الذي أجرى لقاءً مع زعماء الجماعات الإسلامية السورية، أن جبهة النصرة سوف تصبح أكثر قمعاً ضد المدنيين في حالة إقامة الإمارة.

وكتب في مجلة فورين بوليسي الأميركية "في كافة الأحوال، سوف تتزايد حالات عقوبة الإعدام إلى حدٍّ كبير ويتم تقييد الحريات المدنية ويتراجع حجم تسامح جبهة النصرة مع الجماعات الوطنية غير الدينية وجماعات المعارضة المدنية".

ويمكن أن يؤدي ذلك القرار إلى تصادم جبهة النصرة مع جماعات المعارضة الأخرى التي تقاتل نظام الأسد.

وذكر مايكل هورويتز، أحد كبار المحللين "تمكنت جبهة النصرة حتى الآن من التعاون مع الطوائف الأخرى، بما في ذلك الجيش السوري الحر، من خلال تحديد أولويات الصراع مع الأسد بخلاف أهدافها طويلة الأجل.

ويمثل إقامة الإمارة تحولاً هائلاً في هذه الاستراتيجية وسوف تفرض على جماعات المعارضة الأخرى دعم "الإمارة" أو قتالها".

– هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة The Telegraph البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

تحميل المزيد