في مدينة وادعة بأوكرانيا، اسمها "تشارنوبل" يعيش 158 شخصاً فقط لا غير، في محيط 30 كم2 من موقع انفجار نووي.
عجائز جلّهم وصل السبعين من العمر، ولا أطفال بينهم أبداً، هي طفلة وحيدة ولدت على بعد كيلومترات قليلة لأبوين كبيرين في السن.. كان اسمها ماريا، عاشت شهرين أو ثلاثة في تلك المنطقة، قبل أن يفرّ بها والداها بعيداً عن "جحيم تشارنوبل"..!
مضت 30 عاماً على الكارثة النووية الأكبر في أوروبا الشرقية، ولكن الوقت لم يحن بعد لعودة الحياة رسمياً إلى المدينة. فالحكومة الأوكرانية تمنع أحداً من العودة إلى منازل تقع بمحيط 30 كم٢ من مكان الانفجار.
الزيارات في ذلك المكان مسموحة، لكن لثلاثة أيام فقط.. يُقال أن إشعاعات نووية تؤثر تدريجياً على أنشطتهم الحيوية، إذا ما بقوا طويلاً في تلك المنطقة، وقد يصابون بأمراض خطيرة كالسرطان أو غيره..
ما الذي حدث هناك؟
صبيحة عام ١٩٨٦ استيقظ الاتحاد السوفييتي، ومعه العالم، على كارثة نووية.. انفجار نووي هزّ أوكرانيا.. حمل سحباً من الإشعاعات السامة غطت سماء القارة الأوروبية بأكملها.
١٠٠ ألف ساكن فقدوا منازلهم بين ليلة وضحاها.. مات ٤٠٠٠ شخص من فورهم..
انفجار تسبب في انهيار امبراطورية.. نعم لقد كان انفجار "تشارنوبل" سبباً غير مباشر لانهيار الاتحاد السوفييتي سنة 1991،وانتهى في هذا التاريخ عصر القطبية الثنائية.. وطوت الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي آخر صفحاتها.
كارثة نووية، ساهمت في تغيير شكل العالم، وطوت حرباً طويلة لا قتال فيها سوى سباق تسلّح.
"تشارنوبل" استقلت مع بلدها أوكرانيا عن الاتحاد السوفييتي. بعد دمار لحق بها منذ 30 عاماً، ولا يزال..
رغم كل ذلك، بقيت إرادة الحياة أقوى من إشعاعات نووية، العجائز لا يشعرون بالخوف هناك، يزرعون ويأكلون مما يزرعون!
إنهم يشعرون بالسعادة، شعور الحنين إلى وطن مدمّر يدفعهم للهروب كما الأطفال من دوريات الحكومة التي تحاول إخراجهم من منازلهم.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.