“التحالف العربي”.. تمخّض الجبل فولد فأراً

من المعروف أن كل تجربة مهما كبر أو صغر شأنها، تصاحبها مرحلة "للتقييم"، وطرح أين أخطات وأين أصابت؟ فلماذا في حالتنا هذه "نغض الطرف" ونستثني هذه القاعدة "الذهبية" المعلومة للصغير قبل الكبير؟

عربي بوست
تم النشر: 2016/04/27 الساعة 02:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/04/27 الساعة 02:25 بتوقيت غرينتش

بعد كل ما رافق تجربة "التحالف العربي" في اليمن، وبالأخص "لحظات ولادتها الأولى" و"الإسهاب الإعلامي" المبالغ فيه؛ لتقديمه وتصويره في حجم أضخم وأكبر له، وبأنه "المخلص" و"المنقذ المنتظر" للوطن العربي؛ للخروج من براثين الاحتلال والتناحر والتشرذم الذي يحياه، أما آن الأوان لوضع النقط على الحروف، و"مساءلة" عرابي هذا الطرح عن "النتائج" المحصلة؟ هل أضحى اليمن "سعيداً" بالفعل على يدي "التحالف العربي" مالئ الدنيا وشاغل الناس آنذاك؟

من المعروف أن كل تجربة مهما كبر أو صغر شأنها، تصاحبها مرحلة "للتقييم"، وطرح أين أخطات وأين أصابت؟ فلماذا في حالتنا هذه "نغض الطرف" ونستثني هذه القاعدة "الذهبية" المعلومة للصغير قبل الكبير؟

صحيح أن الفترة "الأنسب" للطرح والمحاسبة جرى "تغليفها" بحدث "جديد" يكمن في "ولادة أخرى" لما سمي بـ"التحالف الإسلامي"، الذي ظهر وكأن الأرض انشقت وقدمته لنا ذات صباح دون تمهيد أو إعلان مسبق؛ ليظهر هو الآخر في نفس "الهيئة " والتصوير كأنه "نفس المنقذ" ومن سيأتي الخلاص على يديه، وكان الأول أنهى مهمته بنجاح منقطع النظير، كي نفاجأ بالثاني، والغريب أنه قدم تحت نفس الإطار.

لم يكلف "مهندسو" هذه "التحالفات" أنفسهم عناء "احترام عقول" من يخاطبونهم بعيداً عن وضع الموضوع في إطار وقالب أضحى "مملاً" و"روتينياً" لطالما أن "أعداء" الوطن العربي معروفون معلومون، والقضايا الأصلية التي تهم كل الشعوب العربية وتعترف بمدى شرعيتها وأحقيتها بالطرح، واضحة لا تحتاج للتوضيح، فأين هي فلسطين مثلاً على جدول أعمال "التحالف" بشقيه؟ هل أضحت ثانوية في نظرهم إلى هذه الدرجة؟

ولنبقَ في "اليمن" المحطة الأولى والأخيرة، التي ما يزال نفس "التحالف" يتخبط فيها، ويعاني الأمرين، من أجل الخروج "بمظهر مشرف" يحفظ له ماء الوجه، أين اختفت جحافل الإعلاميين التي سوقت لـ"عاصفة الحزم" فجأة ودون سابق إنذار؟ ثم أليس من حق باقي الأقطار العربية -لطالما يدور الحديث هنا باسمها- أن تتساءل عن مغزى هذا التخبط؟ ولماذا في الأخير تمخض الجبل فولد فأراً كما يقول المثل الشهير؟

هنا سنعود للموضوع الرئيسي، حيث الصراع السعودي-الإيراني الدائم، فلماذا إذن يزج بالجميع تحت مسمى "مموه" دون أن نمتلك حق المطالبة بمصير كل تلك الوعود الرنانة البراقة، التي كان الإعلام السعودي تحديداً ومن يسير في فلكه يروج لها تحت "شعارات عريضة"؟ ثم ألم يسقط الكثير من الضحايا العرب في الحرب؟ فلماذا إذن هذا الصمت في المطالبة عن الكشف والجهر بحقيقة ما يحدث على الأرض اليمنية؟

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد