لليوم الثاني يستمر آلاف الطلاب السودانيون في احتجاجاتهم على مقتل زميلهم بجامعة كردفان (شمال كردفان) وسط السودان.
وقد قُتل أبوبكر حسن (18 عاماً) في جامعة كردفان، الاثنين الماضي، إثر إصابته بطلق ناري في الرأس، بعدما أطلق بعض عناصر المخابرات النار على الطلاب المشاركين في إحدى المسيرات السلمية.
وبحسب منظمة العفو الدولية فقد اتجهت هذه المسيرة نحو مبنى اتحاد الطلبة لمساندة بعض المرشحين المعارضين في انتخابات الجامعة، لكن الاشتباكات أسفرت عن إصابة 27 طالباً، 5 منهم في حالة خطيرة، بحسب ما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وقال محمد شاجا (24 عاماً)، الطالب بكلية الطب في الجامعة: "اجتمعنا في الخامسة صباحاً لتقديم مرشحينا، وفجأة أطلقوا علينا الرصاص الحي"، كما أخبر طالب آخر منظمة العفو برؤيته لوصول عناصر استخباراتية في 15 شاحنة صغيرة، مسلحين ببنادق AK47، وبدء إطلاقهم النار على الحشود المجتمعة.
أما محمد شاجا فأضاف أيضاً: "لقد بدأ الطلاب في السقوط واحداً تلو الآخر، ومن ضمنهم حسن".
وبحلول الأربعاء، كان الطلاب من مختلف جامعات الخرطوم وكردفان قد خرجوا للشوارع احتجاجاً على مقتل حسن ومساندة لأسرته.
وفي اليوم التالي انضم طلاب جامعة البحر الأحمر (شرق السودان)، وجامعة نايالا (جنوب دارفور) إلى الاحتجاجات المُطالِبة بفتح التحقيق في هذه الواقعة من قبل الحكومة السودانية.
إخماد الاضطرابات
وفي محاولة لإخماد هذه الاضطرابات أوقفت السلطات الدراسة واستخدمت الغاز المسيل للدموع مع المتظاهرين، حيث قال سمير عبدالعزيز، أحد طلاب جامعة البحر الأحمر، إن الطلاب اضطروا للاحتماء بالحرم الجامعي.
بينما في واقعة أخرى منفصلة، احتج طلاب جامعة الخرطوم الأسبوع الماضي على خطة الحكومة لنقل جامعتهم.
كما أشارت التقارير إلى اعتقال عشرات الطلاب بعد وصول الاحتجاجات إلى شوارع العاصمة، بالإضافة إلى إصابة الكثيرين.
وبحسب الكاتب والمحلل السياسي فتحي الضو، فقد قُتل ما يزيد على 100 طالب في الجامعات السودانية منذ وصول الرئيس عمر البشير إلى الحكم قبل 27 عاماً عبر انقلاب عسكري دعمه الإسلاميون.
كما أضاف أن هذه الحكومة تُعدّ الأكثر تضييقاً على الطلاب في تاريخ السودان الحديث، إذ يعدهم البشير أكثر الأسباب المرجحة لتعطيل الحكومة، "بعدما أطاح الطلاب بديكتاتوريين في السودان في أعوام 1964 و1985".
ويسرد كتاب الضو الممنوع في السودان "بيت العنكبوت" المعاملة القاسية التي يلقاها الطلاب السودانيون على أيدي السلطات.
كما لجأت الحكومة للقوة المفرطة ضد الطلاب في دارفور والخرطوم وكردفان في يناير/كانون الثاني الماضي، ما أسفر عن مقتل أحد الطلاب في جامعة الجنينة (غرب دارفور).
وحذر حج حماد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الزعيم الأزهري في الخرطوم، من السياسة التي تنتهجها الحكومة، قائلاً: "يجب على الحكومة اللجوء للحوار لحل مشكلات الطلاب، وإلا سيطيحون بهم كما فعلوا من قبل".
كما دعت منظمة العفو الدولية إلى إجراء تحقيق عاجل بشأن مقتل حسن.
وقال المدير الإقليمي موثوني وانفيكي: "إن هذا الهجوم العنيف هو حلقة أخرى في سلسلة الاعتداءات على حقوق الإنسان ضد الطلاب السودانيين، كما أنه يؤكد عزم الحكومة على القضاء على ما تبقى من المعارضة".
هذه المادة مترجمة عن The Guardian البريطانية.