قصص ومعان “7” إيمي سميث..تصميم تكنولوجيا ذات وجه إنساني

لم أستطع أن أمنع نفسي وأنا أطالع وأقرأ لأكتب هذا المقال من التفكير في النسخة المصرية التي تنطبق عليها كل الشروط والمواصفات المذكورة - مع الفرق بالطبع في بيئة العمل والإمكانات المكرسة والمهيأة والمهيئة بين مصر والولايات المتحدة، إنه أستاذنا الدكتور حامد الموصلي، وهو أسنّ من إيمي بعقدين على الأقل

عربي بوست
تم النشر: 2016/04/21 الساعة 04:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/04/21 الساعة 04:56 بتوقيت غرينتش

أن تكون حياتك وتفكيرك وعلمك وعملك مسخرين لخدمة غرض واحد، أن تصمم حلولاً تكنولوجية إبداعية رخيصة لأولئك الذين هم في أمسّ الحاجة إليها في جميع بقاع العالم، يعني أن يكون اسمك هو إيمي سميث، أستاذة الهندسة بمعهد ماساوشوستس للتكنولوجيا (MIT)، التي عرفت عنها للتوّ وأنا أطالع كتاب الباحثة والإعلامية الأميركية باجان كينيدي Pagan Kennedy الذي يحمل عنوان "علم الابتكار.. كيف نحلم بالأشياء التي تغير العالم Inventology..How We Dream Up Things That change the World" الصادر هذا العام 2016، فما قصة إيمي سميث؟

إيمي سميث Amy Smith هي مبتكرة صاحبة عددٍ من براءات الاختراع وأستاذة جامعية، وهي من مواليد ماساوشوستس لأب هو آرثر سميث الذي كان يعمل أستاذاً للهندسة الكهربائية بنفس الجامعة، والذي أخذ أسرته إلى الهند لمدة عام، ومن بينهم طفلته إيمي، وقد أثر فيها كثيراً رؤية مظاهر البؤس والفقر التي يعيش فيها الأطفال هناك، ما غرس فيها الرغبة في مساعدة الأطفال الفقراء حول العالم.

حصلت إيمي على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من MIT عام 1984، وبعد ذلك تطوعت في برنامج "فيلق السلام" التطوعي Peace Corps الذي تديرة الحكومة الأميركية لتقديم الدعم التقني للدول النامية، حيث تطوعت لمدة أربعة أعوام للعمل في بتسوانا، وخلال خدمتها أدركت أن الأكثر احتياجاً في العالم هم الأقل تمكناً من ابتكار حلول لمشكلاتهم"، ومن ثم عرفت ماذا تريد أن تفعله خلال بقية حياتها وهو "الهندسة من أجل الدول النامية".

كان هذا ما فعلته بالفعل فيما بعد، حيث تخصصت في التصميم الهندسي والتكنولوجيا الملائمة للبلدان النامية في الجامعة، التي أسست بها مختبراً مخصصاً لهذا الغرض وهو مختبر دي أو D-Lab وهو معمل متعدد التخصصات، يضم طلاباً يتعلمون المشاكل التكنولوجية والاجتماعية والاقتصادية لدول العالم الثالث، كما ساهمت في تأسيس مبادرة "ابتكارات في الصحة العالمية Innovations in International Health" في إم آي تي أيضاً، كما ساهمت في تأسيس مسابقة آيدياز IDEAS التي تنظمها الجامعة وتتنافس فيها الفرق الطلابية من أجل تصميم مشروعات لجعل حياة الناس في البلدان النامية أيسر.

إضافة إلى ذلك فإن إيمي هي أحد المنظمين الرئيسيين للقمة الدولية للتصميمات التنموية International Development Design Summit وهو ملتقى سنوي يُعقد منذ عام 2007 لدراسة مشكلات العالم النامي والوصول إلى حلول حقيقية وعملية لها، كما كان لسميث دور محوري في الإعداد لورشة إعادة التفكير في تصميم الإغاثة Rethink Relief Design Workshop عام 2011، التي كانت مكرّسة لخلق تكنولوجيات للإغاثة الإنسانية تستهدف سد الفجوة ما بين الإغاثة على المدى القصير، والتنمية المستدامة على المدى البعيد.

ومن خلال عملها في الجامعة أعدت سميث برنامج "بناء القدرات الإبداعية" الذي يهدف إلى وضع الخبرات العلمية في القرية بدلاً من وضعها في الجامعة، من خلال تعليم عملية التصميم دون أن يكون للمتعلمين مستوى تعليمي أو أكاديمي معين سواء من قبل الأفراد أو الجماعات أو المجتمعات القادرين عن التعبير عن احتياجاتهم وحسب، وذلك بهدف تمكينهم من تصميم وبناء الحلول.

لم أستطع أن أمنع نفسي وأنا أطالع وأقرأ لأكتب هذا المقال من التفكير في النسخة المصرية التي تنطبق عليها كل الشروط والمواصفات المذكورة – مع الفرق بالطبع في بيئة العمل والإمكانات المكرسة والمهيأة والمهيئة بين مصر والولايات المتحدة، إنه أستاذنا الدكتور حامد الموصلي، وهو أسنّ من إيمي بعقدين على الأقل، الذي يكرّس حياته هو الآخر لتصميم حلول تكنولوجية لاحتياجات الناس في أفقر المجتمعات الريفية والبدوية المصرية، والذي أرى ظلالاً له في طور التشكل في الابن العزيز المهندس محمد عطية "الساموراي المصري" الذي يعد الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية (وكأن الهندسة الميكانيكية هي كلمة السر والخيط الناظم بين الموصلي وسميث وعطية)، وصاحب مبادرة "بناء" الذي تسعى لنفس الهدف، والذي آمل أن يأخذ دور "بنطة اللحام" لربط هذه الخيوط معاً، المصرية والأميركية واليابانية، في طبعة عصرية مستقبلية جديدة من التكنولوجيا ذات الوجه الإنساني.

للمزيد حول إيمي سميث طالع ويكيبيديا
وشاهد محاضرتها في تيد
وموقع دي-لاب
وموقع القمة الدولية للتصميمات التنموية
ومسابقة آيدياز
وإعادة التفكير في الإغاثة

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد