سحبت الحكومة الإيطالية التصريح الدولي من شركة "هاكينج تيم" (Hacking Team) لتوزيع برنامج التجسّس والسيطرة عن بعد "آر سي إس جاليليو" الخاص بها، وسط شكوك حول علاقة ذلك بمقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني في مصر أوائل فبراير/شباط الماضي.
و"هاكينج تيم" هي شركة تقنية معلومات مقرّها مدينة ميلانو، شمال إيطاليا، وتبيع برامج مراقبة واختراق للمعلومات على الحواسب والهواتف المحمولة، للحكومات ووكالات إنفاذ القانون والشركات.
كما تتيح الشركة "نظم السيطرة عن بعد" أو Remote Control System، مع إمكانية مراقبة اتصالات الإنترنت، والذي يمكنه تنشيط ميكرفون وكاميرا الحاسوب المستهدف عن بعد.
وتقول تقارير صحفية إن برنامج الشركة للاختراق ربما تمّ استخدامه من قبل السلطات المصرية، لاختراق الهاتف المحمول لريجيني، فمصر واحدة من 46 دولة حصلت على البرنامج من "هايكينج تيم".
ونقلت صحيفة "لاريبوبليكا" عن مصادر صحفية لم تحددها، إن ما حسم احتجاز وقتل الباحث الإيطالي في مصر هو جهات الاتصال وأرقام الهواتف الموجودة على هاتف ريجيني، بينما لم يتم العثور مطلقاً على الجهاز.
وتقول أدريانا جالجانو عضو مجلس النواب الإيطالي عن حزب "خيار مدني"، إن "الحكومة – في ردها على استجوابي – أكدت أنها لا تعرف إلى أي جهة في مصر تم بيع برامج التجسس التي تنتجها شركة هاكينج تيم". وتضيف "وهي برامج من المحتمل أن تكون قد استخدمت من جانب قتلة ريجيني لاختراق هاتفه".
السحب ضروري
وبعدما سحبت وزارة التنمية الاقتصادية الإيطالية المعنية بسياسات التجارة الدولية التصريح، سيتعين على الشركة طلب الموافقة على كل عملية تجارية خاصة بنظام "آر سي إس جاليليو".
وقالت الوزارة إن قرار سحب الرخصة كان ضرورياً نظراً لـ"الظروف السياسية التي تغيرت" في عددٍ من الأسواق التي تتعامل معها شركة "هاكينج تيم"، لكن دون ذكر دولة بعينها من 46 دولة تحصل على برامج الشركة خارج الاتحاد الأوروبي، ومن بينها مصر والبرازيل وكازاخستان، ولبنان، وتايلاند وفيتنام في 2015، وفق ما ذكرته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية نقلاً عن مسؤول إيطالي.
ويتشكك المسؤولون الإيطاليون في أن أجهزة الأمن المصرية وراء القتل الوحشي لريجيني، صاحب الـ 28 عاماً، رغم نفي القاهرة عدة مرات، ولا تثق روما في الروايات الرسمية لوفاته لدرجة أنها استدعت سفيرها في القاهرة للتشاور.
وتقول الصحيفة إنه بالرغم من عدم وجود أدلة على استخدام مصر لتقنيات هاكينج تيم لمراقبة ريجيني ونفي مسؤولين إيطاليين وجود صلة بسحب الرخصة، إلا أن خبراء يقولون إن مقتل ريجيني ربما سرّع من مجهودات قائمة بالفعل لمراقبة مبيعات الشركة.
وتتعرض الشركة لانتقادات كونها توفر هذه الإمكانات لحكومات ذات سجل سيئ في مجال حقوق الإنسان، لكنها صرحت أن لديها القدرة على وقف البرنامج إذا استخدمت بطريقة غير أخلاقية.
كما تعرضت "هاكينج تيم" في يوليو/تموز الماضي للقرصنة، ونشر المخترقون 400 جيجا بايت من الوثائق الداخلية والبيانات الإلكترونية والشفرة المصدرية لبيانات الشركة. ونجح القراصنة كذلك في اختراق حساب تويتر الخاص بالشركة وكتبوا عليه "نظراً لأنه لا يوجد لدينا ما نخفيه فإننا سننشر كل رسائلنا الإلكترونية وملفاتنا وشفرات المصدر الخاصة بنا".