المعارضة السورية تجمّد مشاركتها في جنيف.. ووفد النظام: مراهقة سياسية

عربي بوست
تم النشر: 2016/04/19 الساعة 02:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/04/19 الساعة 02:51 بتوقيت غرينتش

دعا رياض حجاب، المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، القوى الكبرى، الثلاثاء 19 أبريل/نيسان 2016، إلى الاجتماع سريعاً لإعادة تقييم هدنة قال إنها لم تعد قائمة، بعدما أعلن وفد المعارضة السورية تأجيل محادثات جنيف، فيما رد بشار الجعفري على تصريحات المعارضة بأنها "مراهقة سياسية".

وقال حجاب إنه لا يمكن أن تكون هناك محادثات مع استمرار معاناة الشعب السوري. وتابع للصحفيين: "أطالب باجتماع لمجموعة وزراء خارجية المجموعة الدولية لدعم سوريا من أجل النظر وإعادة تقييم الإجراءات الإنسانية وأيضاً لتقييم عملية الهدنة التي انتهت".

وأشار إلى أن الهيئة العُليا للمفاوضات ستغادر المفاوضات، لكن بعض الخبراء التابعين لها سيمكثون لعقد اجتماعات. وقال: "لا يمكن أن يكون هناك حل وبشار الأسد موجود في السلطة إطلاقاً. أخذنا قراراً بالأمس بتعليق مشاركتنا في المفاوضات، ولن نكون في مبنى الأمم المتحدة وشعبنا يعاني ويموت تحت الحصار والقصف".

ومن جانبه قال جورج صبرا، المعارض السوري البارز، إن محادثات السلام السورية تأجلت لأجل غير مسمى واستئنافها يعتمد على "تصحيح مسار المفاوضات" والأحداث على الأرض.

وتابع لتلفزيون "أورينت": "المفاوضات ليس هناك موعد زمني لها. الموعد هو تنفيذ الأمور على الأرض. كذلك تصحيح مسار المفاوضات. ما لم يتم ذلك سيبقى المدى الزمني لها مفتوحاً".

وأضاف أن المعارضة أيضاً "لديها شكوى كبيرة من الموقف الأميركي الذي يدفع باستمرار باتجاه أن تبقى المفاوضات قائمة دون أن نتلقى شيئاً حقيقياً من الوعود الكثيرة".

ودعا صبرا القوى الدولية أيضاً إلى إمداد السوريين بما يمكنهم من الدفاع عن أنفسهم قائلاً: "من واجب المجتمع الدولي أن يمكّنهم من الدفاع عن أنفسهم ويزودهم بما يمكنهم من فعل ذلك".

وفد النظام

رئيس وفد النظام السوري الى مفاوضات جنيف بشار الجعفري اتهم، الثلاثاء، الهيئة العليا للمفاوضات بـ"المراهقة" في العمل السياسي، غداة تعليقها مشاركتها الرسمية في المباحثات، مشدداً على أن وفده مخول بحث تشكيل حكومة موسّعة وليس مستقبل الرئيس بشار الأسد.

وقال الجعفري: "هم لا يفقهون شيئاً في علم الدبلوماسية إلا كلمة الانسحاب"، في إشارة الى تعليق الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة، مشاركتها في المفاوضات احتجاجاً على تدهور الأوضاع الإنسانية وانتهاكات تتهم بها النظام لاتفاق وقف الأعمال القتالية.

وأضاف الجعفري: "هذا ليس (عملاً) دبلوماسياً أو سياسياً ناضجاً، بل أسلوب طفولي مراهق في عالم الدبلوماسية والسياسة".

واتهم الجعفري الهيئة العليا للمفاوضات بالتبعية للسعودية.

ويزيد موقف المعارضة من صعوبة مهمة دي ميستورا الذي استأنف، الأربعاء، الماضي جولة من المحادثات غير المباشرة بين ممثلين للحكومة والمعارضة تتركز على بحث الانتقال السياسي في سوريا.

مستقبل بشار الأسد

وتصطدم المحادثات بتمسك الطرفين بمواقفهما حيال مستقبل الأسد.

وقال الجعفري: "هم لا يريدون أن يشاركوا، هم أحرار، لكنهم غير قادرين على مصادرة حق بقية المجموعات في الاستمرار بالحوار السوري السوري دون تدخل خارجي وشروط مسبقة".

وتابع: "لدينا اجتماع غداً مع دي ميستورا الذي سيلتقي منصات القاهرة وموسكو، والحياة تمشي بشكل طبيعي، من لا يحب أن يندمج في خارطة الطريق هذه من أجل سلامة سوريا واستقرارها والحفاظ على سيادة سوريا يتحمل نتيجة أعماله".

وكان الجعفري يشير الى وفدين آخرين من المعارضة، أحدهما قريب من موسكو والآخر يضم شخصيات معارضة وأحزاباً سياسية، يتمتعان بتمثيلية محدودية بين المعارضين ويعبران عن مواقف أكثر ليونة بالنسبة الى مصير النظام.

في المقابل، ترفض الهيئة العامة للمفاوضات الاعتراف بتمثيلية هؤلاء.

وقال الجعفري إن الاقتراح حول إبقاء الأسد رئيساً بصلاحيات محدودة مع تعيين 3 نواب له من المعارضة "لم يناقش" مع دي ميستورا، و"لن يناقش في أي جلسة مقبلة، لأنه ليس من ولاية المحاورين في جنيف".

وأضاف "شرحنا لدي ميستورا أن ولايتنا تتوقف عند حدود الانتهاء من مسألة الحكم، أي إنشاء حكومة وطنية موسعة. إن تشكيل حكومة وحدة وطنية هو موضوع النقاش الأساسي، مستقبل الرئيس السوري ليس من ولايتنا ولا اختصاصنا".

وجدد موقف الحكومة بأن "هذا الموضوع يقرره الشعب السوري، لا حوار جنيف، ولا حوار طوكيو ولا حوار كازاخستان".

ومن جانبها قررت الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السوري، الاثنين، تعليق محادثات السلام قائلة إن نظام الأسد ليس جاداً إزاء المضي قدماً في عملية سياسية تدعمها الأمم المتحدة يقولون إنها ستؤدي إلى تشكيل حكومة انتقالية بسلطات تنفيذية كاملة.

رحيل الأسد شرط

وتتمسك المعارضة بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات تضم ممثلين للحكومة والمعارضة، مشترطة رحيل الرئيس السوري قبل بدء المرحلة الانتقالية، في حين تعتبر الحكومة أن مستقبل الأسد ليس موضع نقاش وتقترح تشكيل حكومة موسّعة.

وانتهت الجولة السابقة من المحادثات غير المباشرة في 24 مارس/آذار من دون إحراز أي تقدم حقيقي مع تمسّك طرفي النزاع بمواقفهما.

ومنذ أكثر من 5 سنوات وتدور معارك طاحنة في سوريا خلفت نحو 270 ألف قتيل، وتسبت في تشريد أكثر من نصف الشعب السوري في الداخل والخارج.
وأبلغت المعارضة الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستيفان دي ميستورا، الاثنين، نيتها تعليق "مشاركتها الرسمية" في جولة المفاوضات الراهنة، على أن يبقى وفدها في جنيف مع إمكانية مشاركته في "نقاشات تقنية" حول الانتقال السياسي.

تحميل المزيد