في الغالب تكون فتاة مرحة اجتماعية تحب الحياة لديها العديد من الأصدقاء، والكثير الكثير من الطموح والأحلام.
تحتضن وسادتها ليلاً وهي ترى الكثير من السيناريوهات، تتمنى أن تتحقق فتغوص في النوم إثر التفكير العميق بها.
استيقظت من النوم وهي تشهد حركة غير طبيعية، فالكل مستيقظ باكراً على غير العادة، فالأم منشغلة بأشياء كثيرة، والأب في السوق لشراء بعض الحاجيات اللازمة.. إذ بها تسأل أمها: هل سيأتينا ضيوف اليوم؟
أجابت نعم وعليك ارتداء أجمل ما في الخزانة؛ لأن عائلة فلان ستأتي لتتعرف علينا وعليك بشكل خاص،
رمقت أمها باستغراب، فأردفت الأم: إنهم يريدون أن يخطبوك لابنهم… ونحن وافقنا!
مهلاً أليس لديها الحق في الاختياروالقرار؟!
ولكن في مجتمعنا (أهم شيء الأهل راضين)، رضخت للأمر الواقع ووافقت، أغمضت عينيها وهي تحاول أن تتفاءل، وتتخيل ذلك الشخص الذي سيقف بجانبها ويساندها، ويكون أول المشجعين لها لتكمل مسيرة حياتها التي خططت لها.
وها هي اليوم تتفاجأ بأوامر زوجها الذي قد تغير 180 درجة بعد الزواج، لم تعد تعرفه، لا يريدها أن تعمل بحجة أنه مقتدر، وها هو لا يحبذ علاقاتها العامة، وصديقاتها، لا يحبذ شكل ثيابها، بل لا يروقه نمط حياتها بالكامل، كأنه يحاول أن ينفيها من عالمها.
لكن لحظة ألم تكن لديها طموحات؟ ألم تكن تحلم وتسعى بتفوق للنجاح كي تتحصل على وظيفة مرموقة، لم تكن تتوقع أبداً أن تكون روتينية، بأن تنجب وتربي وتكمل يومها في أعمال البيت؟ لكن لم تستطع أن تقول لا (عشان ولد فلان مينردش)، أو كأنهم كانوا يعيشون معه بنفس المنزل ويعرفون جميع خصاله!
هي لم تكن تريد العمل لغرض كسب المال فقط، بل لأنها تريد أن تستيقظ كل يوم باكراً وترى أنها تحقق ذاتها، ولكن فات الأوان، فهي قد دخلت القفص لكنه لم يكن ذهبي اللون بل أسود سواد الظلام الحالك.
يلقون بتلك العبارة دون أي خلفية أو دراية بمعناها: (النساء ناقصات عقل ودين)؛ فناقصات عقل تعني أنها تحِّكم قلبها ومشاعرها دون عقلها، أما ناقصات دين فتعني أنها تسقط عليها بعض الفروض الشرعية، وكما قال الحبيب: لو خُيرت بين النساء والرجال لفضلت النساء على الرجال!
ها هو ذا يتغير عليها بفعل عوامل الطبيعة التي يمتلكها الرجل الشرقي من أنانية، وحب الذات، ورفضه رفضاً باتاً أن تكون زوجته أعلى منه من ناحية التحصيل العلمي، على عكسها فهي تراها دائماً تسانده وتقف وستقف إلى جانبه دوماً.
عنصر المفاجأة يأتي بأنه شخص متعلم ومتحرر كما يدعي، ويطالب بحقوق المرأة، لذلك هنا يكون التناقض فهو يكون شخصاً قبل الزواج وشخصاً آخر بعده.
وتقبل هي الأخرى بكل ضغوط الحياة الزوجية التي فرضها عليها وترضخ للأمر الواقع لتحمي أسرة كاملة من التشتت والضياع وتستمر في التضحية.
هي لم تقررهذا، فكل خطؤها أنها قد حلمت وثابرت عليه، ولكن تأتي الرياح بما لا يشتهي السَفِنُ..
لأن كلمة (ياريت) لم تعد تصلح الآن.
تغيرت شخصيتها أصبحت مملة، كئيبة، روتينية، بعد أن فقدت جميع محفزات الحياة، بأن أصبح هو ذات الروتين تعتمده كل يوم دون (كلمة حلوة، طلعة، لبسة جديدة)، فمهما كانت هذه أشياء تافهة بنظر البعض، إلا أنها يمكن أن تجعل يومها من تعيس إلي يوم في غاية المثالية.. عليها أن تتحمل كل هذه الحياة؛ لأنها بكل بساطة أم، امرأة، وأنثى قبل كل شيء.
ليس كل ما تعلمناه في صغرنا من آبائنا يصلح لتطبيقه اليوم! فلذلك الزمن جيله وطرق تعامله، ولزمننا طريقة تعامل؛ لأنه قد تغير نمط الحياة بالكامل، هنا يمكننا أن نتأمل السؤال: هل هي تقرر أم يقرر عنها؟ بل هل هي تفقد رونقها عند الزواج؟
نعم.. لا.. أحياناً
بالنسبة اليّ الجواب يعتمد على الزوج.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.