زوج المحروسة

لا أعلم من يظن نفسه أمام كل هذا الظلم والفساد؟! هل يظن هذا الرجل أنه جنرال محصن بمساندة أميركا وحليفتها إسرائيل؟ حتى وإن كان هكذا، لماذا لم يتعظ من سيرة من سبقوه وما وصلوا إليه؟ ستسقط دولته قريباً لا محال، إن لم يسقطها أعدائك أيها الجنرال وهم قادرون، سيسقطها حلفاؤك وهم مثلك، وستنتصر الثورة انتصاراً سيأتي برؤوس أعدائها إلى ميادين الشهداء، وستتحرر الزوجة من جلادها وتُوهِبُ جمالها لأبنائها وإن نصر الله لأتٍ أقرب مما تتخيل أنت وزبانيتك .

عربي بوست
تم النشر: 2016/04/18 الساعة 06:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/04/18 الساعة 06:58 بتوقيت غرينتش

يلجأ البشر إلى التمرد فى لحظات قد تكون حاسمة، ربما لأن أسباب التمرد حاضرةً دائماً بقوة، لكن يبقى الأمر في نتاج تمردك، فهناك أشخاص يتمردون ليحيوا وآخرون يتمردون ليهلكوا، ويوجد من يجعل هلاكه في سبيل الحياة، ومن يحفظ حياته فى هلاك دائم .

استيقظت صباح الثلاثاء، ترتدى جسداً غير الذي أمست به ليلتها السابقة.

لم يكن يعاملها كزوجة تستحق الحياة للحياة، بل من أجله هو قد وهبها الله جمالها، تعلم أن نظرته لا تختلف كثيراً عن نظرات من سبقوه، ولكن فى ذلك الصباح تجدد فى خيالها أن الله قد وهبها ثدييها لترضع صغارها لا لشيء أخر، شجعتها على التمرد جارتها التي حصلت على طلاقها منذ فترة قليلة بعد أن قررت ترك بيتها والإقامة فى الشارع حتى تم طلاقها، فعلت كما فعلت جارتها، ظن زوجها ان تلك لحظة غضب عابرة فلا وجه للمقارنة بينه وبين الزوج الأخر، ستعود بعد ساعة واحدة وينتهى كل الأمرهكذا طمأنه أصدقائه.

مرّت الساعة وتلتها أضعافها وهى صامدة أمام كل محاولات اخضاعها، حاول اخضاعها بالقوة أولاً فصمدت ببسالة، لجأ للتفاوض، سأغير لكي أثاث الشقة، سأبتعد عن أصدقاء السوء.. إلخ، بعد فترة تحول التفاوض إلى استعطاف وإثارة الشفقة، قد قضينا معاً العقود، لا يجب أن ينتهى كل شيء في أيام.

ولكن منذ متى تُباع الحرية بهذا الثمن البخس؟

ما أجمل الحرية حين تأتى فى المساء على ملمس من برد الشتاء و مرأى نجوم السماء!
بعد أن استنفذ كل ما يملك من قدرات دهائية، ولقطات استعطاف سينمائية، لم يجد بداً من تركها للحرية، بشرط أن تظل تحت أنظار أهله حتى تنتهى فترة العِدة ويحق لها الزواج من أخر.

تجاوز أهله معها كثيراً خلال تلك الفترة، ولكن كان كل ما يصّبرها أنها تجلس على بعد أيام من حافة الحلم، ستنتهى أبدياً من هؤلاء البشر، وتنعم بالحياة مع زوج أخر صالح يرعاها ويرعى صغارها ويحقق معها الأحلام .

أنتهت المدة ووجدت نفسها أمام الاختيار بين شخصين، أحد الأصدقاء القدامى وزميل عمل لزوجها السابق، يعلن توبته من فساده ويدعى عدم مشاركته معه، وأخر قد كان شجعها من قبل على التمرد ووقف بجانبها ، ولكن سرعان ما أنضم لصفوف أهل زوجها، يغض النظر عن تجاوزاتهم إياها.

" فقررت عصر الليمون "

آمله فى أن يحقق وعوده، هذا الذى يظهر من وجهه حكم التدين والصلاح، بعد عام من العشرة، لم يحقق فيها أى شىء يشهد له بالخير، مع ظهور بعض الخصال الدنيئة له هو وعشيرته الذين ظنوا بأنهم قد امتلكوها.
أعلنت التمرد مرة ثانية لتفتح الطريق لمن هو صادق حقاً فى نصرتها، ومن هو يريد عودتها لزوجها الأول.
رفض الزوج الطلاق مطالباً بحقه الشرعي في زواجها، فاستغاثت بأحد أصحاب النفوذ، فأستغل نفوذه وغصبها فى تخليصها من الزوج، نافياً أى نية للزواج منها.

بعد شهور قليلة، أعلنها زوجته بالإجبار معللاً ذلك بأنه يجب أن يحميها من أنصار طليقها الثاني الذين يسعون لقتلها، نشر رجاله أمام بيتها وأمرهم بإطلاق النار على أى شخص يحاول الاقتراب من البيت، وقع الكثير من الأبرياء ولا يزالون تحت مظلة استغلال زوجة سُرق جمالها لفئة قليلة لا تستحق سوى أن تُحاكم على انتهاكها لها.

لم يكتف بهذا الحد من الانتهاك والتجبر، بل قرر أن يتصرف في أملاكها وكأنها حق مباح له، يبيع ما يشاء لمن يشاء دون استشارتها ، منذ أيام قليلة فوجئت أنه قد وقَّعَ عقد بيع إحدى غرف منزلها مدعياً أنها لم تملكها من الأساس.

لا أعلم من يظن نفسه أمام كل هذا الظلم والفساد؟! هل يظن هذا الرجل أنه جنرال محصن بمساندة أميركا وحليفتها إسرائيل؟ حتى وإن كان هكذا، لماذا لم يتعظ من سيرة من سبقوه وما وصلوا إليه؟ ستسقط دولته قريباً لا محال، إن لم يسقطها أعدائك أيها الجنرال وهم قادرون، سيسقطها حلفاؤك وهم مثلك، وستنتصر الثورة انتصاراً سيأتي برؤوس أعدائها إلى ميادين الشهداء، وستتحرر الزوجة من جلادها وتُوهِبُ جمالها لأبنائها وإن نصر الله لأتٍ أقرب مما تتخيل أنت وزبانيتك .

أى تشابه بين القصة والواقع فهو من قدرتكم على التمييز.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد