تحسّبت السلطات المصرية لاستجابة شرائح كبيرة من الشعب لدعوات القوى السياسية المختلفة للخروج بمظاهرات احتجاجاً على اتفاقية ترسيم الحدود المصرية السعودية، والتي أقرت تبعية جزيرتي "تيران" و"صنافير" للسعودية.
فقد حذرت الداخلية المصرية المواطنين الخميس 14 أبريل/ نيسان 2016 من "الخروج على الشرعية" بالاستجابة لدعوات التظاهر الجمعة 15 أبريل، في الوقت الذي أغلقت فيه قوات الأمن محطة مترو الأنفاق المعروفة باسم "السادات" المؤدية لميدان التحرير وسط القاهرة الذي يعد رمز ثورة 25 يناير 2011.
وأثارت اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي أبرمت يوم الجمعة الماضية على هامش زيارة قام بها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر غضب قطاع كبير من المصريين لكن الحكومة دافعت عنها وقالت إن الرسم الفني لخط الحدود أسفر عن وقوع جزيرتي صنافير وتيران داخل المياه الإقليمية للسعودية.
وردا على الاتفاقية أطلق نشطاء وحركات معارضة دعوات للاحتجاج اليوم الجمعة. وأيد تحالف مؤيد لجماعة الإخوان المسلمين هذه الدعوة معلنا مشاركته في الاحتجاجات.
واتهمت وزارة الداخلية الإخوان في البيان بالوقوف وراء "دعوات تحريضية منظمة… تستهدف إثارة الفوضى ببعض الشوارع والميادين واستثمارها في خلق حالة من الصدام بين المواطنين وأجهزة الأمن."
وأضافت "الوزارة تهيب بالمواطنين عدم الانسياق وراء الدعوات المغرضة وتحذر من أي محاولات للخروج على الشرعية وانطلاقا من مسؤوليتها في الحفاظ على أمن الوطن سوف تتخذ كافة الإجراءات القانونية الحاسمة حفاظا على حالة الأمن والاستقرار."
لكنها قالت أيضا إنها "تعرب عن تقديرها واحترامها الكامل لحقوق المواطنين في حرية التعبير عن الرأي تجاه مختلف القضايا القومية في الحدود التي رسمها القانون."
وقالت الحكومة المصرية يوم السبت الماضي إن الجزيرتين كانتا تخضعان فقط للحماية المصرية منذ عام 1950 بناء على طلب من الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في لقاء يوم الأربعاء إن مصر لم تفرط في حقوق عندما وقعت الاتفاقية مع السعودية. وأضاف أن الحكومة استندت إلى وثائق سرية لوزارة الخارجية والمخابرات العامة والجيش لكنه لم يتناول تلك الوثائق.
وبعد توقيع الاتفاقية دشن منتقدو الاتفاقية وسما (هاشتاج) على تويتر وفيسبوك يقول (#عواد_باع_أرضه) وذلك في إشارة إلى أغنية شعبية مصرية تندد بكل من يفرط في أرضه وتشير معاني كلماتها إلى أن من يبيع أرضه لا يقل في الجرم عمن يفرط في عرضه.
واستجاب نحو 35 ألف مستخدم لفيسبوك لدعوة أطلقها نشطاء على الموقع للتظاهر يوم الجمعة تحت شعار "جمعة الأرض هي العرض".
وجاء في الدعوة "علشان نحافظ على أرضنا لازم نخرج من كل مساجد وكنائس مصر إلى ميدان التحرير يوم الجمعة" وذلك في إشارة إلى الميدان الواقع في قلب القاهرة وكان محورا للانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك عام 2011.
وقرّرت السلطات المصرية، إغلاق محطة مترو الأنفاق المعروفة باسم "السادات" المؤدية لميدان التحرير، وسط القاهرة، عشية مظاهرات دعت إليها قوى وحركات سياسية وثورية، للتظاهر الجمعة 15 أبريل/نيسان 2016، ضد قرار السلطات بـ"التنازل" عن جزيرتي "تيران" و"صنافير" للسعودية، مبررةً قرار الإغلاق بـ"دواعٍ أمنية".
وشهد ميدان التحرير بوسط القاهرة، بداية من الخميس، إجراءات أمنية مشددة، وانتشار للآليات العسكرية، والقوات الخاصة على مداخل ومخارج الميدان.