في واقعة لافتة بدولة غربية.. طُلب من الطالبات بإحدى المدارس الثانوية في نيوزيلندا ارتداء تنانير (جيبات) طويلة تحت مستوى الركبة حتى لا يشتتن الطلاب والمدرسين الذكور.
وذكرت شبكة "Newshub" الإخبارية النيوزيلندية أن تشيريث تِلفورد، نائب مدير مدرسة هندرسون الثانوية بمدينة أوكلاند في نيوزيلندا، قام باستدعاء نحو 40 طالبة في الصف الدراسي الحادي عشر وأخبرهن بأن عليهن ارتداء تنانير أطول بحيث تتخطى مستوى الركبة، وفق ما أشار إليه تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الإثنين 11 أبريل/نيسان 2016.
وقال تِلفورد إن ذلك القرار من شأنه أن يُبقي الفتيات آمنات، ويُجنّب الطلاب الذكور التشتيت، ويخلق بيئة عمل جيدة للعاملين الذكور.
وقد تسببت هذه التصريحات في غضب العديد من الطلاب وأولياء الأمور وأنصار الحركة النسائية التي تطالب بالمساواة بين الرجال والنساء، حيث علقت ديبورا راسل وهي مناصرة للحركة النسائية ومحاضِرة بجامعة ماسي في نيوزيلاندا على تلك التصريحات قائلة: "أنا منزعجة للغاية من ذلك".
وأضافت: "هذه التصريحات تبعث رسالة بأن الفتيات مسؤولات عن السلوك الجنسي للشباب، كما تبعث رسالة إلى الشباب بأن سلوكهم الجنسي لا يمكن السيطرة عليه".
وقالت ديبي توهيل، المديرة التنفيذية، فيما يتعلق بأزمة الاغتصاب، إنه لا مشكلة في أن تحدد المدرسة زياً دراسياً موحدًا، لكن إصدار تعليمات بارتداء تنانير أطول هي رسالة تلقي بالعبء على الفتيات لمنع الطلاب والمعلمين الذكور من تشتيت انتباههم.
وأضافت: "نعلم أنه من الشائع إلقاء اللوم على الضحية، وهذا مثال واضح على أن المسؤولية تقع على عاتق الفتيات للحفاظ على سلامتهن. في هذه الحالة، عندما يكون المعلم في موضع سلطة ومسؤولية، فإنه هو المسؤول عن إنشاء بيئة آمنة لجميع الطلاب. يجب على المعلمين التأكيد على وجود علاقات تقوم على الاحترام بينهم وبين الطلاب".
وقالت ساد تاتل، وهي إحدى طالبات مدرسة هندرسون التي حضرت الاجتماع مع نائب المدير، إنها لا تعترض على القرار نفسه، بل تعترض على التفكير الذي أدّى إلى مثل ذلك القرار. وأضافت تاتل في حديثها لـ"Newshub" قائلة: "القواعد ليست مشكلة، المشكلة عندما تستهدف تلك القواعد الفتيات على وجه التحديد لأن أجسامهن تشتت الطلاب".
السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا لو صدر هذا الطلب من مدرسة في دولة إسلامية؟ ماذا سيكون رد فعل الأهالي والطلاب وناشطي الحركات النسوية؟
– هذه المادة مترجمة بتصرف عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية يرجى الضغط هنا.