كل السوريين اليوم وبدون استثناء، كانو وما زالوا يحلمون دائماً أن يصلوا برياضاتهم المتنوعة إلى العالمية. فكأس العالم والتأهل لها هو حلم الشعب السوري، لكن دولة فيها نظام يقتل شعبه، واضعاً في ملاعبه الدبابات وراجمات الصواريخ وجيشٍ طائفي لقتل كل صوت حر ينادي بإساقط نظام الأسد، لا يحق له أصلاً أن يبقى في ملاعب الفيفا التي تغافلت بقصد عن جرائم الأسد بحق الرياضة والرياضيين، ولم تتخذ أي إجراء عقابي بحق اتحاده الرياضي المجرم برئاسة الشبيح (صلاح رمضان)، الذي يطالب اليوم وبكل وقاحة بالحصول على خدمات المدرب العريق "السبيشل ون" البرتغالي (جوزيه مورينيو).
حيث قام الاتحاد السوري الأسدي مؤخراً بتقديم عرض رسمي لمورينيو عن طريق وسيط لتدريب المنتخب السوري، واضعاً هذا الاتحاد ملايين الدولارات تحت خدمته، في الوقت الذي ينهك فيه السوريون من شح تلك الدولارات ومعاناتهم من ارتفاعه الجنوني، هذا عدا عن القصف والدمار والتهجير والجوع الذي ألم بكل سوري نادى وطالب بالحرية عن الأسد ونظامه المجرم.
إذاً.. لا يمكن لمدرب عريق كمورينيو، أن يفكر أصلاً بقبول هكذا عرض لا سيما أن من يقدمه هم نفسهم من تورطوا بقتل الرياضيين، وكان من بينهم رياضيون متميزون وركناً أساسيًّا من أركان الرياضة السورية.
فأول شهيد في الثورة السورية كان الرياضي محمود الجوابرة من محافظة درعا، الذي استشهد بتاريخ 18/3/2011م، وهو أحد لاعبي نادي الشعلة الرياضي، أيضاً عدنان قبجي مدرب نادي الكرامة لكرة اليد، والسبّاح خالد خفاجي من محافظة دير الزور، وإياد قويدر لاعب الوحدة الدمشقي، ولاعبون آخرون يقتلون داخل معتقلات الأسد دون رقيب أو محاسب، هذا عدا عن مئات وربما آلاف المعتقلين الرياضيين الذين لا يعرف مصيرهم حتى الآن..
فبعدما تلونت ملاعب سورية بلون الدم وتحولت لمنصات عسكرية لتدمير المدن السورية وقتل الشعب، لا يحق لهكذا اتحاد أن يطالب باستقدام شخصية رياضية عالمية مرموقة بعيدة كل البعد عن هذا الإجرام، وأعتقد أن أخلاق (جوزيه مورينيو) لن تسمح له أصلاً بالرد على اتحاد مجرم ورئيس دولة يقتل شعبه كل يوم.
فمن يريد الترشح لكأس العالم في روسيا 2018 والتي باتت هذه الأخيرة اليوم متورطة بدماء السوريين أكثر من الأسد نفسه، عليه أن يقدم وجهاً حضاريًّا لنفسه لا أن يكون قاتلاً ديكتاتوريًّا، ولا أن يستعين بأسماء عالمية فقط لتلميع صورته ورفع صورة الجزار الأسد في المحافل الدولية. فرياضة الأسد اليوم وصل بها الحال لأدنى ترتيب عالمي، وكل ذلك بفضل سياسة الأب والابن المجرمين..
لقد كانت الثورة حلم الشعب السوري كله في الحرية، وكانت حلم الرياضيين فيها ليصنعوا جيلاً رياضيًّا يصل لكأس العالم، بعد أن يتخلصوا من العائق الذي يقف بوجههم، ألا وهو نظام الأسد.
إذاً.. لن ترى بكلِ تأكيد كُرتَنا السوريةَ النور، إلا برحيلِ الأسدِ مع اتحادهِ الرياضي المجرم، برئاسةِ الشبيح صلاح رمضان، وأمثاله من المدمرينَ للرياضة السوريةِ بكلِ أنواعِها، وا
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
لذين يشاركون الأسدَ الإجرامَ بحقِ السوريين ورياضيِيها .