نتمنى دائمًا أن نحصل على المناصب القيادية في البيت والنشاط الطلابي والعمل التطوعي، إلى أن نلتحق بسوق العمل، نشعر أحيانًا أن كل ما نحتاجه هو فرصة، وأن العالم لا يقدر موهبتنا وقدرتنا على الإدارة وأننا دائمًا على صواب فهل نحن حقًا مستعدون إذا أتت فرصة الإدارة تلك؟
تتحدث البروفيسورة في كلية الأعمال في جامعة هارفرد ليندا هيل، والتي شاركت في تأليف كتابين حول القيادة؛ الأول بعنوان "أن تكون المدير" والثاني بعنوان "العبقرية الشاملة"، أن الإدارة الجيدة تحتاج إلى مدير يمتلك القدرة على تطوير الوعي الذاتي، ويتمتع بنظرة ثاقبة في معرفة مشاعر الآخرين تجاهه.
هناك بعض الأعمدة الأساسية التي يحتاجها أي مدير ليصبح مديرًا جيدًا، دعونا نستعرضها معًا:
• فوض بفاعلية:
إذا كنت تعتقد أن التفويض هو إلقاء المهام التافهة فقط على الآخرين، ولوم أفراد فريقك فأنت واهم، فالتفويض هو السمة الغالبة للمديرين الجيدين، ومن أهم أهدافه تنمية أعضاء فريقك ونموهم، ويجب أن تعرف جيدًا أن مهما فوضت من المهام فالمسؤولية لك وحدك.. واللوم كذلك.
• حفز لدقيقة (فتش عن الأشياء الصحيحة):
يجب ألا تدع فرصة لتحفيز أفراد فريقك دون أن تستغلها أفضل استغلال، اجعلهم يدركون دورهم في تطور العمل، واشدد على أيديهم، يجب أن تقول لمن يقومون بالأمور الجيدة أنهم جيدون حتى يستمروا فيما يقدمون. عند سؤال بعض الموظفين عن مدى معرفتهم برضاء رؤسائهم كانت إجابتهم أنهم يعرفون ذلك عندما لا يصرخ رؤسائهم في وجوههم، وهنا تكمن مشكلة الصورة الذهنية الخاطئة عن المديرين المتذمرين.
• اخلق بيئة من الاحترام والتقدير:
لن تصبح مديرًا ناجحًا دون أن تبني علاقات جيدة مع من حولك، ودون أن تصنع مناخاً من الاحترام والتقدير لمجهود فريقك ولطريقتك في أداء الأعمال فمن أهم القواعد الإدارية في صنع المناخ "يكتسب المدير المميز احترام الآخرين من خلال إظهار احترامه". وقد أثبتت دراسة نشرتها جامعة هارفرد، أن التقدير والاحترام هو أحد أول ثلاثة اختيارات تجعل الناس يستمرون في أعمالهم.
• الإدارة من قلب الحدث:
لا تجعل إدارتك للناس نابعة من التقارير والأرقام حاول أن تتواجد دائمًا وترى وتحكم، فالناس يتبعون مدير التقارير خوفًا، ولكن يتبعون المدير المتواجد في قلب الحدث حبًّا وإعجابًا.
• كن واضحاً
هل تعلم أن 40% من المهام غير الناجحة سببهها سوء التواصل بين المدير وأعضاء الفريق، فالمدير الجيد لا يكتفي بإبلاغ فريقه بالمهام، ولكن يتأكد من فهمهم لها وتصورهم لطريقة أدائها، ويكون واضحًا في التكليف بالمهام وفي التحفيز والتوجيه أيضًا.
هناك الكثير من النصائح التي قد تصبح مديرًا جيدًا وفعالاً إذا اتبعتها، وسنحاول الحديث عنها في المدونات القادمة، ولكن أهمهم جميعًا أن لا تخاف من أحد على مساحتك وأن تجعل من مهامك تطويرًا لمن حولك وتقويمًا لهم، فنجاح من حولك هو أهم أسباب نجاحك وسلامك النفسي.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.