كم مر بك من أناس سرعان ما يبهرونك بسرد مغامراتهم
يأخذون الدرجة الأولى في سبق الحوار معهم..
دون أخذ نفس يقنعونك بفكرهم..
ويوهمونك بتبني مشاريعهم..
احذر من بعض هؤلاء..
ليست الصورة التي يحبون أن يظهروا بها أمام الناس.. هي ذاتها بالضرورة الصورة التي تعكس حقيقتهم..
جمال الصورة لا يكون بإطارها الذي ينمقونه بحديثهم وبعض حركاتهم المذهلة.. وعرض تجاربهم الكاذبة.
ولا يظهر جمالها بمديح الناس لها للوهلة الأولى.
فكم من شخص يدافع عن العدالة، وهو يعيش خلف قضبان ظلمه وجبروته.
وكم ممن يحملون شعار الإنسانية ويقتاتون؛ بسبب الدفاع عنها هم أقل الناس إنسانية.
وكم من القائمين على مؤتمرات تنادي بالحرية الفكرية والتنمية الذاتية.. وهم المقعدون حتى عن تحرير عقولهم من اﻷنا وحب الذات..
هؤلاء حتماً ليسوا هم العجلة التي تستطيع تغيير اﻷمة والنهضة بالشعوب..
هؤلاء ليسوا القادة المعول عليهم تحمل المسؤولية وخدمة الجماهير العطشى للفكر النير المنبثق عن العلم الأصيل المتشرب الخوف من الجليل.
هؤلاء صور مزيفة.. ووجوه مقنعة..
صور باهتة سريعاً ما تهترئ وينطفئ بريقها.
ولا يبقى شيء من تأثيرها اﻵني.
الصور الجميلة حقًّا هي تلك الصور التي تعكس حقيقة النور الذي تمتلكه أرواحنا حتى لو كان النور ضوؤه شمعة يكبر ويكبر حتى تمتلئ قسماتنا وسكناتنا بضياء الانطلاق.
الصورة الجميلة هي التي تظهر فيها ابتسامتنا الصادقة وكلامنا العفوي..
وتصرفاتنا البريئة..
الصورة الجميلة هي التي ينبعث منها بريق نظرات عيون تثق بمن حولها.. فتبعث الود مرسالاً.. وعبير حديث لسان ينطق بالصدق ولا غيره.
الصورة الجميلة منبعها الشفافية مع النفس أولاً.. ومع من ينتظرون منك كل إخلاص وتفاني.
الصورة الجميلة لك هي ذاتها الصورة التي ستبعث عليها أمام خالقك.. وهي ذاتها التي ستحاسب عليها..
فيا أصحاب الصور الكاذبة، وأنتم من حولنا هذه الأيام كثر
يا من تظهرون ما لا تبطنون..
يا من تتحدثون بما لا تفعلون..
يا من تجملون صوركم القبيحة..
وتسعون لتصفيق وإطراء وثناء..
أو دروع وشهادات.. وتزكيات..
أو حوافز ومناصب..
أو معالٍ وسمو.. ومدير..
كلها صور ستتبعثر في فضاء الدنيا قبل اﻵخرة..
أهل الله سيرون عمق العمق فيكم..
أهل الحكمة سيدركون كذبكم وهو يتسلل كاللص في ثنايا كلماتكم..
أهل الحب سيشهدون على كراهيتكم..
وأهل الأمانة سيعرفون مدى خيانتكم..
ما بلاؤنا اليوم إلا بضعة منكم..
في دوائرنا الرسمية تثبتون حضروكم بفعالية.. ومكر..
في عائلاتنا الممتدة لا بد من وجود أحدكم يفسد ما يحسنه الآخرون..
حتى في مؤسساتنا الملتزمة للأسف تتفشون كالفيروس القاتل ببطء ..
لقد عرف النبي اﻷمين محمد -صلى الله عليه وسلم- خيانة هؤلاء لدينهم.. وأهلهم عرفهم.. وحذر منهم
وكشف عن مآلهم فقال عن من كان يقاتل في سبيل الله ليقال إنه يقاتل في سبيل الله فقد نال مراده، وقيل عنه مارد فهو في النار..
لا بد أنك ستلمح يوماً.. شخصاً مثل هذا الشخص في حياتك..
لا تفقد ثقتك بصدق ما تربيت عليه..
لا تحدثن نفسك بسوء طالعك..
بل اصعد على قمة الإتقان في الإنجاز.
وحدث العالم.. بمعنى الجمال الحقيقي لأمثالك..
عرف الكوون على روعة ألوان النقاء في
مبادئك وقيمك..
وابتعد عن هؤلاء قدر المستطاع..
وابق على دعاء القلب..
رب طهرني مما تدنس به من يبتغون غير وجهك الكريم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا..
واحذر كل الحذر أن يعجبك زرعهم الزاهي مظهراً والذابل مضموناً فتحذو حذوهم..
فترى هذا الشخص في مرآة ذاتك..
وتصبح إطاراً فارغاً من جمال الصورة…
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.