بدأت الشرطة الكندية في إجراء تحقيق، بعدما تلقت شكوى تفيد بأن قساً كاثوليكياً في كنيسة بجنوب مقاطعة "أونتاريو"، خسر مئات الآلاف من الدولارات في لعب القمار، والتي كانت خصصت في الأساس من أجل دعم اللاجئين العراقيين الذين نزحوا من العراق جرّاء العنف والاضطهاد الدائر ببلدهم.
وكان مسؤولو الكنيسة تقدموا بطلب تحقيق للشرطة بعد أن أخبر القس "أمير سقا"، مطران الكنيسة في فبراير الماضي أن 500 ألف دولار كندي (380 ألف دولار أميركي) كانت مخصصة للاجئين قد اختفت، حسبما نشرت صحيفة الغارديان، الأربعاء 30 مارس/آذار 2016.
ونقلت صحيفة "تورنتو ستار"الكندية عن المطران "إيمانويل شاليطا" قوله "سألته كيف حدث ذلك، فأجابني قائلاً "في لعب القمار"".
وتم استبعاد القس على الفور، حيث يقول شاليطا "نعتقد أن الأب سقا لديه مشكلة كبيرة مع لعب القمار، وأن تلك الأموال قد تكون أُقحمت في تلك المشكلة".
وأكدت شرطة مدينة لندن، التي يعيش بها 300 ألف من السكان، أن التحقيقات حول الأموال المفقودة قد بدأت بالفعل، ولم توجه لأي شخص أي اتهامات متعلقة بالتحقيق حتى الآن، بالإضافة إلى أن تلك المزاعم لم تثبت صحتها أمام المحكمة بعد.
وتمثل الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية المسيحيين الكاثوليك القادمين من العراق وبعض مناطق سوريا وتركيا وإيران. كما تعد كنيسة تابعة لإشراف الفاتيكان.
في تصريحات لصحيفة "الجارديان" البريطانية، أكد المطران شاليطا أن ما قاله القس أمير سقا لم تقره التحقيقات بعد، حيث قال "ربما تكون تلك الأموال ضاعت في لعب القمار، وربما ضاعت في شيء آخر، أو ربما أُعطيت لشخص ما. حتى وإن قال هو ذلك، ينبغي أن يتم التأكد مما يقول".
مصدر الأموال
وأوضح شاليطا أن القس سقا لم يحصل على الأموال من الكنيسة، بل من بعض أعضاء الأبرشية من أجل المساعدة على جلب أقربائهم، وكثير منهم لاجئون عراقيون، إلى كندا من خلال برنامج رعاية خاص يقضي بأن تلتزم مجموعة من المواطنين بتغطية المصروفات اللازمة لجلب الوافدين الجدد ومساعدتهم على تسوية أمورهم في كندا.
وأضاف شاليطا "تلك الأموال لم تكن تبرعات أو تمويلاً من أجل اللاجئين". وقد تمكنت الأبرشية من جلب 11 لاجئاً حتى الآن من خلال برنامج الرعاية المذكور، فضلاً عن 45 آخرين حصلوا على موافقة للمجيء إلى كندا.
وكانت الأبرشية تتعاون مع الأبرشية الرومانية الكاثوليكية بهاميلتون من أجل جلب اللاجئين إلى كندا، وهي من ضمن 30 مجموعة تعمل من أجل الحصول على تمويل لرعاية اللاجئين. وقالت الأبرشية يوم الثلاثاء أنها سوف تبذل جهدها للتأكد من أن الأموال المفقودة لن تؤثر على سير حياة اللاجئين في كندا.
وقال موري كروتش، جناب مستشار الأبرشية الرومانية، "إنهم محتاجون، وربما يكونون خائفين الآن أكثر من ذي قبل". وأضاف قائلاً "نحن في حاجة إلى طمأنتهم أننا لن نتخلى عنهم لهذا السبب".
وأفادت تحقيقات الأبرشية أن مبلغاً يتراوح بين 30 و50 ألف دولار كندي قد ضاع.
وأوضح المستشار قائلاً "إن الأمر لا يتعلق بالمال، بل بمساعدتهم من أجل تسوية أمورهم في البلاد والشعور أنهم في بيتهم هنا. ونحن ملتزمون بأن نفعل ذلك. لكن الكيفية التي سوف يتم بها هذا الأمر تعد تجربة للتعلم منها".
وقال مسؤولو الكنيسة إن القس سقا الذي أضاع الأموال، اصطُحب إلى "معهد ساوثداون"، وهي مؤسسة متخصصة في مساعدة القساوسة الذين يعانون من الإدمان أو أي مشاكل صحية أخرى، لقضاء عدة أسابيع من العلاج التطوعي.
– هذه المادة مترجمة من صحيفة الغارديان، للاطلاع على النسخة الأصلية يرجى الضغط هنا.