استبعد البيت الأبيض، الأربعاء 30 مارس/آذار 2016 إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا تضم الرئيس بشار الأسد، مؤكداً بذلك آراء المعارضة السورية التي رفضت كلياً هذه الفرضية.
ورداً على سؤال حول مقابلة قال فيها الأسد أن نظامه يجب أن يكون جزءاً من الحكومة الانتقالية، أجاب المتحدث باسم البيت الابيض جوش أرنست أن مشاركة الأسد "أمرٌ غير مطروح للنقاش".
رئيس النظام السوري بشار الأسد اعتبر أن الحكومة الانتقالية في سوريا يجب أن تشمل النظام الحالي والمعارضة، وذلك في مقابلة نشرتها وكالة "ريا نوفوستي" العامة الروسية الأربعاء 30 مارس/آذار 2016.
وقال الأسد: "المنطق أن يكون هناك تمثيل للقوى المستقلة وللقوى المعارضة وللقوى الموالية للدولة".
خارطة الطريق لحل النزاع السوري تنص على انتقال سياسي يشمل تنظيم انتخابات وصياغة دستور جديد.
وأضاف الأسد أن الانتقال السياسي "لابد أن يكون تحت الدستور الحالي حتى يصوّت الشعب السوري على دستور جديد"، مبيناً أن "الحديث عن هيئة انتقالية غير دستوري وغير منطقي".
وتابع: "صياغة الدستور ربما تكون جاهزة خلال أسابيع، الخبراء موجودون.. هناك مقترحات جاهزة يمكن أن تجمع. ما يستغرق وقتاً هو النقاش، يبقى هنا السؤال ليس كم تستغرق من الوقت صياغة الدستور، السؤال هو ما هي العملية السياسية التي سنصل من خلالها لمناقشة الدستور".
ونصت ورقة جنيف التي وزعتها الأمم المتحدة خلال جولة المفاوضات بين النظام والمعارضة الأسبوع الماضي على أن "الانتقال السياسي في سوريا يشمل آليات حكم ذي مصداقية وشامل.. وجدولاً زمنياً وعملية جديدة لإعداد الدستور وتنظيم انتخابات"، على أن "يشارك فيها جميع السوريين، بمن فيهم السوريون المغتربون المؤهلون للتصويت".
وتابع الرئيس السوري "حتى الآن لا نستطيع أن نقول إن هناك شيئاً أُنجز في محادثات جنيف، ولكن بدأنا الآن بالأشياء الأساسية وهي وضع مبادئ أساسية تبنى عليها المفاوضات".
من جانب آخر اعتبر الأسد أن معظم الأكراد في سوريا يريدون العيش ضمن سوريا "موحّدة" ويعارضون النظام الفيدرالي الذي أعلن في شمال البلاد.
وقال الأسد في المقابلة: "لا أعتقد بأن سوريا مهيّأة لفيدرالية"، مضيفاً: "معظم الأكراد يريدون أن يعيشوا في ظل سوريا موحّدة بنظام مركزي بالمعنى السياسي، وليس فيدرالياً".
وقد أعلنت أحزاب سورية كردية في 17 مارس/آذار النظام الفيدرالي في مناطق سيطرة الأكراد في شمال سوريا، في خطوة تراها مقدمة لاعتماد نظام مماثل في الأراضي السورية كافة ما بعد الحرب، وسارعت دمشق والمعارضة إلى الرفض بقوة.
وسوف تستأنف محادثات سلام حول سوريا في جنيف في 10 أبريل/نيسان برعاية الأمم المتحدة.
وانتهت جولة من المحادثات غير المباشرة بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة في مقر الأمم المتحدة في جنيف الخميس الماضي من دون تحقيق أي تقدّم ملموس.