7 نصائح لكشف الخبر الصادق من الكاذب!

لابد من التدقيق في تاريخ التصريح أو وقت تسجيل اللقاء تلفزيونيًّا، لأنه أحياناً تكون هناك تصريحات -مكتوبة أو مصورة- تطلق في سياق سياسي واجتماعي معين، يتم استدعاؤها وإعادة بثها في سياق مغاير تماماً بعناوين جديدة مخادعة للمتلقي، بهدف توظيفها توظيفاً سياسيًّا.

عربي بوست
تم النشر: 2016/03/28 الساعة 03:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/03/28 الساعة 03:35 بتوقيت غرينتش

كثيراً ما يتم نشر أخبار وفيديوهات غير مدققة، أو مكذوبة، على مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر منافذ إعلامية محترفة -أو يفترض فيها أن تكون كذلك- ويتم تداول هذه الأخبار ومقاطع الفيديو تلك على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي دون تدقيق أو محاولة التثبت من صدقية ما يتم نقله وتداوله.

لمعرفة الخبر الصادق من الكاذب، أقدم بعض النصائح التي قد تسهم في كشف الخبر الكاذب من الصادق.

1- الخبر خبر والرأي رأي

في البداية لا بد من التفريق بين "الخبر" و"الرأي"؛ فالخبر ما يحتمل "الصدق" أو "الكذب"، بينما "الرأي" لا يحتمل ذلك، ويتم التعامل معه إما بـ"القبول" أو "الرفض". و"الخبر" يجيب عن الأسئلة (ماذا، من، متى، أين، كيف .. وأحينا لماذا)، بينما "الرأي" يعبر عن موقف أو وجهة نظر، من حق أي شخص تبنيها ومن حق أي شخص آخر قبولها أو رفضها..

ومن الخطأ أن نتعامل مع "الرأي" على أنه حقيقة واقعة، بل مجرد "رأي" يتحمله صاحبه، وليس ملزِماً بالضرورة للآخرين. وأحيانا نتعامل مع "الخبر" -الذي هو حقيقة يمكن التثبت من صحتها أو كذبها- على أنه مجرد آراء ووجهات نظر، نتفق ونختلف معها، وكلا الأمرين يمثل خطأً فادحاً، ينجم عنه تناقل "الآراء" على أنها "أخبار"، وتصديق أو تكذيب "الآراء" على أنها "أخبار".

2- الرجوع للمصدر

لا بد من العودة لمصدر الخبر متمثلاً في الوسيلة الإعلامية التي تنشر أو تبث الخبر، ومعرفة توجهاتها وسياساتها التحريرية، وهو أمر لا يتحقق إلا بكثرة الاطلاع على ما تنشره أو تبثه هذه الوسيلة. الأمر الآخر ضرورة التحقق من إذا ما كانت وسيلة الإعلام هذه قد انفردت بالخبر أم أنه ورد في وسائل إعلام أخرى؟ وهل ورد الخبر بنفس الصيغة في الوسائل الأخرى أم لا. الرجوع للمصدر الأصلي الذي نشر الخبر (صحيفة أو وكالة أنباء أو مكتب إعلامي..)؛ لأنه أحياناً يحدث تلاعب في الصياغة التي وردت في المصدر الأصلي، كأن تنقل وسيلة إعلام عن وسيلة أخرى، وتُحدث تلاعباً مخلًّا في الترجمة، أو يتم الإضافة أو الحذف أو التحريف عن المصدر الأصلي. ضرورة التأكد من أن وسيلة الإعلام المنقول عنها الخبر تعبر عن المصدر الحقيقي بالفعل، خاصة مع انتشار الصفحات الشخصية على فيسبوك وتويتر، خاصة في ظل انتشار صفحات غير حقيقية لأشخاص مشهورين ونسبة كلام إليهم لم يقولوه، مثل صفحات المشاهير. الرجوع للمنبر الإعلامي المعتمد لدى الشخص أو الهيئة المنقول عنها الخبر، مثل صفحة الشخص على فيسبوك أو توتير أو الموقع الرسمي للتأكد من صحة الخبر. متابعة إذا ما نشر الشخص أو الهيئة تكذيباً أو نفياً أو تأكيداً.

3 – تجهيل الأخبار

من وسائل التلاعب بالأخبار، تجهيل المصدر تحت ذريعة تخوف المصدر على حياته أو أمانه الشخصي، ويجب أن نتيقن هل هناك ما يستدعي أن يخفي المصدر هويته أم لا . "تجهيل المصدر" يفقد أي خبر مصداقيته إذا تم تجهيل المصدر، باستثناء بعض الأخبار التي تتعلق بالأجهزة الحساسة كأجهزة المخابرات والأجهزة الأمنية أو التنظيمات المسلحة التي يُتحفظ على الكشف عن هويات متحدثيهم. لكن البعض يستغل هذا المبدأ الإعلامي -الصحفي لا يكشف عن مصادره- في تجهيل مصادره، يستخدم بعض الصحفيين هذا المبدأ المهني استخداماً خاطئاً لنشر ما يشاء من أكاذيب ويوهم المتلقي أن لديه مصادر موثقة.

4- نشطاء الإنترنت

بعض وسائل الإعلام تعتمد في نقل الخبر على ما يتردد في مواقع التواصل الاجتماعي مع علمهم المسبق أنها تنقل أخباراً غير موثقة أو غير صحيحة لكن يستخدمون ألفاظاً وعبارات تجنبهم المساءلة القانونية أو المساءلة الأدبية، كأن تكتب الصحيفة "ذكر نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك كذا.." أو "تداول نشطاء الإنترنت كذا.." انتقال الخبر -وهو غير موثق- من صفحات النشطاء على مواقع التواصل، إلى الصحف المطبوعة أو مواقع الإنترنت المعروفة يعطي الخبر قدراً كبيراً من "المصداقية الزائفة" لدى القارئ أو المتلقي. والأدهى من ذلك أن صفحات التواصل الاجتماعي -أو النشطاء على الإنترنت- يتلقفون هذه الأخبار ويعيدون نشرها مرة أخرى ولكن منسوبة هذه المرة لوسيلة الإعلام.

5- الاجتزاء

اعتماد بعض وسائل الإعلام على مبدأ الاجتزاء في النقل عن المصادر، كأن يختار الصحفي من كلمة المصدر خلال مؤتمر أو ندوة مثلاً ما يروق له، مع إغفال بقية الحديث، الأمر الذي يجعل هناك خلالاً في نقل الكلام. وأحياناً يُجري صحفي حديثاً مطولاً مع مصدر ما في انتظار لذلة معينة أو تصريح معين يبحث وراءه؛ ثم يكتفي بنشر ما يريده فقط ولا يرى نفسه ملزما -ولو أدبيًّا- أمام القارئ بنشر الحوار أو التصريحات كاملة، وأحياناً بعض الضيوف يظنون أن ما قاله من كلام إيجابي مثلاً في حق شخصية أو هيئة، سيُحدث توازناً مع ما يوجهه من انتقادات لذات الشخصية أو الهيئة، إلا أن الصحفي يكتفى بالتصريحات السلبية ولا يبث أو ينشر التصريحات الأخرى، ويمكن أن يخرج بعد ذلك بالمقطع المسجل الذي يؤكد من خلاله صدقية الانتقادات أو التصريحات السلبية. الأمر الذي يستلزم الرجوع لأكثر من وسيلة إعلام تكون قد نقلت تصريحات المصدر هذا لو كانت في محفل عام، أو ترقب تكذيب المصدر لو كان لقاء صحفيًّا خاصًّا.

6 – العنوان الخادع

البعض يكتفى بعنوان الخبر أو العنوان المكتوب على الفيديو دون قراءة متن الخبر أو مشاهدة الفيديو كاملاً، لأن أحياناً كثيرة يكون العنوان غير دقيق، أو مثير ولا يعبر عن مضمون متن الخبر أو مشاهد الفيديو.

7 – التوقيت

لابد من التدقيق في تاريخ التصريح أو وقت تسجيل اللقاء تلفزيونيًّا، لأنه أحياناً تكون هناك تصريحات -مكتوبة أو مصورة- تطلق في سياق سياسي واجتماعي معين، يتم استدعاؤها وإعادة بثها في سياق مغاير تماماً بعناوين جديدة مخادعة للمتلقي، بهدف توظيفها توظيفاً سياسيًّا.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد