ذكر تقرير نفطي، صدر السبت 26 مارس/ آذار 2016، أن الدول النفطية مطالبة بالتركيز على سياسات الانفتاح الاقتصادي؛ للتخفيف من وطأة الضغوط الاقتصادية الناتجة عن تراجع عوائد قطاع النفط بسبب انخفاض الأسعار.
وهبطت أسعار النفط الخام، بنسبة 68٪ هبوطاً من 120 دولاراً للبرميل في منتصف عام 2014، إلى أقل من 40 دولاراً في الوقت الحالي، تزامناً مع تراجع معنويات الاقتصادات الناشئة والمتقدمة كالصين وروسيا ودول منطقة اليورو.
وقال التقرير الصادر عن شركة نفط الهلال الإماراتية (غير حكومية)، إن هذه السياسات ستشجع القطاع الخاص على لعب دور أكبر في التنمية الاقتصادية، بالتزامن مع قيام تلك الدول بدعم قطاع الطاقة، وتقديم حزمة من التسهيلات والمزايا للشركات.
وطالب التقرير بضرورة تبسيط الإجراءات الخاصة بممارسة الأعمال من أجل ضمان قدرتها على المنافسة، واستقطاب مزيد من الاستثمارات الأجنبية في قطاعات الطاقة المتجددة والتقليدية.
وتشير مساعي الدول المنتجة للنفط والهادفة لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية من الخارج، إلى رغبة حقيقية في تحقيق مزيد من التنويع الاقتصادي لمصادر الدخل، بما يسهم في التخفيف من وطأة هبوط عوائدها النفطية، بحسب تقرير الشركة الإماراتية.
ورأت الشركة الإماراتية أن "نجاح هذه المساعي يتطلب عدة مقومات أساسية، منها تحقيق عنصري الأمن والاستقرار السياسي، إلى جانب توافر بنية تحتية متطورة وهيكل تشريعي وقانوني يتيح أكبر قدر ممكن من الحرية في تنقل رؤوس الأموال، فضلاً عن توفير خطط استثمارية قابلة للتطبيق على أرض الواقع".
وأضافت "إذا تمكنت الدول النفطية من توفير هذه الشروط، فإنها ستتمكن حتماً من تعزيز مكانتها كوجهة جاذبة للاستثمارات الأجنبية".
من جهته قال خبير النفط الكويتي، أحمد حسن كرم، "على الدول المنتجة للنفط ألا ينتظروا نهاية فترة تراجع الأسعار والتكيف مع مدة قد تطول في ظل خام رخيص وعائدات أقل، لذلك بات لزاماً عليها تبني سياسات اقتصادية أكثر انفتاحاً".
وأوضح كرم أن "من بين هذه السياسات وأهمها، توفير بيئة ملائمة لجذب استثمارات ذات قيمة مضافة في جميع المجالات، وزيادة نسبة مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي في ظل تراجع عوائد النفط ".
واعتبر تقرير "نفط الهلال" أن قطاع الطاقة أكثر المرشحين لقيادة تدفق رؤوس الأموال الأجنبية إلى الدول التي تتمتع بأفضل المقومات الاستثمارية خلال السنوات القادمة.
وتصدر شركة "نفط الهلال" التي تتخذ من الشارقة في الإمارات مقراً لها، تقارير بحثية عن أسواق النفط، بجانب عملها في استكشاف وإنتاج النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط منذ نحو 40 عاماً، فيما تمتلك مكاتب دولية منتشرة في مواقع استراتيجية في المملكة المتحدة، والعراق، ومكاتب فرعية في كندا.