سيادة الرّئيس : هلْ تستطيعُ النّومَ ليلاً ,, !؟

و للّذينَ قُصفوا بالدّبابات و الطائرات دونما رحمة ,, و للّذينَ غدوا أمواتاً و عظاماً في الزّنزانات .. لنْ أبخلَ عليكم بجوابِ سيّادة الرئيس ( بشار الأسد ) حولَ إنْ كانَ ينامُ أم لا .. : الجواب كان كالتالي : " لا يهم إذا نمت أم لأ ,, " مؤكداً أنّه : " لا ننام لأنّنا لا نستطيعُ النّوم

عربي بوست
تم النشر: 2016/03/26 الساعة 04:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/03/26 الساعة 04:20 بتوقيت غرينتش

سيادة الرئيس هل تستطيع النوم ليلاً
" خلالَ زيارتي الأخيرة إلى سوريا ,, زرتُ حلب ,, و هذه المرة زرتُ حمص ,, رأيتُ صوراً لا تُصدّق ,, صوراً كأنّها من نهايةِ العالم ,, أعتقدُ أنّه ما منْ شك أنَّ الجيشَ السّوريّ يتحملُ جزءاً من المسؤوليّة عمّا حدث ..
سؤالي الشّخصي سيادةَ الرئيس :
هلْ تستطيعُ النّومَ ليلاً ….. ؟ "
استطاعَ هذا الصحفيّ الألمانيّ أنْ يتجرّأّ و يسألَ الرئيسَ بشار الأسد سؤالاً كانَ يدورُ في ذهني منذ السّنة الأولى للثورة ..
دائماً ما كنتُ أتساءل بيني و بينَ نفسي :
هلْ ينامُ الرّئيسُ السوريّ بشّار الأسد حقاً ..؟
و إذا استطاعَ النوم .. ما نوعُ الأحلامِ و الكوابيسِ التي يراها …!!
و لِكَوْني إنسانة لا تستطيعُ النّوم إذا تعكرَ مزاجُها ,, أو قرأتْ خبراً سيّئاَ ,, أو سمعتْ بوفاةِ أحدهم ,, أو حدثتْ معها مشكلة ما ,, أو تعرّضتْ لموقفٍ مزعج أو شتيمة .. أو .. أو .. أو
لطالما أصابتني الحيرة من حالِ بعضِ الرؤساءِ العرب الذين َ يتسّببونَ بموتِ الملايين و بتشريدِ الآلاف .. و ينامونَ بعدها نوماً هادئاً .. وكأنّ الدماءَ في عروقهم قدْ تجمدّتْ ..
و لأنَّ الموضوعَ استفزّني كثيراً ,, قمتُ بمطالعةِ مجموعة من المقالات تتحدثُ عن علاقةِ بعضِ الرؤساء بالنّوم ..
ف وجدتُ أنّ
* ( تشرشل ) كانَ يملكُ في غرفةِ نومهِ سريريْن ,, ينامُ على واحدٍ منهما لينهضَ بعدها و ينامَ على الآخر ,, في إشارةٍ إلى حالة القلقِ والخوفِ التي كانَ يعيشُ فيها ,, في حين أنّه كان لا ينامُ سوى أربعِ ساعاتٍ يدعَمها بساعةٍ و نصف من القيلولة النهارية ..
أمّا الزعيم الألماني ( هتلر ) :
* فقد كانَ يقومُ بمعظمِ أعمالهِ أثناءَ اللّيل ,, وكانَت ساعات نومِهِ تتراوح بينَ
4 إلى 5 ساعات ,, ليستيقظَ بعدها في الحادية عشرَ صباحاً ,, و المعروفُ عنه أنّه كان َ يخافُ منَ الظلام .. ما جعلَه يلجأُ إلى فرقةٍ موسيقيّة تعزفُ له الموسيقى التي يفضلها حتى الفجر .. كما أنّ خوفه من كلّ شيءٍ مجهول كانَ سبباً في دفعِ خادمتهِ لأنْ تتفحصَ سريرَهُ الخاص كلَّ يوم قبل أنْ ينامَ عليه ..
أمّا سيّدة بريطانيا الحديديّة ( مارغريت تاتشر )
* فلمْ تَكُنْ تحظى سوى بأربعِ ساعاتٍ من النّومِ ليلاً ..
في حين ينام ( باراك أوباما ) فترةً تصلُ إلى ست ساعات ,,
و قد ذكرتْ صحيفة " روزاليوسف " أنَّ ( القذافي )
* كانَ لديهِ دبة لعبة يعشَقها تُدعى /تيدي/ .. لا يستطيعُ النّوم إلّا و هي في حضنِه ,, و بحسبِ طبيبِه الخاص ,, فَإنّه لم يكُن ينام قبل الفجر حتى يطمئنّ أنّ الأمن مستتب و لا توجد محاولةٌ للانقلابِ عليه .. ف ينامُ هكذا حتى العاشرة صباحاً .
و بالعودة للرئيس السوري ( بشّار الأسد ) :
* فقدْ ذكرَ الصحفيّ السوريّ المنشق عن المكتبِ الإعلاميّ للقصر الرّئاسيّ ,, في حوارٍ أُجريَ معهُ عام 2012 ,, ذكرَ أنّ الرئيسَ السوريّ لا ينامُ ساعةً أو ساعتين ,, و أنّه باتَ قلقاً جداً و ينظرُ من نافذتهِ إلى دمشق كلّما انزعج ..
أمّا عن أحدث التصريحاتِ التي تتعلقُ بنومهِ و حياتهِ ف يُطالعنا رئيس تحرير جريدة "الديار" : شارل أيوب و- الذي يُعتبر أحدَ المقرّبين من النظام السوريّ – ليقولَ في تصريحٍ مُبالغٍ فيه :
أنَّ بشار الأسد يعيشُ بصورةٍ عادية ,, ينامُ و يستيقظُ عند السّاعة السّادسة صباحاً ,, يمارسُ الرياضة ,, و يجدُ وقتاً للحديثِ مع أولادهِ ,, و بقيّةِ أفراد عائلته ,, بلْ إنّه يجدُ وقتاً حتى للمطالعة قبل النوم و أنّه لا يعاني من الأرقِ أبداً بل ينامُ خلالَ 10 دقائق ليسَ أكثر .. علما أنّه يتمتعُ بأعصابٍ باردة تدفعهُ في كثيرٍ من الأحيان للتخفيف من انفعالِ الضباط الكبار و المسؤولين و تهدئتهم .. بل وصلَ به الحال لأنْ يقول أثناءَ سقوط بعض القذائف قرب قصر الشّعب و بالفم الملآن :
" إنّهم لا يعرفونَ حجمَ صلابتي "
للّذينَ عرفوا النظامَ السوري عن قرب ,, و الذينَ التقطوا صوراً لجرائمهِ على مدى خمسِ سنوات إلى الآن ,, و للّذينَ يعلمونَ أنَّ سوريا قدْ تحولّـتْ إلى مقبرةٍ جماعيّة في كلّ مدينةٍ فيها على امتدادِ مساحة الوطن ,, و للّذينَ عايشوا سماءً ملبّدةً بغيومٍ كيماويّة تهطل عليهم كما الحشرات ,, و للّذينَ قُصفوا بالدّبابات و الطائرات دونما رحمة ,, و للّذينَ غدوا أمواتاً و عظاماً في الزّنزانات ..
لنْ أبخلَ عليكم بجوابِ سيّادة الرئيس ( بشار الأسد ) حولَ إنْ كانَ ينامُ أم لا .. :
الجواب كان كالتالي :
" لا يهم إذا نمت أم لأ ,, " مؤكداً أنّه : " لا ننام لأنّنا لا نستطيعُ النّوم ,, بلْ لأنّنا ينبغي أن نعمل .. .. !! "
و لكم حرية التعليق ..

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد