قضت المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة في لاهاي، بسجن الزعيم السابق لصرب البوسنة، رادوفان كاراديتش، 40 عاماً، عقب إدانته بارتكاب جرائم عديدة، أبرزها "ارتكاب إبادة جماعية" في سربرنيتسا.
وأصدرت المحكمة، التي أسستها منظمة الأمم المتحدة، الخميس 24 مارس/آذار 2016، قرارها بحق "كاراديتش"، الملقب بـ"سفاح البوسنة"، بعد إدانته بجرائم عدة بينها، "ارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وانتهاك قوانين الحرب"، من أصل 11 تهمة موجهة إليه.
وأدانت المحكمة كاراديتش بارتكاب إبادة جماعية، في سربرنيتسا في يوليو/تموز 1995، مشيرة إلى أن قوات صرب البوسنة مارست التطهير العرقي بحق المسلمين في المنطقة المذكورة، كما حمَّلته مسؤولية أسر جنود الأمم المتحدة.
وحكمت المحكمة على قائد القوات الصربية، راتكو ملاديتش، بالتخطيط لتطهير البوشناق من سربرنيتسا، مؤكدة في الوقت ذاته أن "كاراديتش" هو الشخص الوحيد الذي يمكنه إعطاء قرار قتل المسلمين البوسنيين في جمهورية صرب البوسنة.
يُشار إلى أن الادعاء طلب في مذكرته من المحكمة سجن كاراديتش مدى الحياة، ويحق للادعاء والدفاع التقدم بطعن ضد القرار.
وفي ذات السياق، علق رئيس بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في البوسنة والهرسك، جوناثان مور، على القرار بالقول: "آمل أن يجلب القرار ولو القليل من السعادة، لأولئك الذين يبحثون عن العدالة، منذ مدة طويلة".
وأضاف "لا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي تجاه البحث عن العدالة، يمكن أن تكون فترة المحكمة طويلة وشائكة ومثيرة للجدل، لكن تسليم مرتكبي جرائم الحرب إلى العدالة، بعد 20 عاماً، لها أهمية بالغة"، مشيراً إلى أن أهمية القرار في تأسيس سلام دائم في البوسنة والهرسك.
جدير بالذكر أن رادوفان كاراديتش تولى رئاسة صرب البوسنة، بعد أن أصبح رئيساً لمجلس الأمن القومي لجمهورية صرب البوسنة، إثر انهيار الاتحاد اليوغسلافي عام 1991.
ويواجه كاراديتش تهم ارتكاب جرائم حرب وممارسة القتل بحق المدنيين الأبرياء، إضافة لانتهاك قوانين الحرب، إبان الحرب البوسنية، وقد قبض عليه في 2008 بعدما كان يتجول بهوية مزورة، وبدأت محاكمته في 2009.
يُشار إلى أن القوات الصربية ارتكبت العديد من المجازر بحق مسلمين، خلال ما عُرف بفترة حرب البوسنة، التي بدأت عام 1992، وانتهت 1995 بعد توقيع اتفاقية دايتون، وتسببت في إبادة أكثر من 300 ألف شخص، باعتراف الأمم المتحدة.
ويقبع كل من كاراديتش، والقيادي الصربي راتكو ملاديتش، في سجن "سخييفينينغن" في لاهاي، قيد المحاكمة بتهم جرائم الحرب.
جدير بالذكر أن القوات الصربية، بقيادة راتكو ملاديتش، دخلت سربرنيتسا في 11 يوليو/تموز 1995، بعد إعلانها منطقة آمنة من قبل الأمم المتحدة، وارتكبت خلال عدة أيام، مجزرة جماعية راح ضحيتها أكثر من 8000 بوسني، تراوحت أعمارهم بين 7 و70 عاماً.