لا يزال الوقت مبكراً للتعرف على ما إذا كانت الهجمات التي استهدفت العاصمة البلجيكية بروكسل أمس الثلاثاء 22 مارس/آذار 2016، جاءت كنتيجة مباشرة للحملة الأمنية التي أدت إلى اعتقال أحد أعضاء تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، المتورّط في اعتداءات باريس خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
ومع ذلك، يثير توقيت تلك الاعتداءات تساؤلات حول دوافع المعتدين والسبب وراء عدم قدرة السلطات البلجيكية على ردع هؤلاء، وفق تقرير نشره موقع فوكاتيف الأميركي، الثلاثاء 22 مارس/أذار 2016.
هناك العديد من النظريات حول توقيت التفجيرات بمحطة المترو وصالة المغادرة بمطار بروكسل، والتي أدت إلى مصرع أكثر من 30 شخصاً وإصابة عشرات آخرين.
فهل جاءت انتقاماً لاعتقال صلاح عبد السلام الخميس الماضي، وهو أحد المتهمين في تفجيرات باريس؟ هل كان الدافع يتمثل في تضييق السلطات الخناق بحيث عدّل القائمون على التفجير خططهم بشأن تنفيذ الاعتداءات قبل أن يتم العثور عليهم؟ أم أنها مجرد مصادفة؟
موقع فوكاتيف طرح تساؤلات على العديد من الخبراء عما إذا كان هناك أي وسيلة كانت السلطات البلجيكية تستطيع من خلالها منع تلك الاعتداءات.
هل كانت الاعتداءات ناجمة عن اعتقال عبد السلام؟
قال ريان جرير، المستشار الأمني وزميل مشروع ترومان للأمن القومي "من السابق للأوان حالياً أن نتعرف على ما إذا كان هناك أي علاقة. ومع ذلك، هناك العديد من الأسباب تجعلنا نمعن النظر، ليس جراء توقيت الاعتداءات فحسب، بل بسبب الوسيلة المتطورة التي تم التنفيذ بها". ويتمثل التساؤل الأكثر إزعاجاً فيما إذا كان ذلك قصاصاً أو "أنه جزء من اعتداءات أوسع نطاقاً".
كما قال إريك كليفن، الأستاذ بكلية سانت أنسيلم وخبير الإرهاب في أوروبا، "من المستحيل أن تأتي الاعتداءات رداً على العقبات التي واجهها داعش أخيراً."
فخلال الشهر الماضي، حقق التحالف الذي تتزعمه الولايات المتحدة ضد التنظيم انتصارات مدوية، بما في ذلك القبض على كبير خبراء الأسلحة الكيماوية التابع للتنظيم وقتل المتمرد الشيشاني المسؤول عن آلة الدعاية والذي يحث الشيشان وغيرهم من المعارضين على الانضمام إلى صفوف المقاتلين التابعين لداعش.
لماذا لم تحصل السلطات البلجيكية على المعلومات اللازمة لترقب الاعتداءات، مع الأخذ في الاعتبار تمكن اثنين من المعتدين من الفرار؟
قال كليفن "السلطات الأوروبية ليس لديها نفس التنسيق الاستخباراتي أو الموارد المتوفرة لدى أجهزة مكافحة الإرهاب الأميركية".
وفي ذات الوقت، تم إحباط اعتداء بحي مولينبيك البلجيكي الأسبوع الماضي، حينما تم اعتقال عبد السلام. "ومع ذلك، فإن واقع مكافحة الإرهاب يتمثل في استحالة منع كل الاعتداءات حتى إذا كنت تبذل قصارى جهدك".
وذلك بالإضافة إلى حقيقة وجود عددٍ أقل من مسؤولي تنفيذ القانون اللازمين لإجراء تحريات سليمة حول المقاتلين الأجانب بمجرد عودتهم من سوريا أو غيرها.
ويقول الخبراء إن القدرة على جمع المعلومات من مناطق النزاعات كسوريا صعبة للغاية. وقد أشار ريان جرين بقوله "نتيجة ارتفاع أعداد البلجيكيين الذين يقاتلون في سوريا ويعودون إلى الوطن، فمن الصعب للغاية متابعتهم جميعاً".
هل اتخذت السلطات التدابير اللازمة لتعزيز العملية الأمنية في أعقاب عمليات الاعتقال التي تمت في الأسبوع الماضي؟
ذكر بعض مراقبي الأمن القومي أنه كان يتعين على المسؤولين البلجيكيين "ممارسة الضغوط على عبد السلام" للحصول على المعلومات، وخاصة أن المسؤولين قد أشاروا إلى أنه كان سيشارك في اعتداءات الثلاثاء. ورغم ذلك، أخبر محاميه الشهير وسائل الإعلام أنه كان "يتعاون" مع الشرطة.
ويذكر آخرون أن هناك حاجة دائمة إلى تكثيف التأمين في نقاط الانتقال الرئيسية وأن الخطر قائم دائماً، وليس في أعقاب عمليات الاعتقال فقط.
ولا تزال بلجيكا مخفقة نظراً لأن إجراءات الفحص السيئة تعوق تأمين الدولة وتأمين بقية بلدان أوروبا أيضاً. وفي غضون ذلك، يذكر ريان جرين قائلاً "إننا في عصر الاعتداءات الإرهابية في أي مكان وبأي وسيلة ولا يمكننا التظاهر بأن هناك سياسة تحول دون وقوع كافة الاعتداءات".
– هذه المادة مترجمة بتصرف عن موقع Vocativ الأميركي. للاطلاع على المادة الأصلية، يرجى الضغط هنا.