قتل الموت أم إرادة الحياة

لأن حياة الشعوب أهم من حياة الأفراد.. ونهضة الأمة تستحق التضحيات يموت القتل وتبقى إرادة الحياة

عربي بوست
تم النشر: 2016/03/22 الساعة 05:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/03/22 الساعة 05:18 بتوقيت غرينتش

في مساء ليلة التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2005، وفي أثناء عودتنا من زيارة لأحد أصدقائنا في عمان الحبيبة.. فوجئنا باتصالات الأهل تسأل عنا، وقد سمعوا أنباء عن تفجيرات في الفندق المجاور لمنزلنا.

والآن.. ولأكثر من مرة هنا في إسطنبول تبقى تأتينا الاتصالات ذاتها تطمئن علينا على أثر ورود أحبتنا أخباراً عن تفجيرات في إسطنبول الغالية

"تفجير في ساحة قيزيلاي.. في أنقرة..
يؤدي إلى وقوع 37 قتيلاً و125 جريحاً"
خبر مفجع جديد..
وهجوووم يودي بحياة مدنيين..

وسواء كانت التفجيرات لأغراض سياسية
أو لأغراض أمنية وتصفية حسابات..
فالمحصلة هي واحدة..
وجوه لعملة واحدة وهي
عملة القتل..

قتلوا الإنسانية في قلوبهم فنمت جذور الحقد والعدوان، قتلوا الفكر السوي القويم فنهضت الأفكار السوداوية المظلمة..
قتلوا الإيمان العميق.. فتفشى الكفر متلبساً بزي المشايخ، وتبدل دم المسلم الذي حرمه الله على أخيه المسلم إلى غاية قبيحة في أيدي دمى تحركها قوى كبرى تتحكم في أقدار الناس وتقتااات من قتلهم دون حساب.

ماذا تراه ينتظر من يضغط على زر التفجير، ليفجر الأشلاء وينثر الدماء.. ويقتل مسلمين عزل وأبرياااء؟!
هل تراه ينتظر شهادة في سبيل الله؟!
أم هل تراه يلمح فعله الذميم في ثنايا حديث الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم-
"إن الله عز وجل يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة: صانعه يحتسب في صنعته والرامي به ومنبله" أي مناوله.

لم يفكر من وضع السيارة المفخخة، أو لف الحزااام الناسف على خصره، أو صمم التفجيرات أو خطط للعمليات، كم من بريء قد تصله شرارة خططه اللامتناهية في الشر..
كم من عائلة جافأها النوم، وهي تبحث عن فرصة للثأر من هذا القاتل لتستمر معركة الثأر.. والقتل من جديد.. بصور أخرى..
وكم من أم.. أو أخت.. أو ابنة أو زوجة باتت تتقلب في رحى نار الوداع الأليم والخاتمة المحزنة لثمرة فؤادها أو رفيق طفولتها أو زوجها أو قدوتها.. فحملت سلاح الدعاااء سهاماً تصيب من أراد بفعله الجنة فرمى بنفسه في النااار.

الشعب التركي الذي احتضن بطيبة المستضعفين في الأرض..
والحكومة التركية التي أمنت المتعبين من الخووف، والرئيس التركي الذي قدم النصرة والعون بالكلمة الصادقة والفعل الكريم.. يراد لهم أن يُروعوا.. ويتراجعوا.. وتقتل الشجاعة في نفوسهم.. وتغتال الكرامة من سياستهم..
ليس هذا فحسب..
بل يُراد أن يعم الفزع كل من قد يفكر بأن يحذو حذوهم.. فيرضى بالسوريين مهاجرين لا لاجئين..
وأن يراجع نفسه ألف مرة كل من يحاول الدفاع مثلهم عن حق الفلسطنيين في أرضهم وحق أهل غزة في فك حصارهم وبناء مينائهم..
وأن ينثني عن قراره كل من قرر مثل قرارهم بالسماح بالعيش اﻵمن على الأراضي التركية لعشرات المصريين المحكومين بإعدامات لقتلهم أشخاص وهميين أو رميهم بالرصاص أناس ليسوا موجودين إلا كأسماء في سجل الأموات..

ولكن فلتطمئنوا يا أهلنا وأحبابنا، نحن هنا كلنا بحمد الله بخير، والشعب التركي سيبقى بخير إن شاء الله.
ولو ظهر في ثنايا الخير.. شر النفوس، وضعف البصيرة..

اطمئنوا ففي كل ليلة
تنام أجفاننا ونحن نحيا في ظل الحفيظ..

ومن يظن أنه يقتل وفق أجندات سياسية أنه سيقتل الحياااة.. فهو لا يدري بأنه مع كل نفس من أنفاس الأبرياء التي تصعد دائماً يسقط هو وأجندته ويبقى أهل الحق والصدق.. في علو وسمو..
حفظ الله تركيا وبلاد المسلمين أجمعين في أمن وأمان
وأعاد لسوريا الغالية بهاء حلتها الحرة
واعاد للعراق الحبيب قوة وحدته القاهرة
وأعاد لليمن السعيد دفء ابتسامته الطاهرة..
وأعاد لليبيا ومصر ولبنان الاستقرار والعدالة
وأعاد لفلسطين الأبية.. جيوشها الفاتحة
تفتحها بالعلم والعمل والهمة

ولأن حياة الشعوب أهم من حياة الأفراد..
ونهضة الأمة تستحق التضحيات
يموت القتل وتبقى إرادة الحياة

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد